الجزء التاسع

432 18 1
                                    

N.N

قال لها :وهناك امر آخر… في وجهها ندوب قديمة قد اقوم بازالتها ايضا… ايعقل انها لم تفكر فيها يوما وتذهب الى الطبيب ..هذا يشوه ملامحها بشدة ..

فبكت ام زينب وقالت :الحق علي لم انتبه يوما ان آخذها الى الطبيب وكنت دايما اسخر منها ..ولكن من اين ساحضر المال الآن… ?

ثم خرجت من غرفة الطبيب باكية ووجدت المديرة ورضوان وامه في الخارج يسألون عن حالتها بلهفة وكذلك المعلمات… يا لحظ زينب كل هؤلاء يحبونها… قال رضوان :ماذا قال لك الطبيب ??

قالت :انه يريد مبلغا كبيرا من المال وحالة زينب حرجة جدا… ورحم الله امل لقد تركت في قلوبنا قهرا وحزنا لا ينسى ..لا اعلم كيف سيكون حال ابنتي عندما تعلم بالخبر هذا ان شفيت هي ايضا ..

قال رضوان بحزن :لكم انا نادم على كل لحظة لم اكن فيها بجانب امل تبا لي من اب حاقد لم يهمه سوى حب تلك المرأة التي حولت حياتي جحيما…

قالت ام زينب :والآن من اين ساحضر المبلغ??

قالت ام رضوان :لا اعلم ماذا اقول لك الآن ولكن زينب بامس الحاجة لنا جميعا في مثل هذه الظروف…

وبعد ربع ساعة كانت المديرة وباقي المعلمات في اجتماع هام بخصوص زينب ..واتفقن ان يساعدنها في المال لانهن لا يتحملن فكرة خسارتها ..واستطعن تأمين نصف المبلغ ..

اما رضوان فقال :يا ليتني استطيع ان اقدم لها شيئا ولكني لا املك اي مال… وبالكاد استطيع ان اؤمن طعام وشراب عائلتي ..لقد خذلت زينب هذه المرة ايضا ..تبا لي من رجل بائس…

وقد حدد الطبيب اجراء العملية الاولى في اليوم الثاني ..وقام باجرائها ..فقالت له المديرة :اسمعني ايها الطبيب انا لا اشك ابدا بمهارتك واضع ثقتي بك بين يديك ..ولكن ارجوك ان تساعدنا قليلا ..كلما اجريت عملية ندفع لك اجرتها ..واشعر ان الله سيساعد المسكينة ..لا اعلم كيف ولكنه سيفعل ..

قال الطبيب: حسنا انا ساتساهل معكم في اجرتي ولكن ثمن الدواء والتمريض لا بد ان يؤمن…

قالت المديرة :باذن الله سيكون كل شيئ على ما يرام… زينب انسانة اكثر من رائعة…

وبعد عدة عمليات اجريت لها تماثلت للشفاء ولكن ببطء شديد ..وقد خسرت من وزنها كثيرا كما قال الطبيب… وقام باجراء عمليات تجميلية لوجهها… ولكنها كانت في غيبوبة والكل ينتظر استيقاظها…

وكان الجميع يزرنها يوميا ويطمئن لحالتها ..ويتحدث معها وكانها تسمعه… وكانت امها تنام الى جانبها في المشفى وتنظر الى ملامحها التي تغيرت ..واصفرار وجهها الذي سيطر عليها… ولم يكن يُسمع اي صوت سوى تلك الآلات التي وضعت في فمها وعلى قلبها… وطبعا الدموع لم تفارق وجهها… ولسانها لا يكل عن طلب المسامحة من ابنتها ..فكانت تقول :سامحيني يا غاليتي ..لم اعرف اني احبك بهذا القدر ..اعلم اني لا استحق ان تناديني بامي ..ولكني اقسم اني نادمة على كل شيئ.. صحيح اني لم اتزوج وبقيت الى جانبك  ولكني كنت كل يوم استعمل سكاكين شتى لاطعن في احاسيسك ونفسيتك… فدمرتك ودمرت نفسي من حيث لا اعلم ..يا غاليتي ارجوك استيقظي الآن فانا التي تحتاجك في هذه المرة لاقول لك سامحيني…

وما ان اكملت كلامها حتى سمعت صوت زينب برنين متقطع :ا..م.. ي… .

فنطرت اليها بلهفة وكان روحها قد ارجعت اليها وطلبت الطبيب فورا واخبرته بما حصل ..فقام بفحصها واخبرهاانها ستستيقظ تماما في الساعات المقبلة ..

فقالت ام زينب :اشكر الله انه ارسلك الينا ايها الطبيب الماهر… .

قال الطبيب :هذا واجبي يا ام زينب ..ولكن عليك ايضا ان تشكري فاعل الخير الذي تبرع لابنتك بالمبلغ المتبقي.. فانا لم اتبرع بمالي الخاص لها..

قالت له: ولكنك لم تخبرني عنه ..

قال :لقد طلب مني الا اخبر احدا ..ولكن رايت انه يجب عليك معرفة ذلك على الاقل حتى تعلمي ان الفضل يرجع الى الله اولا والى ذاك المتبرع ثانيا ..

قالت له: ومن هو ??

قال :اعذريني ..ليس من حقي ان اخبرك عن هويته ..ولكن هذا عملك انت ..ربما عندما تستيقظ زينب ستعرفه وتشكره بنفسها…

وبعد مرور عدة ايام استيقظت زينب من سباتها وكانت اول كلمة لفظتها :أمل… اين صغيرتي امل… ??

وكان الكل يتجمع حولها ..فشعر رضوان بالاسى الشديد ولم يستطع اي احد اجابتها… فاصرت على سؤالها :اين حبيبتي ورفيقة دربي ..هل حصل لها اي سوء.. خذوني الى غرفتها حالا…

قال رضوان :لا تقلقي عليها ..هي في المنزل ..ولم اشأ احضارها الى هنا حتى لا تراك بهذه الحالة…

قالت امها محاولة تغيير اجواء الحزن:هناك مفاجاة لك يا حلوتي…

فنظرت اليها زينب بتعجب ثم قالت :حلوتي !!!

قالت امها :نعم ..لقد اجرى لك الطبيب عمليات تجميلية لوجهك واصبحت كالقمر ..صحيح ان وجهك شاحب بعض الشيئ ولكنه سيتحسن بعد عدة ايام اخبرني الطبيب بذلك ..

ثم احضرت لها مرآة وقالت :انظري لنفسك كيف اصبحت…

فنظرت الى نفسها :وشعرت انها غريبة ..قالت بتلكؤ: من هي هذه الفتاة???

قال رضوان :لقد اخبرتني انك سترجعين الى منزلي عندما تصبحين جميلة ولكنك لم تخبريني انك ستفتعلين هذا الحادث المشؤوم وتقلقينا عليك ..الهذه الدرجة تحبينني…

فاشاحت بوجهها عنه ..ثم نظرت الى المديرة وابتسمت لها ..وبعدها قالت :ارجوك احضري لي ابنتي الآن ..فهي لن تخف مني وانا على هذه الحال بل على العكس قدترقض فرحا ..واريد ان ارى ردة فعلها..

يتبع مع الجزء الاخير ..

ادري مقصرة وياكم بس اشوف ماكو  تفاعل ولهاذا ماانزل
😢😢

فوق ..الركامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن