نيران الموت

163 11 21
                                    


"سماء تلبدت بالغيوم،حقل جميل،نساء جميلات راقصات،رجل مخيف بعباءة سوداء يضحك بجنون،ورجل عجوز طيب أتى خلفها وشاهدا سوية خلف شجرة كبيرة طقس غريب من نوع ما ثم أمسكها بيدها وأخرجها من الحقل ليسلمها إلى والديها اللذان قضيا عصراً كاملاً في البحث عنها.."

هذا ما فهمته من صغيرتي "دورثي" حين طلبتُ منها ألاسباب التي جعلتها ترسم لوحة غريبة كهذه،ولكي أفهم أكثر طلبت من شقيقتي وزوجها توضيحاً مفصلاً ولم أخفي عنهما ما تحمله الصورة من إيحاءات إن صحت تحليلاتي عنها فهذا يعني خطر وشيك وقوعهُ

"من المحتمل أن تكون دورثي شاهدة على جرائم القتل التي حدثت مؤخراً وعلينا تكثيف جهودنا لأجل حمايتها..لذا أخبراني عن كل ما حدث في ذلك اليوم؟"

تهاوت على أقرب كرسي في غرفة إبنتها وشرعت تبكي بلا توقف مقرة بذنبها وتولى زوجها عناء الشرح لي.بحسب ماقاله أنهما قررا القيام بنزهة قصيرة عصراً بصحبة طفلتهما وتحولت بعدها إلى كارثة.فقد إلتقيا بصديقة شقيقتي وزوجها وأمضوا الوقت سوية في ثرثرة لا فائدة منها ..أما الأطفال فقد إبتعدوا كثيراً في لعبهم وفقدوا "دورثي".بحثوا عنها في جميع الأرجاء وفقدوا أملهم في العثور عليها،وفي غمرة إستياءهم وحزنهم إنبثق الأمل برؤيتهم لصغيرتهم رفقة رجل عجوز رمى عليهم كلمات غامضات وطفق عائداً لحال سبيله

"أحموها جيداً ..لقد رأت ما لا يتوجب عليها رؤيته"

تيبس في مكانه مصدوماً لرؤيتي،موقفاً أثار إستغرابي إذ كيف تشكل رؤيته لي صدمة وقد تقابلنا من قبل!.تنحنح مسترداً طبيعته الفطرية وجلس على مقعده موجهاً سؤاله المعتاد لي"ماذا تريد هذه المرة؟" وبدوري إستفسرتُ عن صدمته لرؤيتي فأعترف برؤيته لصديقه العزيز والدي في شخصي.لا أحب لنفسي هذه الخاصية التي تذكر الآخرين بأحبائهم وتفتح جراحهم لكن لستُ من خلقني.جلستُ وفاتحته بالموضوع بمشاعر مضطربة..إنه من علي اللجوء إليه طلباً للمساعدة

"أظننا في خطر سيد هوكنز..أقصد عائلتي وبالأخص إبنة شقيقتي دورثي"

"فلتوضح كلامك رجاءً؟"أخرجتُ من جيبي الرسمة وسلمتها إليه غير متحكم برجفان يدي.إستعان بنظارته على الرؤية وتطلع إليها مذهولاً حتى قال مشيراً للنساء الراقصات
"لا بد إن من رسمها فنان ..كما إن هؤلاء النسوة مثيرات للجدل حقاً "

"دورثي من رسمتها إنها بعمر الخامسة ولديها موهبة وقابلية عظيمة في رسم أدق التفاصيل وبسرعة لا يمكن تصديقها ..لكن هذا ليس محور حديثنا فلتتمعن فيها أكثر"
أومأ برأسه عدة مرات،وأستطعتُ بوضوح رؤية كيف ضيق عينيه من خلف نظارته وتطلع إليّ بذات النظرة التي قابلني فيها قبل لحظات..مصدوماً!ثم إنبرى قائلاً

طلاسم الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن