الفصل الخامس

1.6K 106 77
                                    

حدث كل شئ بسرعه لا ادري كيف لكن حدث بلفعل، من كان يتخيل انني سأجد نفسي في زنزانة مجددا، كانت ذراعيّ مقيدتان من الجهتين بسلاسل من الحديد على الجدران و كذلك الحال مع ساقيّ، مما يجعلني واقفا طوال الوقت.
كنت اشعر بلجوع و العطش و دوار الشديد، لا ادري متى كانت اخر مره اكلت فيها لقمة من الطعام، ربما مضى أسبوع أو ما شابه.

رفعت رأسي بضعف لأنظر حولي بتمعن، كنت في زنزانة صغيره لا تتسع الا ثلاث أشخاص  فقط، امامي يوجد باب من القضبان من الحديد الصلب، من خلاله كنت أستطيع ان ارى الشموع على الطاولة التي تنير المكان بضوئها البسيط . .
تنهدت بصوت ضعيف و أهز رأسي بنفس الوقت، ثم شعرت بأن صدري يؤلمني و كذلك حلقي، بدأت أكح بصوت عالي عدة مرات، الا ان بصقت دماء وهو يسقط في الارضيّة الصلبة، شاهدت الدماء من على الأرض ببرود. قلت بصوت خافت " هاااه مرة اخرى؟"
لم يكن شيئا جديدا حقا . . منذ كنت صغيراً ربما في رابعة عشر من عمري، كنت مريضاً بمرض سرطان الرئة، حاول الأطباء جميع انواع العلاجات التي لديهم لكن لم بنفع اَي منها، و هذا الشي ليس بلشئ الغريب أبدا، لطالما كانت عائلتي من طرف ابي لديهم هذا المرض، و لهذا السبب لا املك أباً لقد توفي منذ ان كنت صغيرا..

 منذ كنت صغيراً ربما في رابعة عشر من عمري، كنت مريضاً بمرض سرطان الرئة، حاول الأطباء جميع انواع العلاجات التي لديهم لكن لم بنفع اَي منها، و هذا الشي ليس بلشئ الغريب أبدا، لطالما كانت عائلتي من طرف ابي لديهم هذا المرض، و لهذا السبب لا املك أباً لقد...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اخرج صوت اقدام من افكاري و نظرت خلال القصبان و هناك رأيت صبياً يافعا ينظر إلي بقلق وهو يحمل سطلاً مليئاً بلماء و معه قطعه قماش و كوب.
دخل الى زنزانتي بهدوء شديد، ربما يظن انني نائم؟
لكني لم اتحدث فقط ظللت انظر اليه بصمت . . و اقترب الصبي مني وهو يركز بملامحي و سأل بصوت بريئ " لا تزال حيّاً كاين؟"
و انتقلت عيناه الى شفتاي المليئة بلدماء.

ابتسمت ابتسامه و انا انظر اليه وهو يمسك قطعه القماش البيضاء و يغرقها في السطل ثم عصرها بقوه " صدقني يا فتى . . انا اتمنى الموت . . "
لكن الصبي لم يرد ، فراح يمسح فمي من الدماء برفق شديد، و قلب المنشفه لجهة اخرى نظيفه ليمسح بها وجهي القذر . . و ابعد المنشفه عن وجهي ، أخذ الكوب و املئة بلماء ثم رفعه الى وجهي قال بهدوء " اشرب كاين انت تحتاجها " لكنه لم ينتظر مني الرد و وضع الكوب في فمي و بها بدأت أملئ ريقي الجاف بلماء البارد.

ابعد الصبي الكوب عني و وضعه في الأرض ثم جلس و نظر إلي بفضول
" كاين؟"  نظرت اليه بتسائل "هممم؟"
رفع إصبعه نحوي و قال بصوت خافض، و كأنه لا يريد ان يسمعه احد، هذا مضحك لأن لا يوجد احد غيري في هذه الزنزانة " هلا تخبرني كيف وصل بك الحال الى هنا؟ كما تعلم انني مجرد عبيد و خادم لديهم ولا أستطيع التحدث مع احد، و أيضا . . الغريب في الأمر " بدأت نظراته تركز علي بشده و كانني لغز يحاول فكه " لماذا يحتفظون بك مصاصي الدماء؟ سمعت من أحدهم بلصدفه انك كلكنز الذي لا يقدر بثمن "

ظللت انظر اليه بعيناي المتعبتان، له الحق بان يشعر بلفضول حولي، لقد كان يعتني بي منذ ان احتجزوني هنا. أغمضت عيناي لأتذكر ما حدث لي.
عندما كنت محاصراً بين ثلاثة مصاصي الدماء جيمس و ادوارد و ويليام، استنتج ادوارد ان هناك شئ غير طبيعي بجسدي و كان لدي الفضول ليحقق بأمري . . لما لا ازال حيّ؟ و بدون نقص دماء في جسدي كان يبدوا هذا أمرا مستحيلا لهذا أراد ان يأخذني و اظن انه كان سيعاملني كانني فأر تجارب . . لكن كلا من ويليام و جيمس خالفاة بلأمر، كان جيمس رأي مختلف تماما رأني مثل المسخ ولابد ان دماء كلسم بلنسبة له لقد أراد قتلي في الحال بدون اَي نزاع، على عكس ويليام كان يراني و كأنني برميل من الشراب الذي لا ينتهي و يبدوا ان هناك شئ اخر في ذهنه لانه كان ينظر الي بحرص و تركيز.

بلطبع لم استطع فعل شئ سواء الإستماع الى ثرثرتهم المزعجة، هل يظنون انهم لديهم الحق بان يقرروا ماهو مصيري؟! لابد إنكم تمزحون!
لكن في النهايه تخالف كل منهم في رأية لذى في النهاية بأن يجعلوني جائزة!
سيكون هناك تحدي بينهم بعد خمسة ايّام و هذا يعني الموعد غداً، هذا يجعلني متوترا حقا و خائف قليلا لا ادري كيف سيقومون بذلك ربما الأمر مختلف عن المعتاد . . ربما.

" كاين!" رفعت ناظري عاليا لأنظر الى الصبي وهو ينظر الي بقلق " هل انت بخير؟ لقد كنت اتحدث معك و لكنك لم تجبني "
طرف عيناي عدة مرات و كانني نسيت أمره تماماً، ثم ابتسمت بحنية " آه أسف . . من الأفضل لك الا تعرف "
"لماذا؟"
" لا اريد ان اورطك بلأمر، من يدري ما الذي اولائك الوحوش بك ان علموا بلأمر . . لذى أنسى الأمر "

تكتف الصبي وهو يغمض عيناه ثم تحدث بصوت منخفض " يبدوا ان الأمر أضخم بما أتصور " نهض من مكانه و أخذ أشياء و اتجه للقضبان و توقف للحظه و نظر للخلف " كاين "
"ماذا الآن؟"
"لن أستطيع ان أراك غداً، سيدي يقول ان هذا اخر يوم لأهتم بك، غدا سيكون يوما حافلا "
كشرت حواجبي و تحولت نظارتي اليه ببرود "من هو سيدك ؟"
لكن الصبي أغلق باب الزنزانة قبل ان يرد " الكونت ادوارد " و من ثم رحل.

أطلقت تنهيدة غضب و أغمضت عيناي بقوه، ذلك الشخص لا اشعر بلراحة أمامه أبدا، ليس لانه مصاص فقط، بل هناك شي مريب بشأنه..
أردت أنسى أمره للحظه لان هذا حقا يتعبني، بدلا من هذا تذكرت عائلتي.. أمي و اختي الصغيرة التي لا تكبر بلعمر الا خمس سنوات كانت تدعى إليزابيث.. شعرت ان الدموع تملئ عيناي و لم استطع منعها من السقوط و عندها وجدت نفسي ابكي بشوق لرؤيتهم . . لكنني اعلم جيداً ان هذا مستحيل . . السبب؟ لقد قتلا عندما هاجم مصاصوا الدماء قريتنا " اريد الذهاب اليهم . . أمي . . إليزابيث"

بتبع..

البشر لا يتغيرون بسهولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن