-لا, لم يحدث, إبنتي, إبنتي
-امي, لماذا تصرخين, ماذا حدث ؟
-لقد ماتت أختكِ, ماتت
-ماذا, لا, لم يحدث, لا تقولي أنها ماتت, لقد قُلتِ أن الطبيب قال أنها ستتحسن علىَ العلاج الكميائي, أنا لا أُصدقُكِ, أنا لم أراها بعد, أنتِ تكذبين علي أمي حتىَ أذهب لها, صحيح ؟
-توقفي, فقط توقفي عن الحديث, ماذا, هل ستشعُرين بالندم الأن, لقد أخبرتُكِ الف مرة أن تذهبي لها, وأنها كانت تُريد رؤيتكِ منذ أن دخلت المشفىَ, أرادتكِ أن تكوني بجانبها, ولكنكِ إكتفيتِ بهذا اللعين الذي تجلسين عليه يومياً لدرجة أنهُ سرق منكِ كل وقت ثمين كنتِ ستقضينهُ مع أختكِ, أخبريني حياة, في أي موقع تواصل إجتماعي ستُقيمين جنازة أختكِ ؟!
-أمي, لا, لا تقولي ذلك, لا أصدق, لاأصدق أن هذا قد حدث, هل كنتُ مُنومة مِغناطيسياً حتىَ أتخلىَ عن مَن صنعوا حياتي لمجرد أوهام وحياة زائفة, ولكن فات الأوان علىَ إدراك ذلك, أين كان عقلي, أين ؟! .
__________________________
"حياة" ليست شخصية أو شخص واحد, أو حالة خاصة, بل يوجد الكثيرون مثلها, يوجد من تخلىَ عن كل شِئ مُقابل هذا العالم الإفتراضي, يجب أن يقف الجميع لهذا الوحش الذي يُريد سرقة حياتنا منا .
ورغم أن في بعض الأحيان نجد منفعة من الانترنت ومُشتقاته, ونجد أيضاً صديق جيد, إلا أنهُ مُقابل ذلك, نجد أنهُ مُضر أكثر من ما ينفع, كذلك نجد أمام هذا الصديق الوفي, الف شخص قد مُلِئت رأسهُ بالأفكار الخبيثة, والذي يُريد أن يُدمر بها الكثيرون, ولن يجد أفضل من ستار الانترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي حتىَ يُساعدهُ في الايقاع بضحاياه .
أنا لا أُبالغ في كلماتي, أو أقول ذلك حتىَ يقول البعض عني فيلسوفة أو أياً من هذه الألقاب, ولكن حياتنا حقاً في خطر, مادُمنا نُسلم أنفُسنا وعقولنا لعالم وهمي, ليس لهُ وجود إلا ببعض الحروف التي تُكتب في رسالة ما أو منشور أو تعليق حتىَ .
وبما أن شخص واحد لن يؤثر في المجتمع الخاص به مهما تحدث, فيجب أن يبدأ الجميع بنفسه, يجب أن نتحكم في وقتنا علىَ الانترنت أو علىَ الفيس بوك أو غيره, لا أن يتحكم بنا هو, ويُحولنا الىَ أحد مُدمنيه .
أتمنىَ أن تكون رسالتي قد وصلت للجميع, وأتمنىَ حقاً أن أكون قد أفدتكم بها, وأن أكون قد أثرت في شخصاً ما, حتىَ لو شخص واحد .
ولقد إستوحيتُ فكرتي هذه من نفسي, فأنا يأتي علي الكثير من الأحيان وأكون مجرد مدمنة علىَ الانترنت, أو مُدمنة بما يُسمىَ الهاتف النقال, أو اياً من الأجهزة الالكترونية, ولكني قررت أن أتصدىَ لنفسي, وأن لا أنخرط في اياً من العوالم الافتراضية التي قد إمتلئت بها الكثير من العقول, قررت أن أخرج من عالم الأوهام, الىَ عالم الحقيقة, وأن لا يُسيطر علىَ عقلي سواي .
____________________________________________
تمت بحمد الله
تم نشرها وإنهائُها في ( الساعة : 11:45م )(8/8/2016)
أنت تقرأ
بلا حياة
Short Storyلا أُصدق, هل كُنتُ مُنومة مِغناطيسياً حتىَ أتخلىَ عن مَن صنعوا حياتي لمجرد أوهام وحياة زائفة, أين كان عقلي, أين ؟! All Copyrights Reserved © To : @amalabdelstar جميع الحقوق محفوظة . غلاف: amalelshiref