صراخ الصمت ..

❤ ٥ ❤

استيقظت هاري من نوبة النوم تلك ..
ولمح طيفاً لشخص يجلس على كرسي امام النافذة ..

جلس على الأريكة وفرك عينه بأصابعه الخشنة ..
وعندما ادرك ما يحصل وان الشخص الذي يجلس اماه هو ماريان
أدرك أيضاً أن ماريان كانت ..
تغني !

أجل .. فماريان كانت تحب العزف والغناء
لكنها لم تفكر يوماً بأن يسمعها أحد او أن تُسمع أحد صوتها

اما بالنسبه لهاري فقرر ان يستمع لصوتها الناعم ، الذي كانت هذه هي المرة الاولى التي يسمعه فيها
جلس بمكانه دون حراك ، كان يبتسم وهو مغمض العينين ليستمتع بأغنيتها التي توحي بالألم ...

غريبة أنا ..
لست ادري اين المسيرو
غريبة أنا ..
في أفلاكي قلبي الكسيرو
غريبة آااه ..
ولا بواكي لغربتي
هذي الحياة ..
قد ضاع فيها احبتي
غريبةٌ آاااه
غريبةٌ آاااه
...

أنهت ماريان اغنيتها ..
ثم ضربت الجيتار بخفة وانجرفت دموعها

لكنها التفتت بسرعة نحو هاري الذي بدأ بالتصفيق بحرارة لدفئ صوتها ، وليحثها على المتابعة وعدم البكاء ..

لكنها مسحت دموعها بيدها ، ووضعت الجيتار جانباً وانتقلت نحو سريرها وارتمت عليه مغمضة عينيها ..

ابتسم هاري لعفويتها وخجلها الذي دلت عليه وجنتاها المحمرتان ، ثم تحرك نحو السرير وجلس على طرفه ..
غرس أصابعه في خصلات شعرها الذهبيه ..

وبدأ يقول هامساً في اذنها :" صوتك جميل يا ماريان ، فلا تجعلي اي سبب مهما كان يمنعنا من سماعه "

أخذت ماريان نفساً عميقاً ، لتمنع دموعها من النزول ، كانت تستمع لما يقوله باهتمام

هي كانت تعلم ان ما يقوله صحيح ..
لكنها كانت ضعيفة وعاجزة ، لا تستطيع ان تنفذ ما يقوله لها

اقترب هاري منها وطبع قبلة على جبينها وقال :" ماريان الصغيرة ، سأعود يوماً ما لاستمع مجدداً لصوتك العذب ، لا تحرمينا منه أرجوك "

وكان سيخرج لكن يدها اوقفته ...