مثالي كالقهوة || H.S

الجزء الثامن

أُطفئت الأضواء في المنزل إستعداداً للنوم، إنها الثالثة بعد منتصف الليل. ذهبت اليوم للأطمئنان علي السيد كيمبرز وأخبروني أنه جيد ولكن سيظل ثلاث ايام في المشفي.

أيضاً ذهبت للبحث عن ورشة عمل أكبر في المدينة وكان هاري معي ولكن للأسف لم نجد شيئاً مناسباً لذلك سوف اذهب غداً للبحث مجدداً.

تحدثنا معاً و يمكنني القول أنها أول محادثه جادة تحدث بيننا لِأنهُ أخبرني عن مهنته. فهو يمتلك شركة من أكبر الشركات هنا! ولكنه من النوع الكسول، تمكنت من معرفة هذا لأنه لم يذهب للشركة منذ يومان ولكن من يعلم.

إنها شركة تصوير و تُعرض الصور في المجلات اليومية و أيضاً أخبرني أنهُ أحياناً هو من يصور لأنه يحب هذا.

تحدثنا في عدة موضوعات .. و قد أخبرته عني القليل مثل عائلتي و روث و بعض الأشياء عن الجامعة، بالرغم من أن طوال فترة حديثي كان ينقر بالملعقة علي الكوب الذي أمامه ولكن عيناه كانت مثبته عليّ مما يدل علي أنه مصغي.

أخبرني أيضاً انه يحب الرسم وهو يمتلك هذه الموهبة لذلك ذهب للمسابقة وأيضاً هكذا انهى لوحتي التي لم تكن مكتملة بعد.

هذا كله لم يلفت إنتباهي حقاً كما فعلت حركات يده وهو يأكل، كان يحرك الطعام و يحك السكين في الجزء الفارغ من الصحن ليصدر صوتاً مزعجاً حتي أن زبائن المطعم نظروا إلينا أكثر من مرتين .. حاولت لفت إنتباهه بالنقر علي كتفه بخفه ليتمتم 'اسف' ويعود بفعلها مجدداً! كما انه في بعض الأوقات يتحدث ثم يعقد حاجبيه لثواني ثم يتحدث مجدداً ولكن في موضوع أخر.

لن أُنكر أن الجلوس معه يجعلك تشعر بالتوتر الشديد .. ولكن هذا لن يمنعني من معرفة سبب جعله يتصرف بهذا الأسلوب.

دخلت الي الفراش ثم سمعت صوت رسالة لأجدها من هاري! لماذا يراسلني في هذا الوقت؟

-'نائمة؟'

='لا، ماذا تريد؟'

-'غداً الساعة التاسعة في شَرِكتي'

='المعذرة؟'

-'في إنتظارك، عمت المساء'

فهمت مقصدة لذلك أكتفيت برؤية الرسالة ثم وضعت الهاتف مكانه. ماذا يريد! علي أي حال سوف أعلم غداً.
____________________

'مرحباً، هل يمكنكَ أن تدلُني علي مكتب السيد هاري ستايلز' قلت بأدب للشاب في مكتب الأستقبال

'هل تملكين موعد مُسبق معه؟ اعطيني اسمك من فضلك'

توترت، فهذا يبدوا رسمياً للغاية.

'هازال دونيل'

'حسناً إذاً. الطابق الأول' قال بوجةٍ ثابت لأومئ و اصعد عبر السلالم، فهذا طابق واحد.

في الشركة يوجد العديد من النساء و الرجال بالملابس الرسمية و الأوراق و الملفات العديدة، كيف يتحملون العيش هكذا؟ يبدو هذا مملاً!