رأتها وهي تسير فوق سور شرفتها فصرخت كالمجنونة "ليلى،انزلى فوراً والا اضطررت لعقابك عقاباً عسيرا"
ضحكت ونظرت لها بلا مبالاة لما قالتله للتو "ههه تعاقبيننى ، وكيف ستعاقبيننى اذاً ؟ هل ستأخذين منى لعبتى الصغيرة أم سوف تضربينى؟"
قالت بنفاذ صبرٍ"ليلى، أقسم انك ان لم تنزلى الى هنا خلال 3 ثوانٍ فأنا سوف أترك المنزل ولن تري وجهي ثانية"
توقفت "ليلى" عن الضحك ونزلت الى "سميحة" مربيتها التى اعتنت بها منذ سافر والداها "متى سوف تتوقفين عن تهديدي بتركك المنزل؟"ابتسمت سميحة براحة اعتادت عليها منذ أن رأت ليلى"حين تكفي عن تلك التصرفات المجنونة، لماذا لا تفهمين خوفي عليكي؟" تتنفس بعمق "ليلى،ان أصابك أي مكروهٍ حتى وإن كان صغيراً،فستكون تلك نهايتى"
تمسك ليلى بخدا سميحة بشقاوةٍ طفولية "لا تقولي ذلك يا ميحة، فأنا أعرف ما أفعل جيداً، لا تنسي أنى لاعبة حبل في السيرك القومى، فهل سأسير على حبلٍ وأسقط من سور شرفتنا هذا؟" وتركتها وذهبت لتفتح الثلاجة وتلتقط منها تفاحةً حمراء
لحقت بها سميحة " اااااخٌ من ذلك السيرك اللعين ، أدعو الله كل يومٍ أن يبعدك عن تلك الوظيفة المشؤومة" وتردد معها ليلى نفس الكلام بسخرية "ميحة يا حبيبةٌ قلبى، هل سنردد ذلك الكلام كل يوم ؟أ لن تملى ؟ قلت لكى أنى أحب وظيفتى ، بل أعشقها ، حين أصعد على الحبل وأسير عليه أشعر أنى محررة من كل القيود ، محلقةُ في سماءٍ لا يحلق بها غيري ، تلك هي السعادة التى لن أتخلى عنها لأي سببٍ كان."
تساقطت دموع سميحة " ولكن ماذا لو لا قدر الله قد سقطت من فوق ذلك الحبل اللعين ؟ كيف سأكون أنا حينها؟"
تركت ليلى التفاحة من يدها وأحاطت سميحة بذراعيها "حبيبتى،لا تقلقى علي ، فإن كان الله يريد موتى لن يمنع ذلك بقائي في المنزل بجانبك،أليس كذلك؟"
أشارت سميحة برأسها بمعنى "نعم" و ضمتها بحنانٍ كالمعتاد ثم مسحت دموعها وابتسمت قائلةً "حسنا يا ابنة "سليم خطاب" تمكنتى من الضحك علي مجدداً ، ولكن حذاري أن أراك تسيرين فوق سور الشرفة مجددا ، حينها سوف.."
قاطعتها ليلى"سوف تتلقين منى عقاباً عسيراً"
ضحكت الاثنتان ثم قبلت ليلى رأسها وغادرت متجهةً الى حريتها..الى السيرك.