رامية:
انزلت الهاتف من أذنها بتفكير : لمَ قطعت الخط ؟ كأني سمعت صوت راشد! نعم إنه راشد ، ربما غضب منها و من أسلوبها المستفز.كانت هذه توقعاتها و توقعات أختها ، لم تشك إحداهن في بعض إلا أن يكتشفا الحقيقة الموضحة في مخيلتهن ، استدارت إلى الخلف و اتسعت عينيها بخوف . . .
************
توقف عن السير في طريق غريب ، التفت إليها كانت متعجبة من هذا الطريق ، هممت بأن تخرج من السيارة و لكن استوقفها صوته الحنون :
ــ إلى أين ؟
نظرت إليه بهدوء :
ــ لمَ توقفت ؟
امال رقبته بابتسامته الحنونة :
ــ ألا ترين الإشارة ؟
شعرت بالإحراج و رجعت بهدوء إلى مقعدها هامسة :
ــ آسفة
ضحك بمرح :
ــ لا عليك يكفيني أن أراك خجلة
ضربت كتفه بكامل قوتها ، ضحك مردفًا
ــ اضربي كما شئتِ فلن أشعر بشيء
ضحكت بطفولة و براءة ، تبسم حين شعر بأنه أعادها مثل ما كانت ، توقف جانب مطعم :
خالد :ــ أنا جائع جداً لو سمحتِ لا تدعين الأتكيت أمامي حتى لا تُسد شهيتي
نظرت إليه :
فادية:ــ لا أريد أن آكل
نظر إليها :
خالد:ــ ستأكلين رغمًا عنك هيا لننزل
نزل من السيارة و انتظرها ، فتحت الباب و نظرت إلى الأرض ، كان بعيدًا عنها جدًا ، تبسم و ذهب إلى ناحيتها :
خالد: ــ السنافر دومًا ما يخافون من المرتفعات
نظرت إليه بغضب :
فادية:ــ نبهتك لعدة مرات أن لا تأتيني بهذه السيارة ، إنها عالية
ضحك و أضاف بأسف :
خالد:ــ أووه ! يا إللهي آسف ، اقفزي سأمسك بك
استقامت للنزول و رأت الأرض ،
تركها تسير معه قائلة :فادية:ــ لست جبانة !
ضحك باستفزاز و أكمل طريقه إلى المطعم :
خالد:ــ ماذا تودين أن نفطر ؟
فادية:ــ لا أشتهي شيءطلب طلبه واتجه إلى إحدى الكراسي :
خالد:ــ هيا قولي ماذا فعل لك ؟
تكتفت على الطاولة هامسةُ بصوت مرتجف :
فادية:ــ لم يفعل لي شيء
خالد:ــ و لِمَ تبكين إذا لم يفعل لك شيء ؟استقامت من الكرسي ، أمسك بيدها بحزم :
أنت تقرأ
أرواح تـائهـه↭
Romanceقريبـان وفي نفس الوقـت قلوبهـم بعيـده هو سجيـن الذكريات وهي قربـان الحاظر بـعد كـل التنافر بينهمـا من يعلم ..ربما يبني القدر لهما جسراً ليتقاربا .. "أرواح تائهـه "