prat4

38K 1.5K 53
                                    

فتحتهما ببطء و وجدت نفسي بين ذراعيه , هذا الشبح المجنون .. أخذت أحدق به عن قرب.. بينما هو صامت مغمض عينيه..
أنزلني على الأرض و قال ببرود : أي نوع من الأشخاص أنتِ , فلور؟! .
ثم صرخ بوجهي بقوة : أعيدي لي قلادتي حالا ليس لدي وقت..
قلت ببرود : أنظر بعينيك هل تراها معي.. ؟!
أخذ يحدق بي , ثم أخفض بصره وهو ينظر الى مكان قلبي , شعرت بالإحراج و صرخت به : وقح إلا ما تنظر !!
قال ببرود : أنتِ من قال أنظر.. و أنا أرآها , أنها في داخل قلبك تماما..
قلت له ببرود أشد : أنت لا تزال مجنونا بنظري..
رد بغضب : مرحبا !! لقد أنقذت حياتك للتو..!!
خجلت و أنا أقول : صحيح..!! ~~ , لكن..
أدار ظهره لي وهو يقول : لا فائدة.. سأذهب..
لاحظت القطة تنظر نحوي و تمؤ بصوت خفيض , و أنا أراه يبتعد في الظلام و قد لحقت به القطة..
قلت بتعجب و أنا أصعد لغرفتي : أمره غريب.. ما عساي أفعل..؟! سأشتري له غدا قلادة أخرى.. ليس هناك داعٍ لكل الصراخ و الغضب.. !

كانت الوقت منتصف الليل حاولت النوم لكنني لم أقدر.. لذا نهضت و صنعت لي شرابا دافئا..
كان ذلك الشاب لا تغيب صورته عن ذهني..
قلت ببرود : و ما عساي أن أفعل , القلادة مختفية بغض النظر عن مكان وجودها.. هه في قلبي قال !!
فتحت الثلاجة لأن معدتي الخاوية تؤلمني , و لم أجد بها شيئا واحدا يصلح للأكل..
شعرت بإحباط شديد للغاية و قلت بحزن : لا أريد أن أموت جوعاً , أهئ , أريد رؤية أحفادي و أبناءهم أيضا ~~..
لا شيء سيبهجني و يبعد عني الجوع سوى حمام دافئ فأنا أشعر بضيق شديد..
جلست بالمغطس الدافئ طويلا و أنا أغني مع نفسي و ألعب بالفقاعات..
وقفت أمام المرآة و نظرت الى مكان قلبي مستهزئة بنفسي مما قاله ذلك الشاب الغريب..
لكني...
صعقت بما رأيت !! , لقد رأيتها القلادة ,, وهي شفافة خفية , رأيت انعكاسها على المرآة , بمكان قلبي..
قلت برعب : ما هذا .. ؟! .
حاولت أن ألمسها لكن.. !!
قلت بقلق شديد : لقد.. لقد كان محقاً .. !!
ظللت مستيقظة طوال الليل لم يأتي النوم جفني أبداً.. حتى ظهرت الشمس..
في عملي صباحا ..
بقيت وحدي بالمحل مع المدير فقط ,, و هو يساعدني بالعمل ..لم تأتي زميلتي بسب وفاة قريبة لها..
أما أنا فكنت مرهقة للغاية و لم أتناول شيئا منذ الأمس..
طلب مني المدير تنظيف المحل قبل خروجي.. بعض الأمور فقط..
ثم قال بهدوء قبل أن يخرج من المحل : إن فعلت هذا سأعطيك علاوة , فلور..
قلت له و أنا أحاول أن أبدو منتعشة : اوه , أجل سيد رول..
خرج المدير و أقفلت المحل من خلفه , كانت الساعة التاسعة مساءا..
بدأت بالتنظيف ,و مسح الأرضية و الأرفف , كنت غارقة بالأتربة و العرق .. و فكرت كثيرا بالحمام الدافئ الذي ينتظرني.. و مكافئة االمدير.. لكنني لا أزال متعبة و لم اتناول شيئا..
قلت بنفسي ( واو لم أعلم بأنني قوية الى هذه الدرجة ! , و لدي قدرة عالية على التحمل.. !)
ما أن رفعت رأسي عن الكنس حتى رأيت شخصين ملثمين يقفان أمامي , مرتدين الأسود و أولهم يمسك بمسدس قد صوب الى جبيني..!!!
تراجعت بخوف و قلبي قفز بضرباته عاليا..
قال اللص بصوت مخيف : لم نتوقع أن نجد أحدا , لكن جيد.. افتحي الخزانة و أخرجي جميع الأموال..
ارتجفت بشدة و تراجعت حتى وصلت الى الخزينة , و بيدين مرتجفتين فتحتها ,
و أنا أشعر بأن اللصين يقفان خلفي تماما..
سمعت الأخر يهمس بأذن زميلة شيئا ما.. لم اشعر بالآرتياح..
لكنني صعقت عندما رأيت الخزينة فارغة..
فكرت .. قد يكون المدير أخذ المال معه لهذا الأسبوع ~~"..
أنني في عداد الموتى الآن..
قلت بقلق شديد : أن.. الخزينة فارغة..!!
قال الأول الذي يحمل مسدسا بغضب : كيف هذا ؟! لقد قتلنا صاحب المحل هناك.. ليس معه شيء...
اتسعت عينان من هول الفاجعة ... قتلوا المدير.. !!
تجهز اللص المخيف لضغط الزناد و هو يقول : أنتِ كاذبة لا شك بأن هناك خزينة آخرى..!
قلت برعب : لا.. لا أدري..
قال لصديقه بغضب : فتش المكان..
هب صديقه و أخذ يفتش الأدراج و يرمي بكل شيء خارجا , ثم ذهب الى رفوف الأدوات و أخذ يلقي بها و يثير الفوضى وهو يبحث عن أي شيء..
أنا كنت على وشك البكاء , هذان اللصان ليس بقلبهما رحمة .. لقد قتلا المدير و سوف يقتلانني بسهولة..!
أتى صاحبه من نهاية المحل المظلمة و هو يمسك بصندوق صغير ,
شعرت به يبتسم وهو يقول من خلف لثامه : هيه لقد وجدت هذا خلف الرف الأخير..
ألقى اللص صاحب السلاح نظرة مرعبة نحوي , و مد يده ليأخذ الصندوق من الأخير..
شعرت بأني سأموت بسبب سكته قلبية قبل أن يقتلانني..
خلعا قفل الصندوق و وجدا به المال..!
اتسعت عينان برعب ..و صاحب السلاح يلتفت نحوي..
قال : كنت ستموتين على كل حال..
فأطلق الرصاصة وأنا أغمض عيناي بخوف مميت...
لم أشعر بشيء..!! هل الموت غير مؤلم و سريع هكذا ؟!

امير الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن