نهاية بجراح ودموع

273 21 29
                                    

كان ما فعله سانجو هو التفاهم مع سانا من خلال عقلها دون تخاطب بينهم، فما قاله لها داخل عقلها كان: اسمعيني سانا، من الواضح ان خطتنا مكشوفة تماما لدى ساترن، كمان يبدو انه يعلم اننا نراقب تحركاته، الا انه لايزال هناك طريقة لهزيمته، وذلك عن طريق ان نختفي من امامه، وبهذا يقلل حذره على اساس اننا ذهبنا وتركناه، فهو لا يعلم بشأن كاميرات المراقبة التي وضعناها في كل مكان بالمعبد، لذاسنظل نراقب تحركاته من خلالها، اذ لابد له ان يقوم عاجلا ام اجلا بإرتكاب خطأ ما، عندها سنوجه له الضربة القاضيه، ولكن هناك شئ لازلت اشك به ايضا، لا ادري اعتقد انه حدسي فقط ولكن اريد منك سانا كلما اردت ان تقولي لي شيئا ان تعطيني اشارة وانا سأدخل عقلك، واعلم ما تريدين قوله، وبذلك سنزيد من حيطتنا امامه، اتفقنا...
ولذلك السبب ضحكت سانا وقالت بصوت شغوف مخيف: نعم، هكذا ستكون نهايتك ساترن...
ومنذ تلك اللحظة بدآ التحرك بأسرع ما يمكن حتى يتمكنو من اسقاط ساترن قبل مضي الاسبوع الاخير من الشهر المتبقي لتحول سانجو، فما ان اشرقت شمس صباح اليوم التالي، حتى هَمّا بالذهاب الى المعبد بحقائب سفر معبئه بأغراضهم، وعلى وجهيهما ملامح حزن وعجز، وعندما قابلا العاملين بالمعبد، اخبروهم بسفرهم وعودتهم الى ايطاليا بسبب موت والد ماركو، وضروره تواجدهم هناك بسرعه، كان يظهر عليهم البؤس والحزن الشديد، الذي جعل الكهنه يعطوهم الموافقه للعودة دون اي مسآئلات اخرى، وتوجها بعدها الى المطار، وما ان حضر ساترن الى المعبد حتى شعر بشئ غريب، نظر حوله يمينا ويسارا، مستغربا من اختفاء الجذابة الايطاليهَ، عندما بحث ولم يجدها ولا زوجها، نادى احد الكهنة وسأله عنهما قائلا: هي انت، اتعلم اين اخفى ذانيك الزوجان الذان حضرا من ايطاليا؟؟ لم لا اراهما اليوم!!
الكاهن مجيبا: سيدي لقد عادا اليوم الى ايطاليا...
ساترن يصرخ: ولما سمحتم لهما بذلك؟؟ الم اخبركم بأن تعودوا اللي بأي شئ يتعلق بهما؟؟ (ثم وهو يصرخ) الم اخبركم بذلك ايها الحمقى؟؟؟
ردّ عليه الكاهن بخوف وتردد وبصوت مرتعد: س.. سيدي.. الامر هو ان والد ماركو قد وافته المنيه في ايطاليا، وقد احتاجا الى السفر هناك لضروره ان يكون الابن بالعزاء مع اهله، كمان انه ليس عليك ان تقلق سيدي، فنائبك قد اوصى بأن يتبعهما شخص الى المطار ليتأكد من انهما قد سافرا حقا...
ساترن يجيب بغضب وهو مقطب حاجبيه: حسنا، بما انهما قد سافرا الان لا مشكله، ولكن هذه اخر مره تقومون بأخذ اي قرار قبل الرجوع اللي هل فهمت؟؟
الكاهن مجيبا بخوف: بالطبع سيدي...
بعد ذلك انحنى له احتراما وذهب،
شعر ساترن بنوع من الضيق، كأنه ارادهما ان يظلا الى جانبه، كان الامر مستغربا من قبل الكهنه الاخرين، حيث انهم كانو على علم بأن ساترن لم يكن يطيقهم، كما وانه يأخذ حذره التام والكامل منهم وعند وجودهم، اذن لما هو مستاء لرحيلهم؟؟ لم يكونوا يعلموا بإنه عندما كانو بالقرب منه، كان متتبعا كل حركاتهم وخطتهم، اما الان فهو لا يعلم بما يخطتان، وخوف ساترن كان بسبب انه لا يدري من اين ستهبط تلك الضربه عليه منهما، حيث من الممكن لها بأن تكون القاضيه عليه...
بعد مضي يومان من بقاء ساترن على حذره وعدم نقاشه بأمور كبيره بشؤون الكهنه والعالم السفلي، جاء اليوم الذي في منتصف الاسبوع ليعقد فيه اجتماع لكافه مسؤولي الكهنه مع كبيرهم ساترن، بدأ الاجتماع بشكل طبيعي، وكانت الاسئله الموجه لساترن من قبل الكهنه عن العالم السفلي وما حل به عاديه وبسيطه، الا انه كان هناك كاهن مستمر بمداهمه ساترن بأسئله مستفزة وصعبه حول حقيقه مقتل الكاهن الاعظم، والمجزره التي قضى بها الكهنه على الشياطين، حيث وقف ريكو (الكاهن المُلّح) بوجه ساترن موجها له اصابع الاتهام وقائلا: اولم تكن سيد ساترن المساعد واليد اليمنى للكاهن العظم؟
ساترن مجيبا: اجل الكل يعلم ذلك، اين السؤال؟؟
ريكو متابعا: اذن هل لك ان توضح لي كيف وافت المنيه الكاهن الاعظم؟؟
ساترن يجيبه بتبجحه قائلا: هل انت متأكد من انك احد الكهنه ؟؟ ما هذه الاسئله الغبيه!! على كل حال كما قلت سابقا وسأعيدها لك لتسمعها جيدا، لقد قتل الكاهن الاعظم مسموما على يد حاكم العالم السفلي، حيث انه قد سمم طعامه وقتله ليستولي على العالم البشري بعد القضاء على اعز اصدقائه....
ريكو مبتسما بردائه: ولكن اولم يكن هناك بند بالمعاهده التي بيننا وبين الشياطين تنص بعدم استقبال اي طعام قادم من العالم السفلي خوفا من حصول شئ كهذا؟؟
عقد لسان ساترن ولم يدري ما يجيب، الا انه بالنهايه قال: اجل، صحيح، الا ان حاكم العالم السفلي قد سمم الطعام الذي قدم من هنا...
عندها وقف ريكو وضرب يده على الطاوله صارخا بأعلى صوت: اولم يكن ايضا مكتوب بأنه على حاشيه الكاهن الاعظم تذوق الطعام قبل تقديمه للكاهن، كما انه قد مرّ عليهم واخر شخص يدخل الى اجتماعات الكاهن الاعظم وحاكم العالم السفلي وهو انت، بمعنى ان الوحيد الذي تسنى له الوقت لتسميم الطعام قبل وصوله للكاهن الاعظم وحاكم العالم السفلي هو انت، وبما ان حاكم العالم السفلي شيطان ولا يتأثر بسموم عالم البشر، كنت على درايه بأنه لن يموت حتى لو اكل منه، وبذلك يموت فقط الكاهن الاعظم، وتلصق التهمه بحاكم العالم السفلي، وتستولي انت على سلطه الكاهن الاعظم، اليس كذلك؟ اوليس هذا ما حصل؟؟ هيا اجبني حالا؟؟
جميع من بالاجتماع من كهنه مذهولون بما سمعوا، كل انظارهم موجه الى ساترن ينتظرون منه الاجابه على هذا الاتهام الكبير، توسعت عيون ساترن، اصبح يعرق بشده، لم يعد يعلم بما يجيب، بعدها اصبح الجميع يتهامس ويقولون بصوت منخفض(امعقول ان يكون هو قد قتله، يا اللهي ما الذي سنفعله، اكنا طوال الوقت نتبع اوامر قاتل)
ساترن يزداد خوفا وجهلا لما سيقول اكثر فأكثر، الى ان شعر بأن جميع من بالغرفه يخنقه، وان نظرات ريكو قاتله، صرخ قائلا متجاهلا اي مصيبه قد تحدث له: وما الذي فعله كبير الكهنه وعظيمهم لكم؟اه؟ اجيبوني ؟؟؟
نظر الجميع الى بعضهم نظرات تملئها علامات الاستفهام؟؟
وساترن مكملا بصراخ ليرد على ريكو: انت تتهمني بقتلي وتسميمي للكاهن، ولكن اين هو دليلك؟ انت فقط تحاول ان تذلني امام الجميع هنا بالاجتماع، الا انك لا تعلم انني لست سهلا واحمق كما تتصور، انا متأكد بأن من وضع السم ليس انا، لربما كان طاهي الطعام؟؟ اتذكر انه يومها لم يتذوق احد الطعام قبل وصوله لكبير الكهنه فكيف لي ان اكون انا من قد سممه فقد لافتراضك هذا؟
رد ريكو بثقه: ساترن، اتعلم بوجود تواقيع داخليه لكل شخص يقوم بعمله، حيث يوضع فيه التاريخ واليوم والساعه التي قام بها كل شخص بعمله؟
نظر ساترن اليه بخوف وقال: وماذا في ذلك؟؟
ريكو يخرج من احد جوانبه مستندا يوجد فيه كافه تفاصيل اليوم الذي توفي فيه كبير كهنه المعبد، الذي يحتوي على جميع اسماء ومواعيد ومواقيت عمل كل شخص في ذلك اليوم، وأراه للكهنه، نظر الكهنه بتفاجأ كبير، وصدموا بالنتيجه، نظر ساترن اليهم وقال: ما بالكم؟؟ هل جننتم ؟ احقا ستصدقون كلام هذا الشخص التافه وتكذبونني انا سيدكم؟؟
نظر جميع الكهنه عليه نظرات غضب وسخط، ثم قال ريكو بنبرة منتصره: الازلت ترى نفسك سيدنا يا ساترن؟؟ احقا لم تفهم الى الان؟ لقد انتهيت ساترن، وخسرت مصداقيتك المتبقيه امام اتباعك، لم يعد لك اي قيمه الان، انت مجرد قاتل، اسمعت؟ قااتل....
ساترن يقول مدافعا عن نفسه امامهم: صدقوني لم اقتل احد، انه هو الكاذب، لما تنظرون اللي هكذا، اه؟؟
اصبح الجميع يقولون بصوت خفي معا: يا لك من كاذب، اكنت انت القاتل منذ البدايه، لما فعلت ذلك، اخبرنا؟؟
وبعد ذلك، وقف ساترن وضرب بيده على الطاوله، وقال صارخا: اكل ذلك من اجل ذلك الكاهن الاحمق؟! ذلك العجوز الهرم اراد السلام مع الشياطين المقرفه، وانتم وافقتم على ذلك، ولكن كيف؟ اخبروني، كيف لجنسين متناقدين ان يعيشا معا؟؟ كان لابد لي من التخلص من احدهما، فإخترتكم انتم لتعيشوا وقضيت عليهم، الا يعجبكم الامر فقط لانني ضحيت بشخص واحد من عندكم واخذت مكانه؟؟ قتلتم معي جنس الشياطين بأكمله، والان ها انتم معترضون لفقدانكم شخص واحد من جنسكم؟؟
بعد ذلك، زاد استياء كافه الكهنه وما ان، صرخ الجميع في وجه ساترن بكيفيه قدرته لفعل ذلك بكل دم بارد، وتحكمه بهم طوال الوقت، قاموا بحبسه الىالقبو السفلي بالمعبد الى حين يعلموا ما عليهم فعله، وفي اليوم التالي، خرج نائب رئيس الكهنه من المعبد ليعلم سبب الضجه الكبيره التي تحيط المعبد، فوجد اطنانا من البشر خارج المعبد، يضربون عليه بأوساخ ويشتمون ساترن وسائر كهنه، حاملين لافتات بمختلف المقولات(كهنه سافلون، يا لكم من حثاله، وايضا كتب، قتلة وحاصدوا ارواح بدون حق....) وعبارات اخرى مختلفه بشتى الانواع، اصوات اهتياج قادمه من كل مكان حول المعبد، الاعلام والصحافه يحاوطون المعبد بكاميرات ويسألون عن الفيديو الذي تم رفعه على جميع مواقع التواصل الاجتماعي...
احد الصحفيين: سيدي هل لك ان تدلي لنا بتصريح حول الفيديو الذي رفع، والذي يحتوي على اعتراف الكاهن ساترن لما فعل ومشاركتكم جميعا بالمجزره الظالمه لجنس الشياطين؟؟
الكاهن متعجبا: ولكن عن اي فيديو تتحدث؟؟
الصحفي: هذا الفيديو...
(قام الصحفي بفتح هاتفه واراه للفيديو المصور داخل اجتماعهم بالامس)
في تلك الاثناء عجز الكاهن ومن معه من حاشيه بأن يقولو شيئا، وقفوا مذهولين امام ما رأو، حيث من المفترض ان هذه الاجتماعات غايه بالسريه، فكيف اذن حصلوا على هذه اللقطات؟؟
دخل الكاهن الى قاعه الاجتماعات، وبحث ومن معه حول الغرفه وهم في غايه التعصيب والذهول مما حصل الان، اذ وجدوا اكثر من 5 كاميرات في غرفه الاجتماعات فقط موضوعه كل منها بزاويه مختلفه بحيث تلقط جميع الاماكن،
نزل الكاهن بسرعه الى القبو، ليحاول اخذ اي حلّ من ساترن، فبعد كل شئ هم مازلو يثقون بقرارته، وما ان وصل الى القبو السفلي، لم يجد اي احد هناك، كان ساترن قد اختفى تماما، ولا يوجد له اي اثر... وقع الكاهن على الارض، لم يعد يعلم ما يفعل؟؟ كل الامور الان تنقلب ضد المعبد، ولايزال الامر مبكرا له ان يأخذ القرارت الحاسمه كما كان يفعل ساترن...

فتاة بعالمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن