ستمطر..・。˙● º ♥ •。

34 1 0
                                    

مرت الأيام ..
وكل يوم أسمع عن ذلك المعتوه شيئاً جديدا.. فقد كان ذا شعبية.. لكن ما يحيرني هو اهتمامي به..حقيقة.. لا.. انا لا اكترث له.. لكن هو من يعترض طريقي دائماً..

كنا في حصة الرياضيات .. في البوابة وقف وقال لي :
_ لم تستمرين في التحديق

بي ؟!..
ارتبكت ..لكن أنا لا أحدق فيه إلى هذا الحد.. آه.. مغرور..
فقلت له :
_ لأنك أعجبتني ..

لاحظت عليه التوتر لم يتوقع هكذا إجابة..
حيرته إجابتي هل أمزح ؟!
أم قلت الحقيقة ؟!
المشكلة أني بحد ذاتي
لا أعلم..

وفي إحدى المرات.. كنت أتناول وجبة الغذاء.. بمفردي..
إذا به ينضم إلي بدون طلب الإذن حتى .. وبقي صامتاً..
غريبة تصرفاته.. لا بل كل شيئ فيه غريب..

لقد حدثت سعاد عنه.. أخبرتها
أني وجدته..
آه.. لن أنسى سخريتها مني حين علمت أن أخ نوال يفعل بي فعلته..
ودائماً ما تنصحني في تعاملي معه..

لطالما وصلتني إشاعات عنه..
يقولون أنه زير نساء.. ويتلاعب بالفتيات.. لذا حاولت مراراً أن لا أفكر فيه..
لكن لا أستطيع..
ياله من مزعج..
قررت أن أتجاهله.. تلك المرة لن أنساها .. بعد محاضرة الكيمياء.. وقفت مع الأستاذ لأسأله عن بعض الأمور المتعلقة بالمادة..
رأيت المعتوه ينظر إلينا نظرة مخيفة.. وبعدها إنضم إلينا وهو يقول :
_ أستاذ.. هل من خطب ؟!
ستتأخر عن المحاضرة الموالية يمكنك الذهاب وسأتولى أمر هذه الغبية .. أقصد الآنسة ..

رد عليه الأستاذ ملاطفا :
_ شكراً لك عبد الله.. لكن لا باس ليس لدي محاضرات..

بدى مغتاظا فقررت أن أزيد من غيظه .. فقلت في بهجة :
_ حقاً.. إذا ما رأيك أستاذ أن نذهب للمكتبة.. يبدو أنني لن أستوعب هكذا..
نظر إلي كأني قتلت أمه وأباه..
ثم قال :
_ آ آ استاذ.. تذكرت.. هل يمكن أن أذهب معكم ..فأنا لم أفهم جيدا محاضرة اليوم..

كم كان ظريفا وهو يحاول منعي من الاقتراب من الاستاذ.. طيلة الوقت..

هل تراه يعلم ما معنى كل هذا.. إنها غيرة .. غيرة يا أحمق..

ولن أنسى أيضاً ذلك اليوم الماطر.. أول مرة نتحدث فيها بهدوء..
كنت وقتها أجلس على أحد المقاعد الموضوعة في الساحة.. كان الجو ملبدا بالغيوم.. وينذر بأمطار غزيرة..
تركت شعري مسرحا ومنسدلا يومها..
وضعت سماعات الأذن.. وجلست على ذلك المقعد..
سرحت بفكري بعيداً.. حقيقة لم أكن أستمع لأي موسيقى..
لمحته قادماً من بعيد نحوي ..
لكن تجاهلته..
اقترب ثم جلس بقربي.. لم أتحرك من مكاني .. سمعت كل ما قاله.. لكن ما الذي قد أفعله..
بعد وصوله.. تنهد ثم قال :
_ أحببت فتاة.. تشبهك.. عفوية طفله.. وغبية.. لكنها آلمتني برحيلها عني..
لكن أتعلمين.. انت آلمتني أكثر منها.. لماذا لا تستطعين ان تكوني كالبقية..
لقد تعبت جدا.. ارجوك.. توقفي عن تعذيبي..

في هذه اللحظة التفت اليه.. ثم قلت له بعدما نزعت سماعة الأذن :
_ ستمطر.. ستمطر بغزارة..

فابتسم لي بألم ثم قال :
_ وبعد...

فقلت له :
_ سنكون بخير..

بدأت حبات المطر الرقيقة بالنزول نظرنا كلانا إلى السماء ثم إلى بعضنا وابتسمنا..
أول مرة أراه يبتسم لي..

كم أنت رائع.. أيها المتبجح..

لكن في الغد.. تجاهلته وتجاهلني.. لكأننا لم نكن بالأمس بخير..
نعم لقد كنت ثملة به..
أما الآن زال مفعوله.. دائماً يفسد كل شيئ..

رأيته في الصباح جالسا مع إحداهن.. بدى بوضوح أنه يغازلها.. لكن لم أنا غاضبة ؟!
وما شأني به..
لا انا لن أقبل أن يتلاعب بي مثل الأخريات ولن أسمح له بالتأثير علي..
لكن هل ما قاله بالأمس صحيح.. ؟! وهل كان من الجيد إدعائي أنني لم أسمع شيئاً ؟!..
بينما كنت أفكر حتى جاءت إلي فتاة.. قالت :
_ صباح الخير..
قلت :
_ صباح النور..
فقالت :
_ هل رأيت عبد الله.. إنه لا يكتفي بفتاة واحدة.. لذا..
قاطعتها قائلة :
_ وما دخلي أنا.. لم تحدثيني عنه..
فقالت :
_ لا بل إذهبي.. وأخبري صديقتك المغفلة.. أنه لا يبالي بها.. لا بل يخونها علنا..

ارتعدت فرائصي لما سمعته..
صدمات متتالية..

مؤكد تقصد هدى.. فأمل لا تعرفه..وهما صديقتاي الوحيدتان.. يا إلهي.. هل يتواعدان.. ؟!
هل حقاً.. هدى.. آه..
علي أن لا أتدخل.. ماذا عساي أفعل.. تبا لحظي..
سأحاول إيصال الفكرة لهدى دون أن أجرحها.. لكن مؤكد أنها تراه.. هل هي عمياء..
أم ربما أنا الغبية الوحيدة التي تستمر في مراقبته و...

لماذا ..؟! ..أشعر بالإنكسار..

حقاً بدأت بملاحظة هدى وعلاقتها به.. لكنها لم تخبرنا بشيء.. لعلها شعرت بالاحراج..
دائماً يقفان معا.. ويتحدثان مطولا.. لكن لم انا أشعر بالسوء ما دخلي ؟!..


تشاجرنا بما يكفي.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن