في قرية صغيرة و بعييدة في مكان ما ......كان في عزا لابو محمود اللي مات بعد ما عانى سنين من الشلل ... كان ارمل ..... زلمة فقير وبسيط ع باب الله .... وكان عنده ٣ اولاد وبنتين ....محمود .. احمد ... سامية ... لميا ... مصطفى .. بالترتيب ....
ولاده ما تفاجئوا ابدا بموته ... او بالاحرى فرحوا لانه كان تعبان وارتاح وارتاحوا من همه ....وحضروا للعزا ومراسيمه بكل هدوووء .... قبل ما يموت ابو محمود .... كان كل واحد من ولاده مشغول بحاله وعيلته ويا دوب كان يجتمعوا عنده مرة بالشهر ... مصطفى اللي كان قاعد معاه وقايم ع خدمته وبيلبيله حاجاته ... وعشان هيك ما اتزوج مع انه كان بعمر ال ٢٨ ....
الناس قاعدين والقرآن شغال ... وفجأه ....دخل زلمة كبير بالعمر بعيط وبيبكي وبيتنهنه .. وبيضرب كف ب كف ... وبهز براسه وكأنه مش مصدق .... وقفوا ولاد الميت ليسلموا عليه و لا هو حضن كل واحد فيهم وكان يبكي مع كل واحد بنفس الحرقة والزعل ... سلم ع باقي الزلام وقعد جنب ولاده .... وقال : "الله يرحمك يا ابو محمود شو كنت زلمة طيب ... و شو كنت تحبني ... وشو كنت احبك ... صديقي الصدوق ... هيك هيك خطفك الموت مننا الله يرحمك .... "
اتطلعوا احمد ... ومحمود على مصطفى وهزوا براسهم متسائلين مين هالشخص الغريب ... وبالمقابل هز مصطفى كتافه بانه ابدا هو ما شاف هالشخص ... الكل كان قاعد بالعزا ... و هالشخص الوحيد اللي ببكي بصوت عالي ... اتطلع محمود عليه وقال : " عفوا يا عم انت صاحب ابوي ... لانه بصراحة مو متذكرك ؟! "
الشخص : " انا اسف ما عرفتكم على حالي انا ضرار .....صاحب ابوكم من زمااان "
محمود : " ابو ايش يا عم ؟!"
العم ضرار :"اااااخخخخخ يا بنيي انا مش ابو حدا اصلاً ما اتزوجت" ...
محمود : " بعين الله يا عم بسيطة ... خير ان شاء الله ... بس ليش بعمرنا ما شفناك "
العم ضرار:" ابو محموود صاحبي من زمان كتير من واحنا وصغار... صرنا شباب هو كبر واتزوج ورقصت بعرسه كإنه عرسي وحتى فرحت لما جاب محمود ابنه الكبير وحملته بين ايدي ... وبعدين اجاني سفر للخارج وكنا بس بنتراسل ... "
احمد :" طب يا عم كيف زبطت معك انك كل هالسنين ما اجيت الا بنفس يوم وفاة ابوي ... اعذرني يا عم بس مش راكبة معي الصراحة " ...
العم ضرار :"هااا ... منا كنت جاي اشوفه ولما سألت عن مكانه بالزبط قالولي هي عزاه ... وانا اتفاجئت هسا انه اتوفى عاد كنت جاي اسلم عليه واشوفه " ... ورجع يبكي ...عم السكوت مرة تانية بالعزا ... الا صوت بكا العم ضرار وتنهده اللي ما كان يوقف ...
مرت ايام العزا .... وكان العم ضرار واقف مع ولاد الميت وما بعد عنهم ابداً ... لحد تالت يوم والكل روح ع بيته نادى العم ضرار الاولاد وقال :" انا بدي اعمل معكم اجتماع ضروري كتير .... ولازم اشوف البنات " .... اتطلعوا الولاد ببعض وهزوا راسهم بالموافقة ... وراحوا على بيت ابو محمود البسيط ... واجتمعوا الجميع ومن ضمنهم ازواج وزوجات اولاد المرحوم ....
أنت تقرأ
الوصية
Mystery / Thrillerعندما يسيطر الجشع والطمع في قلوب الاخوة ... هل سيقتلون بعضهم... أم سيتحدون ؟!