يا جدي

97 12 5
                                    

يسألني جدي في كُل مرة يراني فيها: "شو أخبارك يا رفح؟"
من تقصدُ يا جدي؟ هل تقصدني أم تقصد رفح؟ إن كُنت أنا! فأنا بخير أما رفح فحالها مأساوي لم تعد رفح التي عَرفتها غيروها يا جدي، هل اشتقت لها؟ هل تتمنى العودة؟ لِتزرع شجرة الزيتون وتراقبها إلى حين أن تكبُر لتستظل تحتها بعد يوم من العمل الشاق؟ هل إشتقت للسوق الشعبي للبيت القديم، للمشي مسافات طويلة حاملاً على ظهرك أضعاف وزنك فقط للحصول على لقمة العيش؟ هل إشتقت لحكايا الجار وهو يتكىء على عُكازهِ، لرائحة الخَبز في الصباح؟ هل إشتقت يا جدي لهذه الدرجة لتناديني برفح، أم أنك كبُرتَ بالسن فتنطق رفح بدلاً من فرح؟
في كُل مرة كنت أودّ قول ذلك لكنني أكتفي بقول:"بخير".

خيمة ووردة في الحذاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن