جونز

2.2K 302 38
                                    

" صباح الخير سيدة جانيت " قالت ماريآن لجارتها العجوز السيدة جانيت

" صباح النور "

ردت عليها لكن بدون تلك الابتسامة التي اعتادت رأيتها دائما في الصباح

" هل أنت بخير ؟ "

عادت ماريآن تقول مرة أخرى بابتسامة هادئة لعلها تريح جارتها
وقبل أن تجيب وقعت السيدة جانيت مغشيا عليها فأخذت ماريآن تصرخ لعل أحدا يسمعها لكن لا أحد يجيب
لم تعرف ماذا تفعل فقررت أن تأخذها إلى شقتها ريثما تستيقظ

كان من حسن حظها إنها تسكن فوق منزل جارتها لذلك الطريق لن يكون طويلا
و بكل ماتملك من قوة حاولت ماريآن حملها لكنها لم تستطع لذلك قررت أن تطلب المساعدة

اول من خطر في بالها هو ذلك الشخص الذي يسكن فوقها رغم أنها لا تعرفه إلا أنها تحتاجه
نزعت حذاءها ذو الكعب العالي و صعدت الدرج بسرعة لتذهب له

يجلس براحة يقرأ أحد كتب التاريخ
هو مرتاح نفسيا لكونه يراسلها لكونه إستطاع الاقتراب منها خطوة
قلب صفحة ذلك الكتاب ليكمل القراءة لكن فاجأه طرق قوي على الباب
تقدم بكرسيه ليرى من فليس لديه الكثير من الزوار

فتح اعينه على مصرعيهما وفمه يكاد يلمس الأرض
تجمد في مكانه لا يعرف ماذا يفعل
فهل حقا الواقفة عند الباب هي......... ماريآن

عادت تطرق الباب بقوة مرة أخرى

" جونز جونز تعال بسرعة "

قال هاري بصوت منخفض ليأتي خادمه ويقف أمامه
" اسمع انت من يسكن هنا وليس هناك غيرك مفهوم"

" عفوا سيدي لم افهم "

" هيا إفتح الباب " قاطعه هاري بسرعة ليصمت ويتجه إلى الباب ويفتحه

" أنا آسفة جدا لكن السيدة جانيت وقعت مغشيا عليها ولم أعرف ماذا أفعل " قالت ماريآن بسرعة بينما أعينها تراقب جسد جونز الضخم

" هيا إذن ماذا ننتظر " أجاب  جونز بينما يخرج ويغلق الباب وراءه بينما تتبعه هي

لازالت السيدة العجوز كما تركتها
أسرع جونز وحملها على كتفيه الضخمتين بينما ماريآن تنظر لها بحزن و شفقة فهذه السيدة يظهر إنها قد عانت الكثير في حياتها

" أين أضعها "

سأل  جونز وهو ينظر لماريآن التي أسرعت تقول " في شقتي "

وتتجه إلى الأعلى وهو يتبعها بصمت
أدارت مفتاح ليفتح الباب وتدخل ويدخل بعدها جونز
وضعها على سرير بهدوء ثم دارت عيناه ببطء تتفحصان جمال شقة ماريان ونظافتها
قاطع تأمله صوتها القلق

" هل أطلب لها الطبيب "

قالت ماريآن بهدوء بينما أعينها في الأرض
هز جونز رأسه إيجابا ثم أمسك هاتف واتصل على طبيب

بعد أن جاء الطبيب دخل ليفحص السيدة جانيت وطلب منهما أن ينتظرا خارجا
جلس كل منهما في غرفة الجلوس بانتظار الطبيب

الهدوء سيد المكان
ماريآن أعينها تراقب جونز و تتفحصه فكرت لربما هذا هو صاحب الرسائل فهو الأقرب لبيتها و يظهر انه يسكن وحده
وصلت رسالة إلى جونز فوقف بسرعة

" عذرا سوف أذهب لدقائق وأعود "

قال جونز باحترام
" أكيد خذ وقتك "

قالت ماريآن بابتسامة جميلة ليخرج جونز بعد أن بادلها الابتسام

" جونز تعال بسرعة انا احتاجك في أمر مهم "
كان جونز يعيد قراءة الرسالة التي وصلته توا من هاري لكن ماهو الأمر المهم
دخل جونز وأغلق الباب ليقابل هاري الذي يحمل في يده ورقة حمراء

" جونز هذه الرسالة تعمد وانت هناك ان توقعها "
قال هاري بينما يمد الورقة لجونز الذي امسكها وأخذ يقلبها بين يديه
" حسنا " قال جونز بنبرة تدل على عدم الاقتناع

عاد جونز إلى شقة ماريآن، دق الباب بتردد لتفتح له ماريان بنفس الابتسامة وقبل أن يقول أي شيء قالت " لقد استيقظت "

" هذا جيد وماذا قال الطبيب " سأل جونز

" قال إنها تعاني من انخفاض في نسبة السكر بالدم " قالت ماريان ثم أشارت بيدها إلى الغرفة التي تجلس فيها السيدة جانيت ليدخلا معا

" تبدين جيدة سيدة جانيت " قال جونز بمرح لتضحك ثم تعود إلى وضعها السابق

" حسنا وبما أنني أصبحت مطمئن عليك سوف اذهب " قال وهو يودعها بيديه
نهضت ماريآن لكي توصله للباب لكنه اعترض فشكرته وذهب
لكن قبل ذهابه وضع تلك الورقة وخرج

" إذن كيف حالك سيدة جانيت " قالت ماريآن وهي تقترب لتجلس علي السرير بجانب السيدة
" ماذا أقول لكي يا صغيرتي لقد تعبت كثيرا " بدأت تقول لتبدأ دموعها تسقط
جلبت ماريان مانديلا لها وعادت للجلوس

" عشت حياة رائعة برفقة زوجي الذي توفي قبل عشر سنوات كانت حياتنا بسيطة لكنها مملوءة بالحب و العطاء
رزقنا بثلاثة اولاد فتاتان وصبي
كبروا أمام أعيننا ليصبحوا في عمر الزهور
لطالما كانت بنتاي تشتكيان من معيشتنا وتطلبان المزيد ربما لأنكي تعرفين الجامعة
اما ولدي فكان شابا كتوما وقليل الكلام كان دائما يسعدنا بتفوقه ونجاحه إلى أن حصل على منحة دراسية وسافر
أما بنتاي فقد تزوجتا برجال أثرياء ظانين بأن السعادة بالمال و الجاه
ولهذا اليوم لاأحد منهم يطرق بابي إلا في بعض الأحيان "

أنهت آخر جملة لتعود للبكاء
تقدمت ماريآن وحضنت السيدة جانيت بقوة ربما لتعوضها عن أولادها أو تعوض نفسها عن حنان الأم

فتى الشرفة ( مسابقة سبارتينا )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن