فتى الشرفة ( مسابقة سبارتينا )

نهاية

يوم يجر يوم ليصبح أسبوعا
اسبوع يجر أسبوع ليصبح شهرا
وشهرا يجر شهرا ليصبح عاما

أجل لقد مر عام على وفاته وعلى آخر مرة سمع صوته فيها
مر عام على آخر رسالة سقطت من الأعلى إلى الأسفل من عنده إليها
رغم ظهوره الخفيف في حياتها إلا أنه ترك فجوة ضخمة بعد رحيله فمن كان يظن أن له هذه المكانه الكبيرة في هذه المسرحية
مسرحية كانا هما الاثنان بطلاها و إنتهت

ليت النسيان يرأف بها و يجعلها تنسى كما جعل العديد من الناس تنسى و تكمل حياتها أو أن ذاكرتها تعقد هدنه معها فهي بحاجة ماسة إلى النسيان

حقا إنها نعمة كبيرة و أصبحت تسمى مسكينة لكونها لم تتصف بها بعد

أصبحت لا تعرف من تكون بعد ذهابه كأنه كان مرشدا أو بوصلة لتدلها على طرق السعادة فبعد ذهابه أصبحت ماريآن ضائعة في نفسها

اه منك يا هاري لقد قهرها ذلك الحب رغم كونك لم تصبه كليا عليها إلا أن ذلك الجزء الصغير منه جعلها تائهة في بحارك

اي ارض قد قُذِفَتْ بها بعد رحيله رغم أنها رأته مرة واحدة وواجهته مرة واحدة فقط فماذا لو عاشت معه قصة حب تكون فيها هي الأميرة صاحبة الفستان الطويل و يكون هو الأمير صاحب الفرس الأبيض و الذي يأخذها به إلى عالم العاشقين

كل هذه الأحلام توقفت عندما تدخل الموت في هذه القصة ليختار هو نهايتها و يكتبها هو كما يريد تاركا أحدهما يعاني وفي هذه القصة اختارها هي لتعاني

----

نظرت لتلك الساعة المعلقه على الجدار لتعلن عقاربها على حلول صباح جديد ككل صباح في هذا العام المشؤوم
نهضت من ذلك السرير الذي رافقها طوال فترة حزنها عليه و اتجهت للحمام لتقوم بما تفعله كل يوم فلقد عاد الروتين ليحتل أيامها و حياتها كما يحتل الشتاء لندن الآن
فمن كان يصدق ان في مثل هذا الوقت من العام الماضي كانت الرسائل ترمى في شرفتها كاشارة على يوم سعيد في حياتها
-

أغلقت باب منزلها لتأخذ طريقها نحو جامعتها لكنها صادفت من شاركها الحزن و المسرحية التي كتبها هاري و أكملها الموت

" صباح الخير جونز "

ألقت عليه التحية ليبتسم لها بصعوبة ويرد سلامها

" صباح النور ماري ..... آمل أنك بخير "

" أجل انا بخير لكن ماذا عنك انظر لنفسك "

تكلمت وهي ترى ضخامته التي زالت وحل مكانها شحوب و تعب

" أحاول ولازلت أحاول "

كان رده يكفي لتفهم ما يقصده و تفهم ما يعانيه هذا الرجل بعد أن رحل صديق العمر عنه ليتركه ينهي طريقه وحده