في إحدى تأملاتي الطويلة لم أستطع تذكر آخر مرة غضبت فيها حتى خرجت عن طوري!
فكرت ملياً في الأمر: "لم لا أغضب.. مثل الجميع؟"
الجميع من حولي - في العمل - كرات ضغط تكاد تنفجر عند أدنى لمس أو ارتفاع في الحرارة..
(أشعر بالشفقة اتجاههم)
مضيت في رحلة طويلة إلى الماضي عبر حالات صمتي وهدوئي الطويلة.. جداً.. جداً.. جداً..لطاملا شبهتها بالبحيرة الهادئة، التي يقبع الوحش بأعماقها السحيقة المظلمة.. أما على السطح، فكنت ألبس لون الحياد والبرود التامين في وجه كل شخص وكل شيء من حولي..
لاشيء يعنيني..
لاشيء يثيرني..
لاشيء يستفزني..
ولاشيء يغضبني..كنت أتمنى لو أستمر في حالتي تلك إلى الأبد.. كنت أظنني أخطو خطوة جديدة نحو المثالية..
لست متصوفاً.. ولا بوذيا.. ولا أمارس اليوغا اللعينة أو أي شكل من أشكال ضبط النفس.. أو تصفية الروح.. (تصفية الأشخاص تبدو أكثر إثارة)
الأمر ببساطة شديدة أني لا أبالي كثيراً!اليوم تتحرك مياه البحيرة.. قليلاً.
( طرداً للملل...أحركها بنفسي لأعبث بي قليلاً)
وأدرك أن تشبيهي بالبحيرة كان في محله. غير أن بحيرتي راكدة لا حياة فيها.. ماؤها نكد عكر.. وأسماكها - إن وجدت - ميتة..
لن تحيا بأعماقها إلا وحوش المستنقع المظلم!ورغم إصراري على أن الغضب غباء مطلق، إلا أن الحقيقة الوحيدة التي تبزغ مثل شمس الظهيرة هنا هي أن الإنسان الطبيعي (الطبيعي؟!) يغضب لأسباب وجيهة.. كما يغضب لأسباب تافهة، تبدو له وجيهة!
لكن السؤال الأهم: هل أنا إنسان طبيعي..؟
Hell No !