★ الفصل الأول: فرصة بقاء

2.6K 228 53
                                    

ديسمبر ذلك الشهر المُثلج قارص البرودة.

يسير الجميع بينما يرتدي ما يدفئ أنحاء جسدهم ويحتسون القهوة الدافئة.

عدا واحده.. تحتضن جسدها بسبب هذا البرد، بينما تنفث الهواء في كفَ يديها وتفركهما معاً لعلهُ يدفئهما.

تشعر كما لو أن جسدها على وشك التحطم، لسانها ثقيل ولا يُمكنها حتى رفع بصرها لرؤية ما يحدث حولها.

سارت ببطئ حتى وصلت إلى الطريق الذي تسعى إليه.. لم تكن تشعر بما يجري حاولها، فكل ما كانت تفكر بهِ هو النهاية.

وقفت أمام الجسر أخيراً لتُلقي برسالتها الأخيرة في الهواء لعلها تجد قارئها.

وأخيراً ها هي تنظر للعالم نظرتها الأخيرة.

...

يمشي بين الطرقات المظلمة ليلاً، يفكر فيما سوف يفعل في حياتهُ.

لترتطم في وجههُ تلك الورقة الطائرة بين نسمات الهواء.

فتح الورقة ليقرأ محتواها:

"الوحدة.. ما هو إلا شعور يجعلك تشعر بالفراغ بداخلك، أكتب هذه الرسالة حتى لا أُنسى من ذاكرة الجميع، لعلىٰ يجدها أحدهم ويعلم بأنه هناك شخص رحل عن هذا العالم البشع.

في الواقع أنا فقط لم أستطع الإحتمال أكثر، خائفة من شعوري بأن هناك أحد يمشي في شقتي ليلاً، خائفة من أن يحدث حريق في منزلي بينما أنا وحدي لا حول لي ولا قوة، خائفة أن يتحول كل شيء من حولي ويصبح اسوء من الآن، وهذا لا يساعدني.

كما إنني أشعر بالوحدة كذلك!

حاولت كَسب الأصدقاء، لكنني لم أستطع، أشعر بأن وجودي غير مرغوب بِه.. حتى من قِبل عائلتي.

فقط أتمنى لو كان لديّ على الأقل واحد، لكن من سيرغب أن تكون أبنته صديقة لفتاة ليس لديها والدين، تعيش وحدها وتعمل حتى تأكل وتشرب؟

أنا فقط متعبة جداً وضعيفة لإجبار نفسي على متابعة العيش، قيل أن في نهاية كل عام يأتي ديسمبر حاملاً هشاشة البدايات إلى مثواها الأخير، وها هو سيأتي ليحملني أخيراً."

تمنى بداخله أن ذلك الشخص لم يقفز بعد، شعر بأن حياة ذلك الشخص لا يجب أن تنتهي بهذا الشكل المؤسف.

بحث بعينيه حتى وجد فتاة تقف على حافة الجسر، تبدو في مقتبل العمر.

ركض إليها مسرعاً، قائلاً: "لا تفعليها رجاءاً."

ما بين ديسمبر ويناير | J.JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن