الفصل الثاني

1.9K 132 21
                                    

أعمعنت النظر جيدا بلجسد فوجدت رجلا . . شعره أحمر اللون و قصير وبدى ناعما مجعدا.. ولحيه خفيفه على دقنه، بدى في أواخر ثلاثينات من عمره . .
لكن بشرته كانت بيضاء تماما , ناعما , رقيقا وعيناه مغلقتان . . و شفتاه طبيعيه مثل جلده . . و قد إنطبقتا على بعضهما بشدّه
و كان يرتدي بدلة سوداء من ملابس السهرة , ذات طراز قديم . . وقد برزت ياقة قميصه المشدود ووصلت الى خديه . . بينما حذاؤه الأسود لامعا و براقا , و مربوطا بلرباط .

كنت أريد الرحيل . . أريد أن أخرج من هذا المكان بأسرع ما يكمن . . لم أكن ان انظر اليه اكثر من ذلك فهناك شي يخبرني بأن شيئا خطيرا بشأنه لكنني لا أستطيع التحديد ماهو!

إلا أن مصاص الدماء قيدني في مكاني جعلني أتجمد حيث أقف . . نظرت إلى وجه الرجل الميت مرة اخرى . .إلى الرجل الممد ساكنا..
صامتا . . في التابوت القرمزي .
و عندما نظرت إليه . . فتح الرجل عينيه . .
و أغلقها . . وعاد يفتحها . .
ثم بدأ في الجلوس !

***

كتمت صرختي . . و تراجعت إلى الخلف قليلا . .
لفت نظر الرجل إلينا . . فتحول نحونا . .
طرف بعنيه عدة مرات . . ثم دلك عينه بيديه . . و كأنه يطرد منهما النوم . . و حاول أن يركز نظره علينا !

قفز قلبي بشدة في صدري . . حتى تصورت أنه سينفجر خارجا من قميصي . . وشعرت بعروقي تلتهب . . وتركت أنفاسي تخرج حادة و حارقه من أعماقي !

و خرج صوت من الرجل وهو يتثائب "أه . . أنت هنا . . ما الذي أحضرته لي؟.." و عاد يتثائب و أكمل "هذه المرة . ."
رد عليه مصاص الدماء قائلا "إنه صبي يافع . . و أظن أن لديه ما يكفي من الدماء ليجعلك ترضى بلكامل . . سيدي الكونت"

إرتسمت إبتسامه في وجه الرجل "حسنا . . تبدوا واثقا من هذا"
و مسح شفتيه البيضاء بلسانه . . و صدر عنه صوت جاف ضعيف !
و أيضا تحول نظره إلي مباشرة !
إعتدل في جلسته و عندها نهض من التابوت . .
و لعق شفتيه مرة أخرى !
"لكن لا يمكننا أن نتأكد دون معرفت هذا بأنفسنا !"
عندها بدأ يخطوا خطواته إلى هنا . . لا . . أنه يتجه إلي تماما !
و أرخى بظهره قليلا وهو ينظر نحوه وجهي مباشرة !
قال آمراً "يمكنك الإنصراف الآن . ."

كنت أتمنى أنه كان يعنني . . لكن . . بلطبع يعني رحيل ذلك المصاص الدماء . .
أرد ان ألقي نظره خلفي لأراه يغادر و كنت أتمنى ان ارحل معه . . لكن.. إختفى ! !
أين ذهب ؟ . . بهذه السرعه ؟ !
و تحولت الى الرجل ذات الشعر الأحمر مرة أخرى . .
لقد كان يركز نظراته نحوى ! بهذه العيون الحمراء المخيفه ثم تسائل بهدوء " ما إسمك ؟"

لماذا يود معرفت أسمي فجأه؟ هل يحاول ان يبدوا ودودا؟! لسبب ما أغضبني ذلك! حاولت أن أتمالك نفسي . . و أن أخفف من ضربات قلبي قلت "عفوا ؟ . ."

البشر لا يتغيرون بسهولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن