لم احبكِ ذلك الحب الدارج
احببتكِ من المهد إلى اللحد
منذ وجودي حتى فنائي
• • •
يقولون التعلم منذ الصغر
كـ النقش على الحجر
وقلبي ترعرع على حبكِ
• • •
اميره تسكنين بقلبي
كـ السكينه...
ما إن ألتقت اعينهما مع بعضهما ، لتشيح عيناها و تحرمه من نعمة النظر نحوهما و تنزل نظراتها الحزينه للأسفل لتحتضن نفسها و يهتز جسدها اثر البكاء الصامت ، كان صامتاً و اهتزت اوصاله على اثرهُ فكيف إن اخرجت شهقاتها الحزينه ؟
اليوم هو وفاة والدتها الملكة إليزابيث ، و بالواقع هي ملكة القلوب ، لطالما كانت اماً للمملكه اعتنت بكل افرادها و اصنافها لم يغريها منصب او مال او جاه كما اغرتها تلك الابتسامات الحنونه و الصادقه و الممتنه نحوها ، بذلت حياتها لاسعاد الجميع و لكن للأسف ، الطيبون توافيهم المنيه بسرعه كأن الحياة تخشى عليهم من نفسها فتسلمهم للموت بسرعه قبل أن تلوث قلوبهم بخبثها و سيئاتها و معاصيها المريعه .
كانت وفاتها صدمه للمملكه ، الجميع بكى يومها ، الجميع مشى بجنازتها بقلوبٍ مكسوره و حزنٍ صادقٍ لا يشوبه كرهٌ او حقد ، أَسَف الجميع على الاميره التي لم يكن عمرها سوى شهران ، لم تغدق بحنان والدتها ، و لم تشم رائحتها و لن تتذكر صورتها الباهيه ، و ربما شعروا بالذنب فعندما ولدت الاميره شعر الجميع بالغيره من تلك الصغيره التي ستأسرُ قلب والدتها او ربما ستلهيها عن زيارتهم ، ليفاجئهم قدر تلك الطفله و تلوع قلوبهم عليها .
لم يكن عمر الامير سوى اربعة سنوات و لكن هذا لم يمنعه من الحزن عليها فقد ذاق طعم فقدان الام بسنٍ اصغر منها ، عند ولادته توفت امه و لم تلمسه حتى لمسه واحده ليأخذها الموت بعيداً عنهُ .