(4. Opia| اوبيا.)
اوبيا : القوة الغامضة للنظر في عيني شخص ما مباشرة ، والتي يمكن ان تشعرك بالانتهاك والضعف (الخضوع) في الوقت ذاته .
***
"آبولو .!"
تبادلا النظرات للحظات صامته عندما هتفت بهذه الكلمة ، تحاول آفروديت فيها ان تستكشف أي شيء من ملامحه الأخاذة ، تستكشف ما إذا كانت اخطأت الشخص أم انه هو نفسه .
لكن كل ما حصلت عليه هو نفس نظرات الاستفهام التي تطل من عينيه .
"عفواً ؟"
سألها باستغراب ممزوج بالدهشه ، لم تعتقد للحظة ان دهشته كانت بسبب ان غريبة ما عرفت اكثر عقده خصوصية ، التي لا يعرفها سوى المقربين من اصدقاءه في المصح ، ووالدته ..
ذات الغريبة تحديداً ، التي وجد معها ورقته الصغيره ..
لقد بدت له كالقدر .
اعتقدت كالمعتاد أن ذلك الفتى الجميل أمامها هو فقط يستنكر ان فتاة بشعة تتحدث معه وكأنها تعرفه ! لم تنتبه أيضاً للرعشة الخفيفة في شفته السفلية المحمرة ، والتي لم تدم لأكثر من لحظة ! كل ما رأته هو عينيه الواسعتين بلون ازرق غامق بالكاد تستطيع تمييز الحدقة منه .. والخصلات الداكنة الشعثاء والناعمة في الوقت ذاته حول وجهه ، مع انفه المستقيم الذي جعله يبدو كمنحوتة .
"آسفة ، شكراً لك ."
تمتمت بسرعة وهي تدخل الورقة في جيبها ، وعندما رفعت رأسها مجدداً لتسير .. كان لا يزال هناك !
يقف في طريقها .. بعينان مثبتتان في عينيها ، وكأنه يحاول ان يحفر بنظرته حتى يصل إلى روحها .. وللحظة ،شعرت كما لو كانت عارية أمامه ، ظنت أنه نجح .
نظرته كانت ثابتة إلى حد مقلق ، وكأن الازدحام حوله لم يكن موجوداً ، وكأن برودة الطقس لا تؤثر فيه او تجعل جسده ينكمش على نفسه .. كان فقط يحدق ، بهدوء .
"أنتِ مثلي ، أليس كذلك ؟"
سألها بهمس منخفض أخيراً ، ونفضت افكارها عن رأسها لتبتسم بخفة ثم تقول مستفهمة "مثلك ؟"
"أجل ! انتِ مثلي .. لقد عرفتِني عندما رأيتني ، من أنت ؟ آثينا ؟ هيستيا ؟ كاوس ؟ جايا ؟"
قبل ان يعطيها فرصة لتجيب ، شهق فجأة بانبهار ثم سأل وهو يقترب منها ويميل رأسه للجانبين متفحصاً ، كما لو كان يتأمل لوحة "لا تخبريني أنكِ حورية !"
"لا .. أنا فقط ، رايلي ."
هز رأسه للجانبين بقوة رافضاً تقبل هذا ، كان يرى فيها شيئاً مختلفاً ! لم يره في اللحظة الأولى التي قابلها بها ..
كانت مألوفة جداً ، على الارجح انها الطريقة التي تتحدث بها ، أو كيف تصل ابتسامتها إلى عيناها ، أو انها عرفت كل أسراره بطريقة غامضة !
أنت تقرأ
The Butterfly Effect
كلاسيكيات"إن إعصاراً ما حدث في قلب آفرودَيت ، كان سببه رفة من جناح ابولو بمكان بعيد منذ بضعة شهور" - إدوارد لورنز ، بتصرف .