صار ركاماً

94 8 8
                                    

"أنا كنتُ هناك" قالت وهي تشيرُ بأنامِلها الصغيرة لكومةٍ من الركام "بيتي كان هناك، أمي كانت تُصلي هناك، أبي كان يحدِثُ عمي هناك، هذا كان بيت الجار وهنا كانت تجلس جدتي في المساء والمسبحة بين أصابعها..
القرطاسية، أدوات الرسم، كُتبنا، ثيابنا، ألعابنا، الفرن الذي تقف أمي ساعات أمامه لتملىء بطوننا بعد العودة من المدرسة، الأواني القديمة الموروثة من جدة جدتي، ألبوم صور العائلة، ورائحة القهوة المختلطة برائحة سجائر أبي، طاقية جدّي البيضاء، وشجرة الليمون الكبيرة، صوت فيروز القادم من مذياع دكان أبو عمّار
لم يبقى شيءٌ، كل شيء صار ركاماً.
حتى الأحلام رفضت البقاء هنا و هناك".

خيمة ووردة في الحذاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن