احتضن عمران رضوان بسرعة و استنشق رائحته بينما بقي الأخر مصدوما فأخر ماتوقعه ان يلحق به عمران الى هنا
-مابك مصدوم هكذا
-هذا أنت...لكن كيف
-ستبقيني هكذا أمام الباب أسف أتيت بحقائبي معي لأنني أتيت فورا اليك قبل أن أمر على الفندق
-تفضل....أسف...من هنا....لا من هنا المطبخ..تفضل من هناك للصالون
بدأ عمران يضحك على توتر رضوان
-نفس الارتباك الذي عرفتك به أول مرة
-لم أتوقع قدومك أبدا...كيف وصلت الى هنا
-سنتحدث بكل شيئ لكن هل لي بكوب من الماء نشف حلقي من الطريق و ذلك التاكسي الذي أوصلني الى هنا لم يسكت ثانية واحدة و ياليتني كنت افهمه الألمانية أسهل بكثير من لهجتكم بصراحة
-حسنا سأتي لك بالماء فورا
ذهب رضوان و بدأ عمران يلتفت حوله
ألم يخبرني أن ظروف عائلته صعبة اذا ماهذا القصر الذي يسكونونه و هذه التحف و اللوحات و الزخارف كأن هذا الصالون متحف لكن طالما هم أغنياء لماذا كان يشتغل في ذلك النادي في ألمانيا
عاد رضوان و معه الماء و كأس ليموناضة و صحنا من الحلويات
-كيف كانت رحلتك الى هنا
-متعبة قليلا لكن جيدة اضطررت لركوب طائرتين لم أجد خطا مباشرا المهم أنني معك الأن وسأحاسبك لاحقا على هروبك مني
-الحمدلله على سلامتك
-تعلم قصركم جميل جدا لدرجة لايتصورها العقل كأنه متحف و يطل على البحر ايضا التاكسي الذي اوصلني لهنا أخبرني ان هذه أفخم منطقة في العاصمة
-فهمتك استغربت كيف أخبرتك في السابق ان ظروف عائلتي لم تكن جيدة بالرغم اننا نمتلك قصرا كهذا لكن سبق و أن أخبرتك أن أمي غنية جدا ووالدها من عائلة باشاوية عريقة لكن أبي أخذ منها كل شيئ و باعه ليصرف أمواله على عشيقته العاهرة و نجا منه هذا القصر فقط لكن أموالا طائلة في البنوك و قصرين أخرين مثل هذا في مدن أخرى و أراضي و عمارات قديمة لم تنجو منه باعها كلها
-أسف حبيبي لم أكن أقصد
-بالعكس حتى هذا القصر تمنيت لفترة أنه أخذه بسببه اضطررنا لقطع أرزاق العمال الموجودين فيه فنحن لم نعد قادرين حتى على تدبر مصاريفنا و اضطررت لأعمل لأسدد الفواتير الماء و الكهرباء الثقيلة بسبب كبره بعد هرب ابي حاولت أقناع أمي أن نبيعه و نأخذ شقة صغيرة لثلاثتنا لكنها كانت رافضة تماما للأمر
أنت تقرأ
بين نارين
Romanceعندما يضعك القدر بين جحيمين جحيم مع المال و الرفاه و جحيم مع الشخص الذي عشقه قلبك اي جحيم ستختار