الحياة الجديدة

54 1 0
                                    

حياة جديدة
انتهت نانسي من توضيب ملابسها داخل الدولاب الخشبي القديم واستدارت نحو لينا التي جلست على سريرها تحاول توضيب أغراضها هي الأخرى دون نجاح فابتسمت قائلة :- دعيني أساعدك يا لينا
قالت لينا وهي تحاول طوي أحد قمصانها وهي التي لم تضطر يوما للقيام بأي عمل منزلي :- لا .. أستطيع القيام بهذا وحدي
نظرت إليها نانسي بحنان وهي تنهض .. إلا أنها سرعان ما تأوهت عندما عاد الألم في بعض عضلات جسدها والذي لم يختفي بعد رغم مرور أسبوع على الحادث
تأملت الغرفة الصغيرة التي تضمها هي وأختها .. كانت متواضعة للغاية .. مكونة من سريرين صغيرين .. منضدة زينة صغيرة .. ودولاب خشبي .. لقد انتقلت مع عائلتها إلى هنا منذ يومين فقط ..إلى منزل الشاطئ الخاص بخالها .. والواقع في منطقة امتلأت بالمنازل المتشابهة المرصوفة على الشاطئ الرملي .. والتي تقع على بعد كيلو مترين من مدينة ساحلية صغيرة تعتبر أحد معالم السياحة في فصل الصيف ..
أما في هذا الوقت من السنة .. حيث انتصف فصل الشتاء وانخفضت درجة الحرارة عن الحد المحتمل بكثير .. فقد كانت المنطقة خالية تماما .. المنازل المجاورة كانت مهجورة وكأن الأشباح قد احتلتها .. اعتماد العائلة في التدفئة كان معتمدا على المدفأة الكهربائية التي بالكاد كان تبث شيئا من الدفء حولها رغم صغر مساحة المكان
الشقة كانت مكونة من غرفتي نوم احتلت الأم الرئيسية منهما .. وغرفة جلوس بسيطة مكونة من أريكتين قديمتين ومنضدة صغيرة للطعام .. حنان كانت تحتل هذه الغرفة أثناء الليل رغم إصرار السيدة مريم على أن تشاركها غرفتها المكونة هي الأخرى من سريرين ..
دخلت نانسي إلى المطبخ المتواضع حيث وجدت حنان تقوم بعملية تنظيف دقيقة.. ضحكت قائلة :- على مهلك يا حنان .. ستتعبين نفسك بهذا الشكل
مسحت حنان العرق عن جبينها .. ثم تابعت التنظيف قائلة :- لم يستعمل أحد هذا المكان منذ فترة طويلة .. أقل ما يمكننا فعله هو تنظيف المطبخ جيدا كي نتمكن من الطبخ فيه
هزت نانسي كتفيها يائسة من إقناع حنان بالتروي .. فهي تعرف هوسها الشبه مرضي بالنظافة .. خرجت من المطبخ إلى غرفة الجلوس حيث اقتربت من النافذة .. وتاملت المشهد الساحر للبحر الهائج الأمواج .. ومن بعيد كانت الجبال مكسوة تماما بالثلوج .. تساءلت إن كانت ستبقى هنا حتى حلول الصيف .. وإن كانت سترى هذا المشهد مكسوا بالخضرة
استدارت بحدة عندما سمعت صوت تأوه أمها .. التي كانت تقف عند باب غرفتها ممسكة برأسها :-أمي .. هل انت بخير ؟
ردت عليها أمها وهي تبتسم بشحوب :- أنا بخير .. إنه ذلك الصداع مجددا .. ربما بسبب تغير المكان ... سأدخل لأنام قليلا عله يهدأ قليلا
لم يبد على نانسي الاقتناع بتظاهر امها بالعافية وهي ترى شحوب وجهها .. سألتها أمها قبل أن تدخل إلى غرفتها :- متى ستذهبين إلى المدينة ؟
:- صباح الغد .. سأشترى ما ينقصنا من مستلزمات البيت .. ثم أبدأ بالبحث عن وظيفة
قالت أمها بقلق :- لن تجدي وظيفة لائقة في مكان كهذا .. نحن لسنا في حاجة إلى عملك الآن يا نانسي
قالت نانسي بعناد :- سنحتاج إليه عاجلا ام آجلا .. ومن الأفضل لي أن أعتاد على العمل
وبالفعل .. مع بزوغ شمس الصباح التالي .. قطعت نانسي المسافة التي تفصلها عن المدينة سيرا على الأقدام .. كان الطريق طويلا للغاية .. مما جعلها تصاب بالإرهاق الشديد .. وبالعرق يتسرب منها رغم درجة الحرارة المنخفضة .. كانت قد ارتدت ملابس أنيقة إنما دافئة كي تعطي انطباعا جيدا لدى الناس .. وعندما وصلت .. كانت على وشك الإغماء من فرط التعب ..
المدينة كانت في أوج نشاطها رغم الوقت المبكر .. فالمتاجر الصغيرة كانت قد فتحت أبوابها وكانها كانت تعمل طوال الليل ... ولكن نانسي كانت تعرف بان السكان هنا يتركون اعمالهم ويعودون إلى بيوتهم فور غياب الشمس .. ثم ينهضون عند الفجر لمزاولة اعمالهم من جديد
كانت المدينة جميلة ببيوتها الصغيرة ذات السقوف المصنوعة من القرميد الاحمر .. والحدائق التي تعرت أشجارها .. وخلت تماما من العشاق الذين اعتادوا ارتيادها .. كان هناك الكثير من المطاعم والمنتزهات التي تمتلئ بالسياح صيفا .. انتشرت متاجر بسيطة للثياب والادوات المنزلية .. والتحف والهدايا .. كان اول انطباع لديها هو انها احبت المكان .. وتمنت لو لم يكن منزل الشاطئ بعيدا إلى هذا الحد .. لاستمتعت امها كثيرا في قضاء الوقت بين جوانب هذه المدينة المرحبة
في نهاية اليوم .. عادت نانسي إلى البيت قبل حلول الظلام دون ان تحصل على مرادها .. وكذلك في الأيام الثلاثة التي تبعتها .. كانت تشتكي من الامر لوالدتها بينما هم يتناولون طعام العشاء في إحدى الامسيات .. هتفت :- ما إن أدخل إلى أي مكان طالبة وظيفة حتى ينظر الجميع إلي وكأنني أحمل مرضا معديا
قال امها بحيرة :- أيكون السبب هو انك لم تحصلي على شهادتك الجامعية بعد أم افتقارك إلى الخبرة ؟
دخلت حنان وهي تضع إبريق الشاي على المائدة قائلة :- المياه تتسرب من أسفل مغسلة المطبخ .. هناك مشكلة ولكنني لا أستطيع معالجتها فلا خبرة لي بالسباكة
جلست معهن حيث اعتادت على مشاركتهن الطعام كفرد من العائلة منذ انتقالهن .. ردت نانسي على سؤال امها :- كيف يكون السبب عدم حصولي على الشهادة إن كانت الوظائف التي وجدتها أساسا لا تحتاج إلى شهادة جامعية ؟
سألتها امها بحذر :- ما هي الوظائف التي وجدتها بالضبط ؟
هتفت نانسي وهي تعد على أصابعها :- بائعة في متجر للملابس .. عاملة في مشغل للخياطة .. موظفة في مكتب xxxxي ..
ساد صمت طويل في الغرفة .. فقد كان الكل يفكر بصعوبة تخيل نانسي تقوم بأحد هذه الأعمال .. قالت أمها بصوت مبحوح :- ربما لا تمتلكين الخبرة اللازمة لوظائف كهذه .. فأنت لم تعملي يوما
قالت نانسي بإصرار :- أسنطيع ان أتعلم .. عدم خبرتي لن يكون عائقا
تمتمت حنان بخفوت وكأنها تكلم نفسها :- بالتأكيد ليست هذه هي أسباب رفضهم لتوظيفك
التفتت نانسي إليها بحدة وهي تقول :- ماذا تعنين ؟
قالت حنان وهي تهز كتفيها :- طبعا لن يقبل أي كان توظيف شابة تبدو وكأنها قد خرجت من إحدى مجلات الأزياء
عبست نانسي محاولة استيعاب كلمات حنان التي أوضحت :- عندما تذهبين إلى القرية بأناقتك المعهودة .. فإن أي شخص يستطيع بمجرد النظر إليك حتى من بعيد .. أن يدرك بأنك ابنة نعمة .. فتاة ثرية كان أكثر ما فعلته في حياتها صعوبة هو تقطيع شريحة اللحم بالشوكة والسكين
ابتلعت نانسي الإهانة .. وفكرت قائلة :- كيف لم أفكر بهذا من قبل ؟
صباح اليوم التالي شهد تغييرا جذريا في مظهر نانسي .. فقد تخلت عن ملابسها الأنيقة الباهظة الثمن .. وعن تسريحة شعرها التي تجعلها تبدو وكأنها خارجة من عند المزين .. وارتدت سروالا ضيقا من الجينز الباهت اللون .. وكنكزة بيضاء برقبة عالية .. ارتدت فوقها معطفا عاديا أخضر اللون .. ورفعت شعرها على شكل ذيل حصان .. وتخلت عن زينة وجهها تماما .. ابتسمت حنان وهي تخرج برفقتها قائلة :- هكذا أفضل .. لقد بذلت كل جهدك .. إلا أنك لن تستطيعي أبدا أن تمحي الرقي من ملامحك .. أو نظرة الكبرياء عن عينيك
قالت نانسي بخشونة :- هذا كل ما لدي
هذا الصباح رافقتها حنان كي تحضر أغراضا للبيت .. وفي الطريق قالت نانسي :- حنان .. أطلب منك الاهتمام بوالدتي .. فهي لا تبدو لي بخير
وافقتها حنان قائلة :- دائما متعبة وتعاني من الصداع .. لا تقلقي يا نانسي .. تعلمين بأنني سأهتم بها كما لو كانت أمي
ذلك المساء .. عادت نانسي إلى البيت مسرورة .. دخلت وهي تصيح :- فليسجل التاريخ أن نانسي راشد قد حصلت على أول وظائفها
صاحت لينا بلهفة :- حقا .. وماهي ؟
تنحنحت وهي تنظر إلى الوجوه المترقبة قائلة بحرج :- هل تعدن بألا تضحكن ؟
ثم قالت :- عاملة في مخبز للحلوى
انفجرت لينا وحنان ضاحكتين بينما اشتعلت هي غضبا قائلة :- لقد وعدتن بألا تضحكن .. بما أنني تعبت كثيرا في البحث عن وظيفة .. فقد قبلت بأول عمل أتيح لي
قالت أمها بضيق :- لقد سبق وـخبرتك يا نانسي .. لسنا بحاجة إلى عملك في الوقت الحالي .. لست مضطرة لشغل أعمال كهذه
عادت نانسي تقول بعناد :- لقد سبق وأخبرتك يا أمي بأن هذه اللحظة ستأتي عاجلا أم آجلا .. ولتكن آجلا كي أعتاد على مشقة العمل
تنهدت أمها قائلة باستسلام :- احكي لنا عن عملك الجديد إذن
جلست إلى جوار أمها وهي تقول :- إنه مخبز صغير تديره امرأة مسنة .. تقوم بصنع الخبز والكعك والفطائر وبعض أصناف الحلوى .. وتحتاج إلى فتيات شابات للعمل لديها
سألتها أمها بحدة :- أنت لا تعرفين شيئا عن الخبز .. ما الذي ستفعلينه هناك ؟
قالت نانسي بعناد :- سأتعلم
في تلك الليلة .. عندما خلد الجميع إلى النوم .. تسللت حنان إلى غرفة نانسي بينما كانت على وشك الاستغراق في النوم .. سألتها بقلق :- ما الأمر يا حنان ؟
اقتربت حنان قائلة :- نانسي .. أرغب بمرافقتك صباح الغد إلى القرية للبحث عن عمل أنا الأخرى .. أنا فرد من العائلة الآن .. ولا يمكن أن أبقى مكتوفة اليدين وأنا أراك تركضين بحثا عن عمل
قالت نانسي بهدوء :- أشكرك على نبل أخلاقك يا حنان .. ولكنني أحتاج إليك هنا .. فأمي متعبة .. ولينا صغيرة .. وانا لا أثق إلا بك في العناية بهما في غيابي
كان كلامها مقنعا .. فلم تستطع حنان الاعتراض ..
في صباح اليوم التالي بدأت نانسي عملها في المخبز .. لم يكن بالعمل السهل .. ولكنه كان ممتعا أن تتعرف إلى نوع جديد من الحياة .. صاحبة العمل كانت امرأة في الخمسينات .. ممتلئة الجسم وعصبية المزاج .. كانت تقضي الوقت في الصراخ على الفتيات كي يقمن بعمل متقن .. أما الفتيات فقد كن 3 غير نانسي .. قرويات متفاوتات في العمر .. وكان من الواضح أن صاحبة العمل .. كانت تفضل تشغيل الصغيرات في السن ليسهل عليها التحكم فيهن .. في ذلك الصباح .. كانت الحصة الأكبر من الصراخ والتوبيخ من نصيب نانسي .. التي لم تكن تعرف أي شيء عن العمل .. ولكن سرعان ما بدأت تتعلم .. وقد كساها الطحين من رأسها حتى أخمص قدميها
في نهاية اليوم .. خرجت منهكة ومصدومة من الفرق الشديد في درجة الحرارة بين داخل المخبز وخارجه ... لفت عنقها بالشال السميك .. وغطت رأسها بالقلنسوة الصوفية الحمراء .. وضمت معطفها إليها .. واستقلت الحافلة التي تتوقف في طريقها عند المنعطف المؤدي إلى منزل الشاطئ ..حيث أكملت طريقها سيرا على الأقدام
عندما دخلت إلى البيت كانت مرهقة تماما .. إلا أن الحماس أنساها التعب .. وأخذت تحكي لأمها أحداث يومها الأول في العمل محاولة إقناعها بحسن اختيارها للوظيفة .. ثم قامت تحضر العشاء مع حنان حيث أحضرت معها بعض الخبز الطازج من المخبز
وما أن أنهت عشاءها حتى جرت قدميها جرا نحو السرير .. وغابت في نوم عميق
هكذا كان حالها طوال الأيام الأولى .. بدأت تحب عملها .. وتستمتع بالتحول الغريب لمكونات بسيطة إلى مخبوزات شهية الطعم والرائحة .. بل أنها أخذت تجرب صنع بعض أنواع الفطائر في البيت تحت عيني حنان المذهولتين .. كان الوقت الذي تقضيه مع عائلتها ينقص باستمرار .. حتى أنها في كثير من الأحيان كانت تذهب إلى فراشها مباشرة دون انتظار للعشاء
ذات مساء لاحظت بينما هي تسير نحو البيت سيارة فضية حديثة الطراز متوقفة أمام أحد المنازل المجاورة .. أثار الأمر فضولها لعدم إمكانية وجود مجنون آخر يفكر بالإقامة في مكان كهذا في الشتاء .. وعندما دخلت إلى البيت كانت حنان تعد العشاء .. والدتها كانت تطرز قطعة من القماش بينما جلست لينا على الأرض إلى جوار المدفأة تمارس هوايتها في الرسم
ألقت التحية ثم اتجهت نحو المطبخ .. كانت حنان تقطع الخضار عندما رفعت رأسها قائلة ببشاشة :- مساء الخير يا نانسي .. هل أحضرت معك الخبز ؟
قالت نانسي :- بالطبع .. أخبريني يا نانسي .. هل هناك ساكن جديد في المنطقة ؟.. لقد رأيت سيارة فضية تقف قريبا من هنا
أشرق وجه حنان وهي تقول :- آه .. ألم تعرفي بعد ؟ السيارة ...
لم تكمل عبارتها عندما سمعتا صوت لينا تناديهما .. ركضتا بسرعة لتجدا الألم ممسكة برأسها بألم شديد وتغمض عينيها بقوة .. أسرعت نانسي تصيح بذعر :- أمي .. ما الذي حدث ؟
تمتمت أمها بصعوبة قائلة :- لا تهتمي .. ليس بالأمر المهم
صاحت نانسي بحدة :- كيف تقولين هذا ؟ أنت تتألمين كثيرا ويجب أن يراك الطبيب
هتفت أمها بإعياء :- لقد خف الألم قليلا .. سآخذ دواءا للصداع وأخلد إلى النوم باكرا .. وفي الصباح سأكون بخير
ساعدتها حنان على دخول غرفتها .. بينما كان القلق يعصف بنانسي .. وعندما لاحظت الخوف الظاهر على لينا قالت تطمئنها :- لا تخافي يا لينا .. أمنا ستكون بخير
سألتها لينا باضطراب :- لماذا لا نأخذها إلى الطبيب ؟
:- إن لم تتحسن .. سنأخذها إلى الطبيب
خرجت حنان وهي تقول :- لقد نامت
جلست نانسي على الأريكة قائلة بقلق :- إن وضعها يقلقني .. كيف سأذهب إلى العمل وأتركها بهذه الحالة .. ماذا إن حدث لها شيء في غيابي ؟
قالت حنان بشقة :- لا تقلقي يا نانسي .. إنشاء الله لن يصيبها مكروه .. سأتصل بهاتفك المحمول عند حدوث أي طارئ وإن اضطررت .. فبإمكان جارنا أن يساعدنا
نظرت إليها نانسي قائلة بحذر :- جارنا ؟
:- إنه صاحب السيارة الفضية التي سألتني عنها .. وهو يقيم على بعد منزلين منذ أيام
صاحت نانسي وقد فارت الدماء في عروقها :- لماذا لن يخبرني أحدكم بأن هناك من سكن إلى جوارنا ؟ هل أنا آخر من يعلم أي شيء في هذا المكان ؟
قالت حنان :- نحن لا نراك يا نانسي .. فأنت تعودين كل مساء مرهقة تماما .. فتنامين فورا
نهضت نانسي وأخذت تجول في الغرفة وهي تقول بعصبية :- ماذا إن كان هذا الجار سيئا ؟
أسرعت لينا تقول :- إنه شخص لطيف يا نانسي .. يلقي التحية علينا كل صباح ويسألنا غن احتجنا أي شيء
أكملت حنان :- لقد أصلح مغسلة المطبخ .. وأوقف تسرب المياه .. إنه شخص طيب ويمكن الاعتماد عليه
كان الارهاق قد أخذ نانسي بقوة إذ بدأت بدورها تحس بالصداع .. تمتمت :- سنتحدث في هذا الشأن فيما بعد .. أنا بحاجة إلى نوم عميق
سألتها حنان بقلق :- ألن تشاركينا العشاء ؟
هزت رأسها قائلة :- لست جائعة .. تأكدي فقط بأن لينا قد أكلت جيدا .. تصبحون على خير
وما أن وضعت رأسها فوق وسادتها .. حتى تلاشت مخاوفها .. وغابت في نوم عميق

عندما تنحني الجبالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن