سأنتقم

265 25 4
                                    

لقد رأت ابشع منظر امامها الآن، تسأولات كثيرة تجري في عقلها خلال ثوان معدوده، (داخل عقل سانا) ماذا؟؟ لماذا؟؟ انها كذبة اليس كذلك؟؟ لا اريد التصديق بشئ من هذا بعد لان؟؟ صديق طفولتي سان ، الشخص الوحيد الذي ساعدني ، والآن ها هو يتلقى عني رصاصه تمنيتها لنفسي، لماذا؟؟؟
في تلك اللحظه تدفق داخل عقل سانا ذكرياتها مع سانجو وهي صغيره، عندما كان يلاعبها، ويجعلها تضحك حينا، وتغضب حين اخر ، مرت تلك الذكريات امامها وكأن عاصفة تغمر رأسها، لم تعد تعي شيئا في تلك اللحظه، كانت دموعها تزداد انهمارا مع كل لحظة تمر، الا ان الشتاء حولها كان يغظي سيول عيونها الحزينة، في تلك اللحظة ومع تلقي سانجو الطلقة عنها صرخت سانا قائلة له وصوتها يملؤه اليأس القاتل: لماذا فعلت ذلك ؟؟؟ لم اعد اريد العيش بعد الان، ارجوك دعني أمت، لم اعد احتمل كل هذه الاكاذيب، ولن اسامح نفسي اذا خسرتك هنا وانت تضحي بنفسك لاجلي...(صوت بكاء سانا المتفجر)
في تلك اللحظة، سانجو يلفُ وجهه الى سانا والدم يخرج من فمه المبتسم لها وهو على وشك ان يسقط على الارض من قوة تلك الرصاصة: مستحيل، لا يمكنني تركك بعد الآن، لقد انتظرت طويلا حتى هذه اللحظة، لقد سعيت ووعدت بحمايتك منذ ان ولدت، لذلك ارجوك اصمدي قليلا بعد لاجلي... ثم اخفض رأسه، وكان شعره يغطي عيناه الحزينتان حين قال: كما انني لا يمكن ان اخلف وعدا قطعته لصديق، لذلك لا يجب ان تموتي لاجل سباستيان، لانه لم يكن ليريد ان تكون نهاية ابنته مؤلمه وضحلة هكذا...
ومع خروج تلك الكلمات المشحونة بالام من فم سانجو ، شعرت سانا بتدفق رهيب للطاقة بداخلها لم تعد تحتمل كبت تلك المشاعر والاحاسيس داخالها، لم تعد تعي ما يحصل حولها، كأن الوقت توقف بداخلها، او ان سانا الانسية قد حبست بداخل عقلها الباطني، لا تجد مخرجا ، في تلك الاثناء تغيرت الهيئله الخارجية كامله لسانا، اصبحت مخيفه جدا ، كل شئ حولها تغير ايضا، الهالة القوية التي خلقت حولها كانت اشبه بكابوس مريع للكهنه، حاولت سانا ان توقف نفسها، ولكن لم تعد تستطع، فمشاعرها في تلك اللحظه سيطرت عليها تماما بل كأنها التهمتها كلها، ولم تعد سانا موجوده، وبخروج هيئه سانا الشيطانيه والحقيقية لها، تملك الرعب والخوف قلوب الكهنة ووالدي سانا، وسانجو الملقى على الارض غير قادر على فعل شئ بدأ بالصراخ : سانا ارجوك توقفي!! لست على طبيعتك الآن، لا تسمحي لمشاعرك السيئة بأن تجرفك الى سواد قلبك، والذهاب الى مكان لن تستطيعي العودة منه....
ومع ان سانا كانت قادره على سماع صوت سانجو، الا انها لم تستطع ان تفعل شيئا حيال ما يحصل، فهي تسمعه جيدا وتريد التوقف، حتى ان قلبها يعتصره الالم الشديد، الا ان التوقف كان مستحيل فهي نفسها قد فقدت كمال سيطرتها على جسدها، وكأن شخص اخر يتحكم به الان، في تلك الاثناء ومع خروج طاقة سانا عن السيطره بدأ والداها بالصراخ: سانا اهدأي عزيزتي، ما بك، كنا نمازحك فقط، ارجوك لا تؤذينا، هل نسيت اننا اعتنينا بك حتى الآن ؟؟ لن تجرئي على اذيتنا صحيح، ارجوك ارجوك ابقي علينا...
اصواتهم التي تملئها اليأس لامست قلب سانا المسكينه والمحبوسة، الا ان مشاعر قلبها المحطم لم تتوقف واستمرت قواها بالخروج اكثر، وفجأه صرخت احاسيس سانا المتخذة هيئتها الشيطانيةو بصوتها المتغير بالفعل مع هيئتها الشيطانيه، حتى نظرتها تغيرت واصبحت تضحك على خوفهم منها، في تلك اللحظه، كان تسميتها شيطان اقل ما يكون، فتلك النظرة المتعطشة لدماء كل من حولها وقولها لهم بضحكة مستفزة: لقد حان الوقت لاريكم ما في جعبتي، لقد بقيت حبيسة لمده طويله جدا، ظللت انتظر منها اخراجي، لكنها ظلت تقاوم قواي وتأبى استخدامها، لذلك قبل ان اقتلكم جميعا الان، اريد ان اشكركم على تحطيم جميع امآلها، فلولا فعلتكم تلك، لما سمحت لي بالسيطره على جسدها وعقلها، لقد اختبأت داخلي ، وبذلك دعتني لانتقم لها عما فعلتموه بها، لم اظن ابدا انها ستظل تقاوم الى اخر لحظة، لكنها بالفعل احبتكم ولم ترد اذيتكم، الا انه وبقدر حبها هذا، سيكون انتقامي لتحطيم ذكرياتها والآمها اقوى واشد من هذا الحب، لذلك بمن ابدأ الان.... (صوت ضحكتها الشريره يعلو المكان)
سانجو يحاول ان يرفع جسده ويعيدها الى صوابها، الا ان الامر كان شبه مستحيل مع تلك الرصاصة، (حديث داخلي في عقل سانجو): يا اللهي، افعلا هذه هي هيئه سانا الحقيقه، انها حتى تبدو اعظم واقوى من سباستيان نفسه، اذن لذلك مُنع الشياطين من الانجاب من البشر، ولكن كيف سأوقفها في حالتها تلك، ما الذي علي فعله، ان تلك الهيئه التي تملكتها اشبه بجهاز مناعي وحمايه لسانا، حتى تحمي ما تبقى من مشاعرها المحطمه، انه اشبه بعزل نفسها، حتى لا تتألم اكثر من ذلك.... في تلك اللحظة قام احد الكهنة بإطلاق النار عليها بهيئتها الشيطانيه، اذ بها تلتف عليه وتضحك من قلبها قائله له: ما هذا؟؟ اتمزح معي ام ماذا؟؟ هذا اشبه بالدغده لي، دعني اريك الان طريقة القتل الحقيقية...
اذ بسانا تنقض عليه وتخنق رقبته وتفتك رأسه بين يداها، ثم قامت بسحق رأسه كالغبار وكأن رأسه لم يكن موجودا اصلا،
هناك قالت سانا بهيئتها الوحشية: يا اللهي كم هذا رائع، ولكن لم يصمد كثيرا، حقا لا اعرف كيف لحمقى وضعفاء مثلكم القضاء على جنس الشياطين، حمقى، دونيون، سوف اريكم الان المعنى الحقيقي للالم والمعانه، للخوف واليأس، سأجعلكم تتمنون لو لم تولدوا اصلا من شدة الندم لما فعلتوه بي، لذلك، من سيكون التالي,..... استمرت سانا بتلك الضحكة الشريره...
بعد رؤيه باقي الكهنه ووالدي سانا لذلك المنظر البشع، وكيف سحق رأس احد رفاقهم بين يداها كأنه لا شئ، زاد الرعب اكثر فأكثر في قلوبهم، واصبحوا متزعزعين لدرجه انهم اصبحوا يطلقون النار عليها من كل الجهات وهم يصرخون خوفا: موتييييييييييي...
علت ضحكاتها اكثر واكثر. وهي تقول: اعطوني المزيد، اريد المزيد من تلك النظرات الخائفه والمرعوبة من الموت، هيا امطروا علي برصاص يأسكم، والان سأريكم مكانتكم الحقيقيه يا حفنة الحثالة...
وهناك انطلقت سانا محطمه للكهنة الواحد تلو الاخر، سعيده بما تفعل وهي تقطع رؤسهم وتحطمها، وتسفك دمائهم بيداها، واخيرا، انتهت من حصد ارواح جميع الكهنه الذين كانو يحيطون بها، الى ان وصلت بالنهاية الى والداها، وهناك كان الارتجاف والخوف الحقيقي من الموت قد سيطر على والديها، اقتربت سانا من والدها ورفعته بيدها من عنقه ووالدتها تصرخ: لا ارجوك لا تقتليه ارجوك...
ردت سانا قائله بسخريه: ولما لا اقتله اه؟؟ الم اكن دميه استخدمتموها وتخلصتم منها، والان جاء دوري انا للتخلص منكم، الا تشعرين الان يا. بصوت ساخر جداا جدااا قالتها(امي) بسخرية القدر، فأنت تتوسلين لي لابقي على حياتكما، اذن لما لم تكن حياتي تفرق عندكما، اه....
نظرات غضب تتفجر من عيني سانا، وزادت من الضغط على عنق والدها، وفي اللحظه التي اوشكت على ان تفتك برأسه، صوت رقيق ولطيف ينادي من الخلف: سانا، اختي ما الذي تفعلينه؟؟ امي ابي ما الذي يحصل؟؟
تراجعت يد سانا بعد سماعها لصوت كرستين، وافلتت عنق والدها، اصبحت تضرب على رأسها وكأنها فقدت السيطرة تماما، (صراع داخلي قوي داخل عقل سانا): ما الذي افعله، اصبحت تنظر حولها، هل هذا من فعلي انا حقا؟ هل انا شيطانه ومتوحشة وشريره كما قالو؟؟؟ يا اللهي!! ما الذي فعلته؟؟؟
وهنا عادت سانا الى طبيعتها البشريه من جديد، محطمه اكثر من قبل، حينها وقبل مجئ الدعم من الكهنه للقضاء على سانا، اذ بسانجو يمسك بيد سانا ويهرب بها مسرعا من هناك، وكرستين تصرخ: سانا ، اختي ، ارجووووك لا ترحلي وتتركيني، انا احبك حقا، لا تذهبي، احتاجك معي، لا تتركيني...( صوت باكنٍ ويائس من كرستين) لا تتركيني...
استمرت سانا بالركض مع سانجو المصاب، الى ان وصلا الى مفترق ضيق، توقفا هناك، ثم انزلت سانا رأسها الحزين وشعرها المبتل من المطر يغطي معظم وجهها، وضعت يداها على بعضهم كأنها تعانق نفسها، ثم ارتكت على الحائط وهي حزينه تقول: سانجو، هل انت بخير، لا اعلم ما الذي حصل معي ولكن، انا متأكده بأن تلك لم تكن انا، ارجوك (تتكلم بصوت مكتوم وهي عاضه على شفتها السفلى وتضرب يدها بالحائط) ارجوك، اخبرني بأنني لست كذلك، ارجوووك.....
سانجو منحنيا نحوها وقائلا لها: لا تخافي، فبالفعل، الرصاص البشري لا يؤثر فينا نحن الشياطين، ولكن على الرغم من ذلك، وبسبب وجودي لفترة طويلة هنا، جسدي اصبح شبه منهار، لذلك اثرت علي تلك الرصاصة، الا انني لن اموت بسببها، اما الان، فالاهم هو انت، اسمعي سانا، هل اخبرت قبلا ببصمه الشيطان ...
سانا ترفع رأسها نحو سانجو وتنظر بتعجب اليه: ماذا قلت؟ بصمة الشيطان؟ لا انت لم تخبرني عنه من قبل...
سانجو: حسنا، سأخبرك الان اذن عنه، كل الشياطين يمتلكون نفس القوى، بمعنى ان قدراتهم واحده، لا تختلف من شيطان الى اخر، مثل وجود الاجنحه لنا ، او قدرتنا على التحول، وتغيير اشكالنا الخارجيه، حتى قدرتنا على التحدث بلغه البشر ، كل هذه الصفات واخرى غيرها متواجده لدى جميع شياطين العالم السفلي، الا ان هناك شيئا واحدا يميز كل شيطان عن اخر، الا وهو ما يسمى ببصمه الشيطان، هذه البصمه هي عباره عن قوى تخص كل شيطان بفرده، ولا يمكن ان تتواجد تلك القدره لشيطان اخر، لذلك سميت بالبصمه لانها تميزنا نحن الشياطين عن بعضنا....
سانا :اذن ما هي بصمتك؟؟
اجابها باسما: اظن انك بت تعرفينها جيدا الان...
سانا مذهوله: شعرت بذلك ولكنني لم اكن متأكده، انت تتحكم وتقرأ العقول صحيح؟؟
اجابها سان: اجل صحيح تلك هي بصمت قوتي كشيطان...
وهناك خجلت سانا بشكل غريب وقالت له: ايها المنحرف هل تجسست على افكاري؟
ضحك سانجو مجددا بصوت عالي جدا: يا اللهي ، انت بالفعل مضحكه بحق، رغم كل ما حصل، تفكرين اذا ما كنت قد قرأت افكارك...
سانا: بالتأكيد سأقلق (داخل افكار سانا) انت لا تعلم بما فكرت وشعرت حين التقيت بك)...
سانا مرتعبه وتنظر الى سانجو الذي اجابها بصوت قريب جدا: بلى، انا اعلم، واكمل قائلا: سباستيان، اظن انني الان فهمت ما قصدت بكلامك ذاك، لقد فقدت عقلي بسبب ابنتك بالفعل...
ثم اقترب منها اكثر فأكثر، وسانا بقيت متسمره بمكانها ، الى ان تقاربت شفتاهما وقبلها بكل شغف، تفجر ما تبقى من احاسيس لدى سانا، وكانت عيناها تذرف المزيد والمزيد من الدموع (سانا في عقلها): انها قبلتي الاولى، بعد ذلك، قامت بإبعاده عنها، وقالت له ووجهها غايه بالحمره من الخجل: لا استطيع، لا يمكنني الان على الاقل، انا بالفعل احبك كثرا ، بل واحببتك منذ ان رأيتك اول مره بل وقبل ان ارآك حتى، وكنت انتظر هذه اللحظه منذ الازل، الا انني ارى ان الامر الان بيننا شبه مستحيل فأنا لم اعد اريد شيئا من هذا، انا الان اشعر بالتعاسه والحزن الشديدان، كل ما اعرفه من حولي تحطم بلحظات، تكسرت الصوره المثاليه للعالم من حولي، اكتشفت امور كانت مخفيه عني، فعصفت بأفكاري وحياتي، عرفت انني من مكان اخر وان لي ماضي لم اعلم عنه، اشعر بالآسى على نفسي لذلك اريد ان اطلب منك معروفا ، فهلا فعلته لي رجائا.......
سانجو مستغربا:وما هو؟؟
انت تستطيع التلاعب بالعقل صحيح، كما انك تستطيع التحكم به كما تريد، لذلك اريدك ان تمحي جميع ذكرياتي ومعاناتي من ذاكرتي، ارجوك(صوتها الباكي كسر قلب سانجو) ارجوك سانجو، لا اريد تذكر اي شئ مما حصل معي، لم اعد احتمل شيئا من هذا .... لذلك هل تستطيع فعل هذا المعروف لي؟؟
اجابها سانجو: نعم استطيع، ولكن لوقت معين فقط، فأنا الان لست املك تلك القوه...
سانا: ليست مشكله، حتى لو لوقت قصير حتى، ارجوك لم اعد احتمل ما حصل معي ابدا، اريد ان اخرج كل شئ من رأسي وحسب...
سانجو حزينٌ عليها ومجيبا: حسنا سأفعلها، سأمحي كافه ذكرياتك، وسأبعث لك بدل منها ذكريات وهميه، ولكن عندما تعود لك ذكرياتك سأتي اليك بنفسي واشرح لك ما تبقى من الامور، لذلك اغمضي عينك الان...
عانقته عناق ارنب خائف متمسك بالحياه، وهناك كانت اخر ذكرياتها قبل ان تمسح هي وجودها بين ذراعيه الدافئتين، بعد ذلك فتحت عيناها.... يتبع

فتاة بعالمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن