سَمَـاءْ [KHR]

الفصل الثاني

أستغفر الله، سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر

___________

(1)

"تبدو محبطًا اليوم" علَّق ذاكَ الفتى ذا الشعر الأسود الذي يغطي أذنيه، وقد لاحظَ طاقة صديقه البُنِّي المنخفضة، فلقد كان يجلس أمام مقعده في الصف، "ألاحَظْت؟" سأله البُنِّي بصوتٍ يملأه الخمول.

"كنتُ قد خططت الذهاب مع تاكشي-كن إلى أماكن كثيرة بعد المدرسة، إلا أن أبي العزيزَ فاجأني بقوله أنَّ ضيوفًا مهمين سيباغتون بيتنا اليوم، وأنَّ عليَّ الاستعداد!"، "واو" اكتفى الأسودُ بهذا التعليقِ قبل أن يكمل "من الغريب ألا تكون متحمسًا لملاقاة الأشخاص، اعتقدت أنها هوايتك؟" سأل بابتسامة.

رفع البني رأسه الذي كان ملتصقًا على الطاولة "هذا صحيح" حدَّق بالنافذة بجانبه وهو يتَّكئ بذقنه على باطن يده قبل أن يكمل "أحب التعرف على الكثير من الأشخاص، ولكن ليسَ الأمر مع الأشخاص الذين يقابلهم أبي" رفع الأسود حاجبَه "ولمَ هم بالذات؟".

"لأنهم مثيرون للملل بشكل فضيعٍ بالطبع!، حديثهم عن العمل ممل، وتعابيرهم وهم يتحدثون أكثر مللًا، هكذا..." قطب البني حاجبيه ورفع صدره محاولًا أن يبدوَ مثلهم "أضف إلى ذلكَ كرههم للمزاح، ومقتَ أبي لمزاحي أمامهم"

ضحكَ ذا الشعر الأسود "ولمَ تمزح بينما هم جادون في أمور عملهم؟"، "أحاول إنقاذهم من الاختناق في هذا الجو الممل بالطبع!".

"بالمناسبة، ما أمركَ مع هذا التاكشي-كن؟ أراكَ انتهيتَ من طلاب مدرستنا لتبدأ مع طلاب المدارس الآخرين، أتحاول خلق جيشٍ يجمع العالم أجمع؟" سأل مازحًا، ليجيبه تسونا وهو يضحك "بالله عليكَ كازو، الأمر فقط أني التقيته يستمتع في مدرستنا فانضممت إليه، إنه فتى مسلٍّ فعلًا"

"من هو الفتى المسلِّي؟" سألهم إحدى الطلاب وهو يجلس على المقعد الذي بجانبهم "ياماموتو تاكشي، وأيضًا... مرحبًا ريو" أجابه تسونا، "مرحبًا تسونا، ياماموتو تاكشي؟ هممم، لم أسمع عنه"، "إنه من مدرسة أخرى" أجابه كازو.

"علمتُ أنه نجم فريق كرة القاعدة في مدرسته، أعتقد أنه مشهور بين لاعبي الرياضة" علَّق تسونا، "مثيرٌ للإعجاب، لحظة... أهو ذلك الفتى ذا الشعر الشائك الذي يقف عند بوابتنا في نهاية كل يوم دراسي بانتظارك؟" سأل ريو.

أومأ البني "نعم، مدرستنا تقع في منتصف طريقه إلى منزله، لذا يمر بي لنعود إلى المنزل معًا، أعتقد أننا أصبحنا أصدقاءً جيدين مع أنه لم يمر إلا نصف الشهر من لقائي به فقط"