جئت من القرية..

114 2 0
                                    

ما زلت لا أفهم لم على كل أنثى أن تخضع لقهر الرجال.. وتتجرع كل أنواع الألم.. بصمت.. وبدون كلمة.. تبا لكل الرجال..
استفقت اليوم أيضاً على صوت زوجة أخي.. وهي تصرخ بأولادها.. ليستفيقوا ويذهبوا للمدرسه.. آه اليوم هو الخميس.. ليس لدي محاضرات هامة.. سأعود لاستكمال نومي.. لكن كيف مع كل هذا الإزعاج.. لولا الجامعة لما تركت أمي..و إخوتي ..في القرية ولما جئت إلى عند أخي هنا..
وما كدت أغمض جفني حتى سمعت طرق سعاد على باب غرفتي وهي تقول :
_ زينب.. هل يمكنني الدخول.. أجبتها بمرارة :
_ نعم..
فتحت الباب ثم قالت وهي تنظر إلى حالتي :
_ كانت أمك على حق انت كسول.. هيا.. انهضي لديك جامعة..
أجبتها :
_تبا وماذا قالت أيضاً.. لا بد و انها قائمة طويلة..
ضحكت سعاد وهي تقول :
_ نعم جدا هيا انهضي..
قلت لها :
_سعاد.. ارجوك خمس دقائق أخرى.. أساساً ليس لدي محاضرات مهمه..
فقالت متذمرة :
_ ألم تلاحظي أنك منذ جئت وانت ليس لك محاضرات مهمه..
ضحكت وانا اقول :
_ انا من يقرر.. اساسا.. لم يكن هناك داع لقدومي هذا الاسبوع لكن امي اصرت علي.. لا اعلم لم..
ابتسمت سعاد بخبث.. ثم
قالت :
_ستأتي خالتي اليوم لتتفقدك..وربما ستبقى الى يوم السبت.. 
فاجبتها بحيرة :
_ امي؟!.. اشتاقت لي بسرعة.. 
فقالت محاولة تضليلي :
_انت مدللتها.. هل نسيت؟! والآن انهضي لانها ستصل في اي لحظة..
فنهضت مسرعة.. احب سعاد كثيرا.. اختي التي لم تنجبها امي.. وربما الشيئ الوحيد الذي نتفق على حبه انا واخي كمال ..اشفق عليها احيانا ..هي تعتقد ان الدراسة هي كل شيئ وتلح على أولادها كثيراً.. هي التي تخلت عن دراستها وتزوجت في سن مبكرة..لإرضاء والدها.. لتجد نفسها تصارع الاشيئ..
و الآن تسعى فقط لإرضاء زوجها وتلبية حاجياته.. هو وأولاده.. آه كم اكره هذه الحياة.. انا لن اكون هكذا.. أبداً لن أقبل أن أكون هكذا..
قطعت سعاد سلسلة أفكاري وهي تقول :
_ زينب.. ما بك.. تناولي فطورك..
_  لا شيء..
_ إذن.. زنوب.. كنت أقول.. إذا كنت.. يعني..
قاطعتها :
_تكلمي..ماذا تريدين.. بدون تأتأة..
بلعت ريقها ثم أردفت وهي مبعدة نظرها عني :
_أنا ذاهبة إلى عند صديقتي نوال.. و بما أنك لن تداومي قلت لنفسي..
قاطعتها :
_ ذاهبة مع السلامة ..سلمي عليها.. لكن لا تقولي لنفسك أبداً أنني قد أذهب معك..
احتقن وجه سعاد فجأة ..
لأسمع صوت أمي تقول وهي تدلف باب المطبخ :
_ تكلمي بأدب..
وجهت نظري وسعاد فوراً لأمي التي وضعت الحقيبة من يدها و فتحت حضنها الذي ارتميت فيه بسرعة..
ثم وبعد التأثر وأحاديث طويلة قلت لامي:
_ مؤكد انك لم تستطيعي العيش لأسبوع واحد بدوني.. هاا ..
ردت علي وهي تلكمني في مرح :
_ غبية..انا اشتقت لك انت.. تشبثي بهذا الخيط.. 
تغيرت ملامحي الى الاسف.. وضحك الجميع..
لكن امي اردفت موجهة كلماتها لسعاد وكمال :
_ها ما حال جامعتها..
فتحت عيني وانا احاول تنبيه سعاد من وراء امي ان لا تفضحني.. فقالت ضاحكة:
_بخير.. لا تخافي خالتي..
وبعد تناولنا وجبة الغذاء.. قالت سعاد مرة أخرى:
_زينب.. سنذهب بعد صلاة الظهر  عند نوال ..لذا استعدي.. فصرخت بشهقة غاضبة :
_لكني أذكر أني قلت أني لا أريد.. ماذا سأفعل بالله عليك عند أولئك الناس..
صمتت سعاد.. لكن أمي قالت بحزم:
_زينب.. افعلي ما تقوله زوجة أخيك.. ام انك صدقت انك ما تزالين صغيرة..
قلت :
_لكن..
فقالت :
_ بدون لكن.. والبسي شيئاً يليق..
ثم اقتربت من سعاد وهي تقول :
_ اعيرها يا ابنتي فستانك الجديد.. وجهزهيها لتبدو كالفتيات..
لقد غضبت من امي كيف امكنها ان تطعن في انوثتي بهذا الشكل.. اصلا لم  حدثتني
بهذا الاسلوب..
فعلت ما طلبت.. تعلم امي انها حينما تحدثني هكذا.. اسمع الكلام.. تبا.. ما الذي تخططان لفعله هذه المرة؟!..



❤❤❤❤❤ ...

تشاجرنا بما يكفي.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن