37:..نزيف الـ ح ـب.. 1

179 10 7
                                    

على أنغــــام لحـن الحزن ، تعالت صيحات الآلـــم
لتسكن قلوباً أحبت بصدق و حلمت بصدق
وتعاهدت بوفـــاء ، و لكن القلوب
لا تعلم نهاية مصير الأحباب
فهم قد سارو خلف أحساسهم العميق بالحب

و تحكموا بعواطفهم قبل عقولهم
فبنوا مستقبلهم بقلوبهم
و حددو مصير ابنائهم بتمنياتهم ، فرسموا قلوباً بيضاء
و أشاعوا منها نـــور الأمل و الحيـــــاه
فكانت هُناك عقارب سوداء تقف سداً أمامهم ليعجز
أي مخلوق تعديه و لكن لشدة حبهم الصــادق
ضحوا و تجاوزوا تلك العقبات للوصول و البقاء
في تلك الرسمة البيضاء ذات الأمل و الحياه
فهل الآن سيتجاوزون عقبة صنعوهـــا بأنفسهم ...؟!


وقفت لويس أمام غرفة ستان و في حجرها
لوح صوره صغيره لم تتضح ملامحها !
فكانت الوان الحزن مرسومة على ملامح وجهها
فرفعت يدها لتطرق الباب حتى يأذن لها بالدخول
فشعرت بالتردد و لكن مالبثت إلا ان طرقته..
ثم طرقته مرة آخرى
إلى أن اتى إلى مسامعها تلك النبره الحزينه"تفضلي"
فقامت بفتح الباب و نظرت نحوه و إذا به جالسُ
على مكتبه يتأمل صورة والديه التي وضعت أمامه
فقالت لويس بحزن و هي مازالت واقفه
بجانب الباب"آسفه ...آسفه إذا أسترددتُ لك
ذلك الماضي ...و لكن ياترى؟..لو أن والديك مازالا
على قيد الحياه..هل سيفرحان بطريقة حياتك هذه..؟
هل سيفرحان بأن ابنهم يعيش معزولاً عن الأخرين؟
هل سيفرحان لأن ابنهم نسى الأبتسامه..نسى الفرح..
نسى كل شئ جميل.. و لكنه لم ينسى الألم
الذي يتنساه الجميع حتى لا يعكر صفوة حياتهم...
لا أعتقد أن والديك لا يتمنا لك السعاده.....
و لكنك الآن تزيد ألمهم حُرقه بطريقة حياتك هذه
"ما أن وصلت لويس إلى هذه الجمله حتى
اتسعت عيناي ستان
عندما مر على ذاكرته ذلك الماضي

((....

قالت والدة ستان"أنا هُنا حتى أسعدك حبيبي"
قال ستان بصوته الطفولي"أنتِ فقط!"
قالت والدته"لا..حتى والدك بالتأكيد ، فنحن الأثنان
نتمنى لك السعادة في كل وقت لذلك أجعل ا
لأبتسامه شعارك في كل وقت
و حاول مساعدة الأخرين فأرسم على محياهم
الأبتسامه و اجعلهم ينسون
كل آلامهم..فبذلك تبقى سعيداً يا بني إلى الأبد"

...))

نظر ستان نحو لويس بنظرات جامده
لا يستطيع من يراها تفسير مابداخله..
فقالت لويس و هي تضغط بالصوره نحو صدرها
"لقد مررتُ بلحظات مؤلمه و حزينه جداً عندما فقدت
والداي لدرجة أنني شعرت بأن لا حياة لي بعدهم
و لكن....ولكن بمجرد أن رأيتك لأول مرة ..
أستطعت ببضع كلمات أن تمحو ذلك الحزن
الذي بداخلي و ترسم الأبتسامة على محياي
فبنيت أحلامي و رسمت لي مستقبل سعيد
يرضي والداي و الآن
أنا أشعر بالسعاده في داخلي لأنني لم أجعل سبب
فقدان والداي سبب في تعاستي حتى أسعدهم
لأنهم بالتأكيد يريدون ذلك..و أنا أريد السعاده
فقط لأسعدهم بذلك"
اخذ ستان نفساً عميقا و قال بهدوء
"و لكن هل والداي راضيان الآن بأني
لم أفعل لهما شيئاً ..بقيت كالجمادات لا حراك لي
عنما رأيت جثتيهما ..
هل راضيان الآن و انا لم أنتقم لهمـــا؟"
قالت لويس"أنا متأكده انهم الآن لا يفكرون بهذه
الطريقه لأن الذي حصل لهما مُقدر و مكتوب
أرجوك ستان ابدأ بتغيير حياتك ذات النمط الممل
وعش مثل الآخرين و بالتأكيد ان والديك
مازالا حنان في قلبك لأنك ستشعر بهم
في كل وقت كما أشعر أنا..
كلما وقعتُ في مأزق واحترت ماذا أفعل..
اقوم بأستشارت قلبي لأنني متأكده أنهما داخله
و لا يمضي على ذلك الوقت الطويل فأجد الحل
واضحاً أمامي....صدقني ستان انا متأكده ان
والداك غير راضيان على حالك هذا"

ღღ نزيف الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن