prat2

49.1K 1.7K 38
                                    

وضعتُ للقطة الغريبة بعض الحليب و صنعت لنفسي فطيرة بالجبن و كأس من القهوة بالحليب الساخنة , لقد أيقظتني باكراً..
أو كان الصوت الغريب بالحلم هو من أيقـظني ..!
ممم ..لا أظنني حلمت بشيء كهذا من قبل ,, ربما هو ذنب أخذ القلادة , المشكلة أنني أضعتها ,,
اوه.. من يهتم بقلادة فضية قد تكون مزورة !! .. لدي ما يكفيني من المشاكل..!
قضمت لقمتي و قلت بقلق بتأنيب ضمير متجدد : لقد أضعتها , اوه.. ماذا لو سأل أحدهم عنها..!
فجأة حدقت بالقطة التي أنهت الطبق و قلت لها ببلاهة : أنتِ يا صغيرة , هل رأيت قلادة ما ؟! .
طرفت القطة بعينيها الزرقاوين ,, أنها لم تبال لي..!!
قلت لها و أنا أسكب لها القليل من الحليب : اسمعي علي بالذهاب للعمل الساعة الثامنة , أي بعد ساعتين..أين ستذهبين , ممم..
نهضت و غادرت الى غرفتي كي أبدل ملابس نومي.. و أنا أنظر الى السرير فكرت أن أنام قليلا فقط.. لكنني هززت رأسي كي
أغير الفكرة .. فإّذا وضعت رأسي لن أنهض إلا بعد خمس ساعات على الأقل !!
الساعة الثامنة إلا عشرة دقائق..
ارتديت بنطال جينز أسود و قميص قصير الأكمام أزرق داكن و من فوقه جاكت الأمس البني..!
فتحت الباب للقطة و قلت لها : عودي من حيث أتيتِ .. هيا أذهبي..
قاطعني صوت رنين الهاتف.. فرددت بسرعة إلا بصوت أمي..
تقول بحنان : حبيبتي فلور ,صباح الخير.. كيف حالك..؟!
ابتسمت بسعادة و أنا أجيبها : أمي ! أنني بخير ..
_ لقد اشتقت إليك , متى ستسافرين إلي..؟! أريدك أن تحضري مناسبة زواج ابن صديقتي المقربة.. لقد اشتريت لك فستانا أيضا..
قلت بتردد : عملي.. آ.. لا يمكنني أخذ أجازة خلال هذا الأسبوع..! أنني أتمنى الحضور.. لكن...
قاطعتني أمي : حبيبتي , أنني لم أرك منذ مدة طويلة.. تعالي أرجوك..
شعرت بالأسى تجاه أمي فقلت مباشرة : سأحاول نعم.. سأحضر أمي..
فكرت بداخلي.. على كلٍ العمل بالمحل التجاري لم يعجبني والتعرض لمضايقات كل يوم بعد انفصال كريس عني..
قالت أمي فجأة و كأنها تعلم ما يدور بعقلي : كيف حال كريس معك..؟!
بالرغم من هذا صعقت و قلت بصوت خفيض : آ.. لا بأس..
_ أنتما تتشاجران مجددا صحيح ؟! , لا عليك حبيبتي سوف يقدرك حتما و يعود بسرعة , كوني حذرة..
قلت بسرعة قبل أن تنهال أمي علي بالنصائح : أجل أمي أنني أعتني بنفسي منذ سنتين .. سأبلغ العشرون قريبا.. مابك..!
ضحكت أمي و قالت : حبيتي الصغيرة تكبر بسرعة , ذكرتني لأجهز لك هدية ميلاد.. الى اللقاء..
ابتسمت و أنا أقول : إلى اللقاء أمي..
لعبت بشعري و أنا شاردة و مبتسمة , حدقت بالقطة التي تقف أمامي و قلت : ألم تذهبي !.. عودي لصاحبك يا صغيرة..
لكن القطة لم تتحرك من مكانها.. بقيت تحدق بعينيها الزرقاوين..
تنهدت بملل و قلت : لا يمكنك أن تأتي معي الى العمل , أبقي هنا إذن , ربما ألتقط لك صورة لاحقا و أنشرها كي يأتي صاحبك..!

كنت في المحل أعمل محاسبة.. و كان العمل ممل هذا اليوم بشكل غريب..
لم يكن هناك الكثير من الزبائن و زميلتي استأذنت للذهاب بسبب اتصال يزف لها خبرا حزينا , و بقيت وحدي مع المدير
الغاضب الذي يدور بداخل المحل هنا و هناك مع أوراقه..
نحن نقفل بالعادة عند فترة الظهر لمدة نصف ساعة استراحة .. لكن المدير قال لي : لن نقفل هذه المرة.. قد يأتون زبائن..
قلت بتعب : لكن.. أنني واقفة هنا منذ الصباح.. و علي أن أعود لشقتي..
تذكرت القطة و شعرت بالقلق.. قال المدير بغضب : كلا مع الأسف يا عزيزتي.. أنا سأغادر قليلا.. و أنتِ ابقي هنا..
زفرت الهواء بغضب و المدير يخرج.. بقيت نصف ساعة لم يأتي سوى طفل صغير و أمة و اشتروا بعض الحلوى..
مرت نصف ساعة أخرى و لم يأتي زبون , فجأة سمعت صوت سيارة مسرعة و صراخ أحدهم في الشارع ..!
خرجت فزعة و رأيت القطة البيضاء .. تركض نحوي و السيارة تكاد تدهسها..!!!
ركضت نحوها و هي تقفز بحجري المسكينة فزعة.. و السيارة تبتعد و صاحبها يصرخ : قطة مزعجة..
مسحت عليها كي أهدأ روعها , و أخذتها الى الداخل ,وضعتها تحت الطاولة (الكاونتر) عندي قدمي و قلت : لو يعلم المدير سوف يطردني مباشرة و دون أي كلمة أخرى..
هرت القطة و دارت حول ساقي , ضحكت بخفه و قلت : حسنا لن يفعل.. مهلا.. كيف لحقت بي..؟! ألم أغلق الباب جيد..!
ظلت تنظر نحوي بعينيها الغامضتين ,, قلت بنفسي : مؤكد هي مملوكة لأحد.. ! تبدو مدربة ..
رفعت رأسي و وجدت وجه المدير المحمر من شدة انزعاجه لهذا اليوم..
قال بغضب : مالذي تحدثينه بالأسفل , هاه ؟!
قلت بارتعاب : لا شي..
لكن دار و أتى من جانبي وهو يحدق بالأسفل .. و لم يجد شيئا , خفت و قلت بنفسي : أين ذهبت..؟!!
قال المدير بعد أن زفر الهواء : يمكنك الذهاب لمنزلك..
بسرعة لممت حاجياتي و خرجت غير مصدقه ,و بقي المدير يريد عمل شيئا ما..
عدت لشقتي و فكرت بأن أنام قليلا..
لكنني لم أجد القطة , قلقت عليها في الحقيقة , فهي صغيرة.. أين يمكن أن تذهب..؟!
جلست قليلا على التلفاز و أنا أشرب عصير جلبته معي إلا بهاتفي الخاص يرن , رددت بهدوء : نعم..
_ فلورانس صغيرتي , كيف حالك ؟!
قلت بسعادة شديدة : أبي.. !
قال : كيف حالك حبيبتي..؟! هل كل شيء على ما يرام ؟!
قلت بسرعة و أنا أهز رأسي : أجل , أبي لقد اشتقت إليك ..
ضحك و هو يقول : ابنتي الصغيرة , و أنا أيضا , ماذا حدث بالجامعة..!
قلت ببرود : أبي أننا في أجازة ..!!
ضحك مجددا و قال : لقد نسيت.. إّذن كيف العمل..؟!
كذبت و أنا أقول : جيد جدا , كل شيء يسير على ما يرام..
قال : أنني فقط اشتقت إليك , أريدك أن تزورينني في وقت قريب , تعرفين عنواني صحيح ؟!.
ابتسمت لسماع نبرة والدي الحنونة و قلت بحب : مؤكد أبي , سأفعل قريبا جداً..
_ جيد حبيبتي , اعتني بنفسك.. إلى اللقاء..
أغلقت الهاتف و أنا أقول بتعجب : غريب أمر والداي , يتصلان بي في يوم واحد.. أشعر بأنهما قلقان علي.. يجب أن أزورهما قريبا لأطمئنهما..
والداي منفصلان عن بعضهما منذ أن كنت في الصف العاشر, أمي في فرنسا و والدي في انجلترا.. مسقط رأس كلا منهما.. فشلت في محاولات أرجاعهما لبعضهما , لكنني لا زلت أؤمن بأنهما يحبان بعضهما , فوالدي لم يتزوج بالرغم من وسامته و تقرب النساء منه , و كذلك أمي.. ليتني أرى اليوم الذي فيه يجتمعان معا يضحكان..~

كان الظلام قد حل و أنا غفوت قليلا أمام التلفاز , , فتحت عيناي بشكل مفاجئ.. دون أن يوقظني شيء..
تذكرت !!
يجب أن أشتري بعض الأطعمة , فلا يوجد شيء في الثلاجة... ارتديت معطفي و خرجت وقد وضعت قليل من النقود معي.. سرت حتى المحل القريب , لكنه مغلق , فذهب لأخر بعيد قليلا , و وجدته مغلق أيضا..!!
سرت بسرعة نحو محل آخر مضاء و دخلت , لم يكن به أحد سوى رجل غريب , يحدق بي بشكل يجعل شعري يقف..
فخرجت بسرعة دون أن أشتري شيئا و أنا أسب نفسي كثيرة النسيان..!
ربما سأنام الليلة بدون عشاء...!
و أنا غارقة بالتفكير.. وجدت نفسي في شارع طويل مظلم.. بمنتصفه ..!صدمت , كيف وصلت الى هنا..!!
التفت و قلت : سأعود بسرعة.. مشيت بخطوات طويلة و أنا لا أريد أن أصدر أي صوت , لا يبدو أنه خالي تماماً!!
لكن , حدث ما يُخشى...

امير الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن