وفي الفيلا المقابلة لفيلا ليلى ، يجلس وليد في منزل صديقه حسام ، كان وليد يستعد للذهاب الى عمله الذي لطالما كرهه ، ولكن بحكم أنه الوريث الوحيد لوالده ، وأنه سيتولى أمر الشركة عاجلاً أم آجلاً ، فإنه مضطرٌ إلى الذهاب
دخل حسام الغرفة على وليد لإيقاظه ، فهو لم يكن يعلم أنه مستيقظ بالفعل "ما هذا ! ما تلك المعجزة! الأستاذ وليد ابن رجل الأعمال الكبير عمر سلام ، مستيقظ قبل موعده بساعةٍ كامله!! أيمكنك أن تتفضل علي وتخبرنى عن سبب تيقظك المبكر ونشاطك هذا يا أستاذ وليد"
قالها حسام لينظر له وليد بلا مبالاة ثم يدير وجهه لينظر خارج الشرفة بمشاعر فارغة ويقول " لقد رأيتُ ذلك الحلم مجددا !"
-"طفح الكيل ! ألن نرتاح من تلك الفتاة التى تزعجك كل ليلة في أحلامك وتأتيك لتطلق النار على قلبك فتنهض أنت مفزوعاً يا وليد !!!"
قالها حسام ليصرخ به وليد قائلاً "أتظننى لا أريد أن أرتاح منها قبلك هااا؟؟ ، أتظن أن الأمر بيدي يا حسام ؟! هل تعتقد أننى لو كنت أستطيع التخلص منها لكنت انتظرت ثانية واحدةً حتى؟؟؟"
-"أولم أقل لك أن تذهب لأي طبيب نفسي ليري حالتك تلك ويريحك من كل هذا ؟"
-"نعم قلت ، ولكنى قلت أيضا أنى لست مريضا لأذهب الى الطبيب ، تلك فترة وستنتهى قريباً"
-"وليد، ألا تلاحظ ذلك التناقض في كلامك؟ منذ ثانيتين تقول أنك لو علمت حلاً لمشكلتك لما انتظرت ثانية واحدة، والآن عندما أعرض عليك ذلك الحل ترفضة وبتلك الطريقة!!"
-"حسام، أنا ليس لدي الوقت للحديث معاك الآن،نكمل حديثنا حين أعود."عرِف حسام أن وليد يحاول التهرب من الموقف، فقال محاولاً تهدئة وليد "وليد ، انتظر، أنت تعلم أنى خائفٌ عليك، أنا لا أطيق رؤيتك هكذا بتلك الحالة المزرية"
-"شكراً على اهتمامك يا حسام ، لاتقلق ، لقد أصبحت حالتى أفضل الآن"
قالها وليد فابتسم له حسام ثم قال محاولاً تلطيف الجو "حسناً ، اهدئ الآن ، أنت لم تأتى للمبيت عندي يومين لتعكر مزاجك ، هيا انهض معي لقد حضرت لك إفطاراً شهياً "-"لا شكراً، لقد تأخرت على ميعاد سجنى اليومى ، ذلك السجن الذي يقيدنى من كل شئ ، ف علي أن أكون لبقاً حتى لا أسئ مظهر أبى ، علي أن أضحك على نكاتهم السخيفة تلك حتى لا أكون بارداً أو نكدياً كما يقولون، لا أستطيع أن أكون على طبيعتى هناك يا حسام ، أتفهمنى ؟"
أشار له حسام برأسه بمعنى "نعم" ثم ابتسم له قائلاً"حسناً، سأتركك تذهب الآن ، ولكن ضع في حساباتك أن صديقنا شادي يقيم حفلةً الليلة ويجب أن نحضرها ، لقد حاولت التهرب منه ولكنه أخبرنى أن هناك فتيات كثيرة سوف تحضر الليلة فوافقت على الفور."-" أنت تعلم أنى لا أحب تلك الأجواء، اعتذر له بالنيابةِ عنى."
-" اوووه لا ، أرجوك لا تقل هذا ، هيا يا صديقى لقد أصر علي حقا وأخبرنى أن هناك أمر هام سوف يعلن عنه الليلة، هيا هيا هيا هيا أرجووك قل نعم ."قال وليد محاولا اصمات ذلك الكائن الثرثار "حسنا حسنا سوف آتى ، أيمكنك أن تسمح لي أن اذهب بسلامٍ الآن ؟"
قالها وليد لترتسم ابتسامه بلهاء على وجه حسام "حسناً، اذهب ، أنا لا أمسك بك."
أنهى وليد حديثه مع حسام وانطلق للذهاب إلي وظيفته المشؤومة، ركب سيارته المركونة بجراج الفيلا الخاصة بحسام والتي توجد في مقابل فيلا "علي خطاب" والد ليلي وسار مسرعا لمقابلة ابيه ف الشركة خاصتهم،وفي نفس التوقيت تخرج ليلي مسرعة سيراً على الاقدام للحاق بالعرض الخاص بها في السيرك ، ويكون الصدام في منتصف الطريق.