زيروس_zeros

11

 

" .. دائماّ ماكنت أردد أغنية جدتي المفضلة.. التي حفظتها عن ظهر قلب منها.. حتى عندما تم أخذي إلى الميتم اللعين كنت أرددها.. في قمة سعادتي أو تعاستي كنت أرددها.. أن شعرت أني تورطت بإمر ما كنت أرددها ايضاّ.. ولكن أنا لم أستطع ترديدها في بعض الأوقات بالمقابل.. كذلك الوقت عندما حُرق المنزل.. أو عندما أخذ الفتية في الميتم حلواي التي عملت بجد لأجلها مدة اسبوع.. أو عندما صُفعت من مدير مدرستي وتم اتهامي ظلماّ.. أو كما الآن وأنا أقف وسط هذا الحشد الذي يتوقع موتي.. وينوي اسوأ أمراً بي..

غالباّ في حياتي كنت وحدي..

خلال السنوات الثمان الأولى من عمري جدتي كانت حضني وملاذي.. وفي الميتم كنت لوحدي حتى دافع عني فتى ما مره واستمر بذلك حتى جاء ذلك الوقت وتم تبنيه واختفى حتى تصادفت طرقنا مجدداً.. لذا وانا انظر لعيناه القلقتان الآن والتي لم تستطع أن تدافع عني للمرة الثانية.. أود أن أخبره أن لا بأس بهذا.. رغم أني اتمنى حقاّ أن كان يقف الآن بيني وبين الرئيس.. ولكن ... لا بأس.. "

أغمضت سا عيناها وهي أمام رين الذي كان يتأملها دون النطق بكلمه وكأنه ينذر بسوء طول صمته..

كانت يد زاراد ترجف رغم تماسك مظهره وبروده المعتاد، لم يلحظ ذلك سوى سايمون الذي كان يتأمل الوضع بصمت.. استعجب الجميع وهم يرون ابتسامة سا ولا يعلمون ماذا يدور برأسها. طبعاّ فقد كانت تلعن نفسها وكيف اصبحت هنا.. لتعود لوقت حديثها مع زاراد..

" _أنت لا تعني أني ابرحت السيد الصغير وجماعته ضرباّ ؟!

اتكئ زاراد على الكرسي ليزفر بقلة حيلة: للأسف بلى..

_ كيف يعقل هذا!!

صرخت بها سا لينظر لها زاراد بصمت بينما كانت تمتم بصوت شبه مسموع: هذا سخيف.. هذا حتماً أسخف ما قد يحصل.. أنه أسخف حتى من أن أصدق.. ليحمحم لافتاً نظرها له وينطق بعدها: لقد حُقِق مع الجميع وبدأ البحث عن شخص بصفاتك طبعاّ.. ولكن كانت الظنون تتجه نحو عصابة تايغر..

ابتسمت سا بسخرية: أنت تعني أن العصابة الآن تعلم بأمر فعلتي!

_ بمجرد قول جايس لمواصفاتك ذلك الـ هاد اللعين نطق اسمك.

_ اللعنة عليه. قالتها بكل قوه ليرد عليها الاخر بتأنيب: كان عليك أن ترتدي زي الفتيات أيتها الغبية كما أخبرتك هل نسيتِ أنك مسجله في العصابة كفتى بالتأكيد سيتم القبض عليك..

_ و ما أدراني أنا ... لم أفكر بالأمر حتى...

قالتها ليزفر كلهما بذات اللحظة.. أخذت تمشي ذهاباً واياباّ امام المقعد الذي يجلس عليه حتى نطق: سا فلنذهب واختلقي عذراً جيداً واطلبي العفو واعتذري بعدها لتعاقبي بشكل أقل فهذا أفضل من أن يأتوا لجرك للرئيس..