السم والحقيقة

325 10 3
                                    

لميا روحت البيت وضلت تفكر بموضوع المصاري بعد ما حسين نام ... ضلت تحوس بالبيت والموضوع ابداً مو طالع من بالها ... لحتى راحت عالخزانة ... وطلعت علبة السم ... وصفنت فيها شوي ... وصارت تحكي مع حالها .... :
"اكيد لولا ما هاي الزجاجة ضرورية بحياتي ما كان اختارني العم ضرار لحتى يحط معي زجاجة السم ... لازم اتصرف ... بدهم يمطمطوا بالموضوع عشان ننسى الموضوع ويتقاسموا المصاري ... لازم اتصرف .. انا وعيلتي وما خلفي الطوفان .... لازم المصاري يكونوا اللي مهما كلفني الامر "

مر تاني يوم  وكانت مقررة لميا تستخدم السم .... اما محمود واحمد بالهم مشغول ب مصطفى ... و مصطفى صحي من الصبح وبلش يدور ع شغل .... صار محمود يمشي بالشوارع .... لحتى لاقى عمال بيستنوا بنص الشارع وقف معهم .... واجا بِكَم  ... وحمّل حاله معاهم .... لحتى نزل  ععمارة بتنبنى وصار يحمّل طوب ويجبل اسمنت ...

ومحمود بهالوقت قرر انه ينزل عالمدينة يدور على مصطفى .... و احمد باله مشغول على مصطفى  .... ولميا بتخطط كيف تخلص من اخوانها ....

اجا المسا مصطفى ولأول مرّة بياخد ١٥ دينار باليوم .. وانبسط بس شاف المصاري وكافئ حاله بوجبة شاورما ... اما  محمود صار يدور بالشوارع مو عارف شو يعمل .... وما عم بلاقي مصطفى ... واتأكد انه المدينة كبيرة والتدوير ع مصطفى متل الدوير ع دبوس بكومة قش ....

مر يومين ومحمود بس بيدور ... ومصطفى صار يشتغل  وياخد مصاري منيح من هالشغل ... قرر محمود يرجع للقرية ايد من ورا وايد من قدام ... لانه هالمهمة اصعب بكتير من ما هو متخيل ...

بعد ما رجع محمود من المدينة قررت لميا انها تستخدم السم ... عزمت لميا الجميع عالغدا ... وحطت السم بالأكل ... واجوا الجميع عالغدا وبلشو بتحضير السفرا ... ولميا قلبها عم بدق .... سكبوا الاكل لميا قلبها بدق اكتر ... قعدوا عالطاولة ... ولميا حست حالها مخنوقة ... ولاول مرة حست حالها انها عحبل معلقة ومو قادرة تتوازن .... بلش الجميع بدهم يحطوا اول لقمة  بتمهم ....
صرخت لميا : لااااااااااااااااا ما حدا ياكل ....
الجميع شال الاكل من تمه باستغراب ...
وقالت لميا : ما تاكلوا وبلشت تعيط ...
محمود : ليش شو في ؟! مالك حبيبتي ..؟!
لميا : انا حطيت سم بالاكل ...
احمد : بتمزحي ... انتي عنجد انجنيتي ...
لميا : الطمع عمى على قلبي ... الحمدلله اني صحيت باخر لحظة ...
حسين: معقول كنتي بدك تقتلينا ما حكتيلي ... من ايمتى بتخبي علي ...
لميابتبكي : خفت تمنعني ... خفت تخليني اراجع ...
احمد : من وينلك السم ؟!
حسين : العم ضرار ...
احمد : العم ضرار ... شفت يا محمود ... شفت ... هالزلمة ما تريحتله ومش مزبوط ...
محمود : فعلاً ... هادا الزلمة وراه حكاية ...
احمد : راح مصطفى ... وكان بده كلنا نروح ... بجوز عشان يستولي عالمصاري وياخد مفتاح الصندوق ...
محمود : احتمال ... هاد اللي   بده اياه ... وهسا الحل ...
احمد : لازم نتحد ... ونمثل عالزفت ضرار ... وكان لازم من اول نرد ع سعيد ...سعيد اخنا اسفين الطمع والجشع عمت ع قلوبنا ....
سعيد : لا مشكلة يا اخي ... اهم شي انكم رجعتو لصوابكم بالنهاية ...
محمود : بعد شو بعد ما خسرنا مصطفى ... الله واعلم شو عم يعمل هسا ...
احمد : اهم شي نشتري مسدس لندافع عن انفسنا ...
محمود : صح ...
سعيد : لا يا اخي .... القتل محرم ...  افضل وسيلة التفاهم ..
احمد: بس للدفاع ... مش اكثر وان شاء الله ما يكون ضحايا ...
محمود : يللا يا حمادة احكيلنا شو الخطة بالزبط ...
وصار احمد يحكيلهم الخطة .... اللي بتتلخص ... اول خطوة يشتروا المسدس .... وتروح لميا و معاها حسين اللي حامل السلاح للضرورة .. والاخوة كلهم يكونوا ورا الباب ... يسمعوا شو بيصير ويتدخلوا وقت الحاجة ....... تفهم لميا ضرار ... بإنها اتخلصت من اخوانها وبدها الوصية التانية .... وهادا اللي صار...
العم ضرار : يعني قتلتيهم كلهم ....
لميا : بسرعة بدي مكان الصندوق ... عشان اخد المصاري ... قبل ما حد ينتبه ... واهرب ... ما حدا بالقرية عارف انه اخوتي ميتيين ... وبدي الوصية التانية . ....
العم ضرار: ههههههههههههههه ..... وصية مين .... ما في وصية ...
لميا : ما فهمت ....
العم ضرار : انتي صدقتي ابوكي المشحتف ... معاه فلوس ما بتاكلها النيران ...
لميا : لعاد ....
العم ضرار : انا اول شي بدي اتشكرك انك قمتي بمهمتك وبنجاح ...
لميا بتبكي : مين انت ...
العم ضرار : انا صاحب ابوكي زماااان كتير ودخلنا شراكة بشغل .... كان عندي ولدين متل الوردة ... انعدوا بمرض خطير وكان لازم انقلهم عالمستشفى واعالجهم ... بس للاسف تكاليف العلاج غالي مو قدرتي  .... ترجيت ابوكي يعطيني مصاري او يدايني عشان اداويهم .... وهو قالي كلمتين ما رح انساهم : "يا ضرار اللي ما معه ما بيلزمه وديهم عمستشفى حكومي ... عسى يعالجوهم ... و انا مو بإيدي غير ادعيلهم يا رب اشفيهم .... ".... وتركني وراح و انا مكسور ... وانكسرت اكتر بس اولادي التنين ماتوا ... كانوا بالحجر الصحي بمستشفى حكومي ... لكن ما بغطوا كل العلاج .... ومن يومها بدي انتقم ... سافرت برا ... وانا بخطط ... كيف اكسروا متل ما كسرني .... ولما رجعت ... لقيته مشلول ما بحرك الا عينيه .... شفيت غلي بس مش بالكامل ... كان بدي اياه يموت ... يموت .... وطلعت ابرة وفيها سم وموته ....

احمد من ورا الباب بصوت واطي : "لعاد مو مصطفى اللي قتله" ...

كمل ضرار ... : وخططت لاتخلص من ولاده زي ما كان السبب بقتل ولادي .... والشكر الك طمعك بالمصاري خلاكي فريسة سهلة اللي ....

لميا متوترة : وهسا ...
طلع ضرار مسدس ... وقال هلأ دورك يا حلوة ...  وبسرعة حسين طلع المسدس وغمض عينيه ... وضغط عالزناد وقتله .... دخلوا الاخوان بسرعة لما سمعوا اطلاق النار ... خافوا على لميا ... لكن كان ضرار طريح الارض والرصاصة اجت بايده ....

طلبوا الاسعاف ... واجت الشرطة .... وكان بعد التحقيق دفاع عن النفس لانه واضح ضرار كان حامل سلاح .... هو كمان ...

ضرار ما مات لكنه انسجن للتحريض على القتل واعترف لقتله لابو محمود ... اما الاخوة  بعد قصة الوصية تقربوا لبعض كتير ... وصاروا يزوروا بعض ويسألوا عن بعض اكتر بكتير .... لميا جمعولها اخوانها فلوس عشان جوزها يتعالج للخلفة .... وهيها حامل ...بالرابع .... اما مصطفى ... كان شغله منيح بالمدينة واتزوج بنت احد المقاولين لانه حبه لقوة شخصيته ونشاطه ... و استقر هناك ... مصطفى ما رجع لسا عالقرية ... بس لهلأ ما حدا بعرف ليش قال انه قتل ابوه وليش هيك كان يفكر.... يمكن كان بده يهرب من واقع انجبر ينحط فيه وحسه خطأ ....

هاي القصة يمكن خيالية ... لكنها بتحصل كل يوم مع اختلاف التفاصيل .... كل يوم اب بيتوفى واخوان بيتخانقوا وبيتدبحوا عشان الورثة ... وبينسوا رابطة الدم عشان الجشع والطمع بتعمي بصيرتهم ... العم ضرار ... هو النفس الامارة بالسوء اللي موجود عند كل شخص .... واللي بخليه يتعامل مع اخوانه وكانهم اعداءه اول ما تبلش معاملة حصر الارث ...

تمت ~

🎉 لقد انتهيت من قراءة الوصية 🎉
الوصية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن