رقصة من الاسئلة

191 19 0
                                    

وبكل فطنة وذكاء في تلك اللحظة قام سانجو بالاستحواذ على عقل احد الكهنة المجاورين للكاهن ساترن وقال على لسان الكاهن: سيدي ساترن، هؤلاء الزوجان جاءا حديثا من ايطاليا، ولا يعرفان كثيرا عن عادات هذا البلد، لذلك ارجو ان تعذرهما لقّلة تهذيبهما معك...
ثم اخرج سانجو نفسه من عقل الكاهن دون ان يشعر احد، حيث ان سانا لم تكن الوحيده التي نالت من التدريب ما يكفي لتتحكم بقواها، وانما سانجو ايضا صار لديه قدرات اكبر وعلى نطاق اوسع للتحكم بالعقول.
بعد ذلك، نظر ساترن اليهما متعجبا وقال: من ايطاليا!!! اه...
ثم وضع يده على ذقن سانا من الاسفل، وكانت الابتسامة القذرة تملاء وجهه وقال: يال روعة الجمال الايطالي، اعتقد اننا سنتسلى كثيرا وانتم هنا...
ميرا محكمّة قبضتها وهي على وشك لكمه، الا انه وفي تلك اللحظه قام ماركو بإمساك يد ساترن، واحكام القبض عليها وانزالها بغضب قالاً: ولربما ايضا لا تعلم ان الرجال في ايطاليا تنتابهم غَيّرة قاتلة اذا لمس نسائهم رجال اخرون...
ساترن لا يعلم بما يردّ على ماركو، كما ان جميع من بالحفل اصبحت انظارهم صوب ذلك الحدث، بعد ذلك قام ساترن بسحب يده من يد ماركو وحاول تغير مجرى الاحداث لصالحه فقال: يا لكما من زوجان متحابان جدا، اعجبني ذلك، (ونادى على احد الكهنة من حوله) انت ايها الكاهن، لما لا نبدأ الان بجولة من الرقص الثنائي، اريدك ان تضع بعض الموسيقى الهادئه لنرى هذان المتحابان كيف يرقصان؟؟ اود ذلك بالفعل...
وكان ينظر الى ماركو نظرات خبث، تثير الشك والريبة.
بدأت الموسيقى واحتشد الجميع للرقص في منتصف القاعه بما في ذلك ميرا وماركو، اما ساترن فقد اتجه الى كرسيه العاجي الموجود في مقدمة القاعة مع حاشية من الكهنة حوله، جلس عليه ووضع يده على اسفل وجهه وكان موجها نظره بالكامل الى الزوجان الايطاليان....
ميرا معانقه لرقبه ماركو بالرقصه تقول له وهي تهمس بأذنه: ياله من شخص مقزز، لا ادري كيف سأحتمل حتى انتهاء الخطة؟؟
ماركو مجيبا بهمس في اذن ميرا: سانا عليك الاحتمال اكثر بعد، كما انني اشعر تماما بما تشعرين، ولكن اذا اردنا لخطتنا ان تنجح علينا ان نتغلغل اكثر بالداخل، وان نكون ملاصقين له كما ظّله...
وفي تلك اللحظات حرّك ساترن يده مستدعيا احد الكهنة ليقترب منه، وحين اقترب قال له: اريدك ان تجمع لي كافة البيانات عن هذان الايطاليان افهمت؟؟
رد الكاهن: حاضر سيدي... وانحنى له ثم ذهب، ثم قال ساترن بصوت شبه مسموع كم سأستمتع باللعب معك يا صغيره(ضحكة قذره)...
بعد وهله، نهض ساترن عن كرسيه وقال بصوت عالٍ على انه يمزح مع الجميع: اتريدون ان تستمتعوا جميعا بالحفل دوني؟؟ سأشعر بالحزن اذا لم تدعوني امرح معكم، لذا ما رأيكم بما انني الوحيد الذي لا امتلك شريكه للرقص، ان نتبادل الشركاء بيننا، اليس هذا اجمل وزياده للمرح... صرخ الجميع(اه، اجل، نعم، نريد ذلك) ...
نظر الزوجان الايطاليان الى بعضهما البعض، وتصرفا و كأن هذا الشيء هو ما ارادا حصوله...
بعدها بدأ ساترن بالرقص مع كل فتاه قليلا، ويبدل مع فتاه اخرى، الى ان وصل الى ميرا وماركو، ونظر الى سانجو بإبتسامة المنتصر قائلا: اتسمح لي الان بلمسها ام مازلت غير متاحه؟؟
ماركو مجيبا ولم يتغير شيئ من ملامح وجهه: لا تقلق، فأنا اثق بزوجتي ثقة عمياء، كما انها قويه وتعرف ما تفعل...
نظرت سانا الى ماركو نظرة بها نوع من الحنّية، بعدها لفّ ساترن يداه القذرتان حول خصر ميرا النحيل، وبدآ بالرقص...
ساترن يسأل: كيف تعرفت على زوجك؟؟
ميرا مجيبه بإبتسامه خجوله: لقد كان زميلي بالجامعه، درسنا معا، وتقربنا لبعضنا، ثم طلبني للزواج...
ساترن: قصة الحب الاعتيادية بين طلبة الجامعه... حسنا ماذا عن والداك؟؟
ميرا تجيب بحزن: لقد توفيا بحادث سياره عندما كنت بالتاسعه من عمري، لذلك قامت جدتي بتربيتي...
ساترن مواسيا: اسف، لم اقصد ان اذكرك بشئ محزن مرّ عليك، وماذا عن انتقالكما الى اليابان؟؟ لما لم تظلا في ايطاليا مع جدتك وعائلتك؟؟
ميرا مجيبة بسخريه: اشعر انني في جلسة تحقيق!!
ساترن: اذا لم تريدي الاجابه، استطيع جمع معلوماتك بسهوله...
ميرا مجيبه: لا لم اعنى ذلك، كل ما في الامر انك سألت الكثير عني...
ولاجيبك عن سؤالك، لقد جئنا الى اليابان لان عمل زوجي هنا، لذا لا استطيع تركه وحده يذهب الى اليابان، وذلك لان روحي معلقة به، ولا يمكن لاي احد ان يأخذ مكانه في قلبي...
قام ساترن ببلع ريقه وهي تتكلم عن مدى حبها لزوجها، وقال: اتمنى لكما السعاده التامه معا... ولكن هناك سؤال اخر ظل يشغلني ويحيرني، لما جئتما تعملان بالمعبد؟؟
ضحكت ميرا بصوت منخفض وقالت لساترن: اسفه يبدوا انني لم اوضح الامور لك، عمل زوجي هو ان يكون احد كهنة المعبد لذلك جئت معه، وعندما ذهبنا لتقديم طلب انتسابه، اعجبني الامر، فقررت الانتساب معه، وبذلك اصبح كلانا من خدام معبدك العظيم...
ساترن مجيبا: اه، اذن هكذا هو الامر...(نظراته تدل على انه لم يصدق كلمه واحدة مما قالت، الا انه استمر بمجارات ما تقول)...
انهيا رقصتهما، وبعد مرور الوقت انتهت الحفله، وبدأ الجميع بالانصراف الى منازلهم...
وصل الزوجان الايطاليان الى منزلهم وهناك، قالت ميرا لماركو: لقد حصل تماما ما خططنا له، يبدوا ان جمال الفتاه التي تملكتها قد اعجبت ساترن، لا شك الان في انه سيجعلني من احد الكهنه المقربين له، وبذلك سنحصل على جميع المعلومات الداخليه، ونقوم بعدها بالتسريب...
ماركو مجيبا بتوتر: اشعر ان الامر مرّ بسهوله كبيره، الم تشعري بذلك انت ايضا؟؟ لقد ظننت انهم سيشددون علينا الرقاب اكثر من ذلك كوننا مهاجران، لكن شعرت بأن الترحيب كان مبالغا فيه، لا اعلم ولكن قلبي غير مطمئن لما يحصل...
ميرا تضحك وتقول: انت تتوهم فقط، صدقني خطتنا متقنة للغاية لذلك لم يشك احد بها وسترى ذلك...
ماركو ولا يزال غير مطمئن يقول: ارجو ذلك... اما الان ميرا علينا ان نبدأ بخطتنا...
(الخطة تتمحور حول البحث داخل المواقع العالميه، ومواقع الاخبار الحصرية...
بما ان اقوى وسيله لنشر الاخبار بهذه الايام هي مواقع التواصل الاجتماعي، سيقومان بأخذ المعلومات التي يحصلان عليها من داخل نطاق ساترن والكهنة ونشرها عليها، ليعلموا الناس بأكاذيب الكهنة).....
ماركو يقول: سانا وجدت خلال بحثي في احد المواقع، ان هناك عددا لا بأس به من داعمي الشياطين من البشر، اذا استطعنا تقديم الدعم لهذا الحشد، وقويناهم بالمعلومات والمزيد من الداعمين سنستطيع القضاء على سلطه الكهنه هنا، كما وسنظهر الحقيقه للجميع، بدل الاكاذيب التي غسل ساترن بها عقول البشر...بما ان قوة الكهنة محكومة بالبشر والداعمين لهم، ما ان نخلخل هذا الامر، ينتهي امرهم تماما...
سانا مجيبه: اذا قاموا بوضعي بالفعل بالقرب من ساترن، سأحصل على كافة المعلومات اللازمه لفضحهم، ونشر جميع قذارتهم للناس، وبذلك نظهر للجميع حقيقة المجزرة التي حصلت قبل سنوات...
وبعد ساعات من العمل المتواصل والابحاث التي قام بها سانا وسانجو حول مناصري الشاطين، شعرا بالتعب والارهاق الشديد امام شاشه الحاسوب، فنهضا للنوم كل منهما بغرفة مختلفه، منتظرين مجئ الغد بفارغ الصبر لمعرفة من سيتم تنصيبه بالقرب من الكاهن ساترن....
وما ان اشرقت شمس صباح اليوم التالي، حتى انطلق الزوجان الايطاليان الى المعبد لمعرفة مستجدات الاخبار، وما ان وصلا حتى جاء احد الكهنة يهنأ ميرا قائلا: مبارك لك ايتها المستجدة، من كان ليظن ان شخص جديد وجاء من الخارج ايضا يمكن ان يختاره الكاهن الاعظم ليكون من ضمن حاشيته المقربة!!! اما انت فتّم تعينك للحراسة الليليه للمعبد...
نظرت ميرا الى ماركو نظرة انتصار وفرح بالنتيجة، وما ان تم تعين الجميع بمواقعهم، واعطائهم الزي الرسمي لكل موقع، حتى قَدِمَ ساترن الى المعبد، ونظر الى ميرا وقال بخبث: ارجوا ان يكون المنصب بالقرب مني قد اعجبك....
ميرا ترد بثقة مطلقة: اجل بالطبع، فهذا فوق ما كنت احلم به يوما، اشكرك على ثقتك العاليه سيدي، اعدك ان اكون عند حسن نيتك...
(في عقل سانا: نهايتك ستكون على يداي ايها الحقير القذر)...
وبعد مرور ايام، بدأ الكهنة بعمل اجتماعات سرية، التي تُعقد بين من يملكون السلطة الكبرى في المعابد ومن يسّتحبون من حاشيه لديهم، يتناقشون فيها عن مختلف الامور، اهمها كيفية تحسين سلطات المعبد بين الناس، حتي تصبح سلطتهم مطلقة على الجميع، ومن هنا بدأت ميرا بالتحرك، استنادا على ما تسمعه داخل هذه الاجتماعات، الا ان ما سمعته خلال هذه الاجتماعات لم يكن بالامر الجلل، الذي يمكن ان يُتخذ كدليل ضد ساترن وافعاله، حيث انها لاسقاطه تحتاج الى دليل تستطيع به اسقاطه عن عرشه مرة والى الابد، لذا، ظلت فترة من الزمن تعود الى المنزل دون اي فائده تذكر، والايام تَمّر، والوقت لا يسير لصالحهم حيث تبقى اقل من اسبوع لبقاء سانجو على تحوله وحاله، مما ادى الى شعورهم بأنهم اضعف مما تصورا، وان خطتهم لم تكن بذلك متقنة ومحبوكة بالشكل الصحيح، نظرت ميرا الى كاميرات المراقبة الموجودة داخل المعبد التي وضعاها مسبقا للتجسس على كافة تحركات الكهنه ولكن لم تجد اي شئ يفيد فضربت يدها على الطاولة بقوة وقالت: اللعنه، ماذا سنفعل سانجو، الوقت يداهمنا والى الان لم نتوصل الى اي شئ يمكننا من القضاء على ساترن واتباعه، قل لي ماذا علينا ان نفعل اكثر من ذلك؟؟
سانجو مجيبا: لقد شعرت منذ البداية بوجود خطب ما يحصل ولكن لم اعلم ان الامور ستصل الى هنا، الا انني اعتقد اني توصلت الى حلّ مناسب...
وفي تلك اللحظة دخل سانجو عقل سانا، وبعد لحظات خرج، ومن دون اي سبب يذكر ضحكت سانا وقالت: نعم هكذا ستكون نهايتك ساترن... يتبع

انتظروني في الفصل الاخير الجمعة القادمه بعنوان: (نهاية بجراح ودموع) اتمنى ان تنال النهايه اعجابكم😘

فتاة بعالمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن