لدي جامعة..

44 1 0
                                    

قاطعت امي وسعاد لمدة يوم كامل بسبب ذلك التافه..
استيقظت صبيحة الجمعة.. اغتسلت ثم اتجهت للمطبخ لتناول الفطور..
وجدتهم جميعا يستمعون في اهتمام لقصة البارحة المنحوسة..لكن كانوا يضحكون فسررت لذلك بقيت واقفة بالباب الى ان انتبهت الي سعاد فقالت :
_ لا خوف عليها.. هي قوية بما يكفي..
انضممت اليهم وانا ادعي اني مازلت غاضبة.. فقال كمال ممازحا :
_ تعلموا يا اولاد من عمكم.. آسف قصدت عمتكم..
فانفجر الجميع ضحكا ..اما انا فقاومت ضحكتي.. فاضاف كمال :
_ حرام عليك.. كان يوم امس مملا مقيتا لانك بقيت في غرفتك.. 
لم استطع كتم ضحكتي اكثر
فضحكت وبعدها قلت :
_ لانكم جماعة حمقى لديكم فتاة رائعة مثلي لكنكم تسارعون في التخلص منها.. فقال كمال :
_ كنت اعلم أنك لن تتحملي البقاء صامتة اكثر..
اما امي فنهضت من مقعدها وقبلت جبيني وهي تقول :
_ هذا لمصلحتك يا مجنونة..
فقلت بضيق :
_ أمي ..
فقالت :
_ حسنا.. حسنا.. لا شيء..
فقلت لها :
_ لا تخافي لن يقولوا عني عانس ما زال الوقت مبكراً..
ضحكنا جميعاً..
تعرف امي جيداً مبادئي في الحياة.. وكيف أفكر.. لذا تخاف ان ابقى في نهاية المطاف وحيدة.. لا سند لي..لكن من منظوري انا.. لا يمكنني أن أرتبط بشخص لا اعلم عنه سوى انه شقيق صديقه زوجة اخي.. وفوق كل هذا بدون حب.. لا اجهر بالفكرة الاخيرة لان هذا سيؤدي إلى قطع رقبتي لا محالة..
مر يوم الجمعة بسلام.. لكن لا اعلم لم بقيت افكر في ذلك الشاب.. واتذكر ما حدث..
كنت مستلقية على سريري والأفكار تتزاحم ببالي.. حينما دخلت أمي.. وفي فمها كلام لي.. كالعادة هي اسطوانات امي احفظها.. لكن اتفاعل معها وكانني اسمعها لاول مرة.. عن الدراسة.. وانها تثق بي.. وان لا اسمح للناس في القرية بالحديث عنا.. وكل هذا..
ثم ابتسمت مغيرة الموضوع حينما لاحظت ضجري وهي تقول :
_ كيف كان بصراحة..
فقلت بلا وعي :
_ وسيم جداً.. لكنه مغرور..

يا الهي ماذا قلت لامي انا جننت حقا..سارعت لارتب موقفي قائلة :
_ احم.. عمن تتحدثين ؟!
فقالت وهي تبتسم :
_  الوسيم ومن غيره يبدو انه اعجبك..
حاولت تدارك ما يحدث  وكدت ان اموت خجلا قبل أن ارتب حروفي لاقول متأتأة :
_ لا افهم عما تتحدثين.. انا لست معجبة باحد.. البته.. هذا تخريف وهراء..
فضحكت امي ثم قالت :
_ حسنا انه هراء.. لن اخجلك اكثر من هذا..
بادلت امي الابتسامة..
وبعدها ذهبت امي لتتركني
لافكار غريبة تغزوني..
آه.. تبا.. لم يحدث شيء ..
وذلك المعتوه فقط استفزني لا اكثر ولا اقل و حتما عندما اعود للدراسة سانسى ما حدث.. نعم.. حتما..
وفي صبيحة يوم السبت.. جهزت نفسي لنذهب مع امي لمحطة الباصات ..لانها ستعود الى القرية.. وبعد وابل من النصائح التي قدمتها لي امي وعيناها دامعتان.. والحاحها على سعاد وكمال في الاعتناء بي.. ومؤكد عدم تدليلي كثيراً.. تبا لا تنسى شيئاً..
دمعت عيناي ايضا لفراقها.. سازورها في عطل نهاية الاسبوع لكن ساشتاقها.. جدا..

عدت إلى البيت لاجهز اغراضي والاوراق اللازمة فغداً لدي جامعة..
نمت مبكراً .. وفي الصباح  استعديت للذهاب.. ارتديت بنطال جينز وكنزه صوفية فقد كان الجو باردًا رغم أننا في أيلول.. 
ذهبت إلى الجامعة.. سألتقي  بصديقتي الوحيدتين  أمل وهدى..والآخرون نعم لدي أصدقاء..في زمن فقدت الصداقة معناها وذهب عنها بريقها.. حقيقة كان لي صديقات كثر.. لكن هذا كله مجرد شعارات واهمة.. لا احد يستحق هذا الاسم كل اللذين مروا بي علموني دروسا في الحياة لن انساها.. ولن انسى صنيعهم معي فانا لست جاحدة..
خرجت من هذه الافكار ما ان توقف باص الجامعة امام الباب..
نزلت ووجدتهما تنتظرانني فأخذتهما بالأحضان.. ثم رحنا نثرثر ونتشاكس مع بعضنا..
وسألتهما قائلة :
_ هل من محاضرات هامة الأسبوع الماضي ؟!
فقالت هدى :
_ لا أبداً.. أساسا لم يأت أغلب الطلاب ..
فقلت لها :
طمأنتني.. إذن لم يفتني شيئ..
وصلنا إلى باب القاعة حيث لدينا محاضرة في الكيمياء.. تبا.. كم أكره الكيمياء كلها على بعضها  معادلات مزعجة.. وتدخل في عوالم.. لا علاقة لنا بها.. 

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

 

تشاجرنا بما يكفي.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن