الهروب

43 1 0
                                    

( للعلم فقط القصة منقولة من الكاتبة بلو مي )

فتحت نانسي عينيها وهي تشهق بعنف.. أسرعت امها إليها وهي تصيح بلهفة :- كيف تشعرين الىن يا حبيبتي ؟
خاطبت لينا :- اذهبي وأحضري الطبيب
للحظات .. وقبل ان تستوعب ما حولها .. تمنت لو أنها قد استيقظت لتوها من كابوس مريع .. إلا أ، الألم الشديد الذي شعرت به في كل جزء من جسدها جعلها تدرك بأن ما حدث لم يكن حلما .. لقد كان واقعا .. واقعا مرا ...دخل طبيب شاب ذو بسرة سمراء وعوينات دقيقة .. ابتسم وهو يخاطبها قائلا :- كيف حال مريضتنا الحسناء ؟
نظرت حولها إلى الغرفة البيضاء التي تشغلها .. وعرفت بأنها ترقد في أحد المستشفيات الباهظة التكاليف من رفاهية الغرفة الواسعة .. حاولت أن تنهض .. إلا أن ألما شديدا منعها .. قام الطبيب بفحصها وهو يقول :- ما من داع للقلق .. سينتهي الألم مع مرور الوقت .. والرضوض ستختفي دون أن تترك أثرا
رضوض ؟؟ تحسست وجهها بقلق بينما سألته والدتها :- متى تستطيع ابنتي مغادرة المستشفى ؟
:- من الأفضل أن تبقى تحت الملاحظة هذه الليلة .. لن تخسرن أي شيء وقد دفعت تكاليف إقامتها في الغرفة مسبقا
قالت الأم :- هل أستطيع البقاء معها الليلة ؟
صاحت نانسي بتوتر :- من الذي دفع التكاليف ؟
كانت تعرف مسبقا بأن أمها لا تمتلك ما يكفي من السيولة لتغطية تكاليف مكان باهظ كهذا .. تنحنح الطبيب قائلا :- سأعود بعد فترة لأطمئن عليك يا آنسة
غادر الغرفة فرفعت نانسي يدها بصعوبة لتمسك بيد أمها وهي تسألها بإصرار :- من أين لك بالمال يا أمي ؟ هل بعت شيئا من مجوهراتك مجددا ؟
ردت أمها بحيرة :- لا يا نانسي .. لقد اتصلوا بي يخبرونني بوجودك هنا .. فهرعت أنا ولينا إلى المستشفى كالمجانين .. لم أفكر بالتكاليف حتى نقلوك إلى غرفة خاصة فأخبروني بأنها قد دفعت من قبل شخص غريب لم يترك اسما
اقتربت منها أمها وربتت على شعرها بحنان وهي تقول :- لقد كدت أموت عندما رأيتك ممددة على السرير .. شاحبة للغاية والكدمات تغطيك .. انتابني إحساس بأنني كدت أفقدك لولا أن لطف الله وبعث من ينقذك .. ما الذي حدث يا نانسي ؟ أخبريني
نظرت نانسي إلى لينا التي كانت تقف جانبا وهي تكبت دموعها ومشاعرها .. فسالت دموعها وهي تتذكر المذلة التي شعرت بها أثناء تعرضها لاعتداء جابر الوحشي عليها .. سألت بخفوت :- من الذي أحضرني إلى هنا ؟ هل قابلته ؟
:- لا .. لقد أخبرني الممرضة بأن رجلا أحضرك إلى هنا وشرح بأن اثنين قد هاجماك .. وأصر على أن يراك الطبيب ثم غادر دون أن يذكر اسمه
ثم سألتها بقلق :- أيمكن أن يكون أحد الشابين الذين هاجماك ؟
هزت نانسي رأسها قائلة :- لا .. لقد كانا اثنين من الحاقدين .. هاجماني عارفين من أكون
سالت دموعها وهي تقول :- لقد أرادا إذلالي بأبشع طريقة يا أمي .. لولا وصول الرجل الذي أنقذني .. لا أعرف ما كلن ليحصل
أخذت تبكي بحرقة لم تعرفها إلا يوم وفاة والدها .. مما دفع لينا للبكاء بدورها وهي تضمها .. أما أمها فقد مسحت دموعها وهي تقول :- لقد سألنا الطبيب إن كنا نرغب في إبلاغ السلطات بالحادث .. وتقديم أي شكوى .. ما رأيك يا نانسي؟
تمتمت نانسي :- لا يا أمي .. لا نريد المزيد من الفضائح .. على كل حال أنا لم أعرف أي من الشابين
كذبت على أمها حتى تنهي قلقها وتفكيرها بالأمر .. تمتمت أمها بألم :- آه لو تعرف يا سلمان ما يحدث لبناتك بسببك
همست نانسي :- أمي .. أما زلت تودين الانتقال إلى منزل الشاطئ ؟؟؟
عندها .. سالت دموع أمها بغزارة .. إذ أدركت بأن ابنتها القوية قد اقتنعت أخيرا بضرورة الهرب
الهرب بعيدا

عندما تنحني الجبالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن