6

50 11 3
                                    


أنهى زاراد مكالمته أخيراً، وضع هاتفه على الطاولة والتفت نحو أرف الشراب متكئاً على الطاولة خلفه ليزفر بقلة حيله: اه إلهي لما هو ثرثار لهذه الدرجة الغير المتوقعة والبعيدة عن شخصيته بالواقع..

رن هاتفه من جديد لتتجهم ملامحه ويزفر بنفاذ صبر: لا يصدق هل هناك أمر أخر ...؟

تناول هاتفه بغضب لتتسع عيناه ثم ارتسمت ابتسامة طفيفة بشفتيه.. لم يُرد الإجابة فهو يعلم مسبقاّ ما قد تُقدم على طلبه ولكن ببساطه لم يستطع تجاهل اسمها، لذا بادعاء تام اجابها: ماذا تريدين؟

اتاه صوتها الغاضب: هل هذا أول ما تقوله لي زراد استعد للموت سوف أقتلك لاحقا ايها الثعلب الفضي الحقير.. صرخت باخر كلماتها ليضحك بعفويه وينطق بسخرية: أنها المرة 500 التي تقولي بها هذا حتى الآن

إجابته بالفور: لا.. أنها المرة 489 , ثم تنبهت أنه يسخر منها: سحقاّ لك..

علت ضحكته ليصفي بعدها حلقه وينطق ببساطة: اه حسناً فهمت اسف، غاضبة لأجل تبديل المهمة أنها الأوامر فحسب سا ..

_ فلتذهب أنت وأوامرك اللعينة للجحيم ..قالتها بوتيرة واحده و سريعة لتصمت بعدها لثانية ثم اردفت بنبرة جادة: على أي حال، الآن والأهم، لدي طلبين ..اكتف زاراد بالهمهمة كإجابه لها لتزفر بهدوء ثم اكملت حديتها: الأول أن تجد لي مكان شخص يدعى كايرو وهو حفيد عميلي والثاني دلني لمكتب عقار يشتري بسعر مرتفع أكثر ما يمكن ولا يهم بأي منطقة يكون..

مرت ثواني ولم ينبس الأخر بحرف لتهتف بنفاد صبر: زاراد أنا لا أمزح

استمر صوت إزعاج الشوارع من حولها وصخب الحانه من عنده لفترة دون أن ينطق بشيء أيضاً لتزفر باستسلام: فهمت، لا أحتاج مساعدتك ، إلى اللقـ ..

_ حسناّ أمهليني عده دقائق للبحث وسأعاود الاتصال بك.
قالها زاراد معلناً استسلامه لرغبتها لتنطق بخفوت: شكراّ ..
زفر بهدوء ليجبها بنبرة جادة: لا تشكريني يا مجنونة أنا لن أنقذك هذه المرة أن علموا بذلك .

لم تظهر لزاراد ابتسامه سا ولا لأحد من المارين بالطريق ولكنه شعر وحسب بها ..
وقبل أن تغلق الخط اجابته: فهمت ذلك ..
ارتخت قبضة يديه لتهبط وهو لم يزل ممسك بالهاتف: حقاً، ما الذي افعله أنا؟

.......... .......... ............

في مدرسة تيوا التي لا تبعد عن محطة w كثيراً كانت أصوات الطلاب تختلط بين المشاجرات والضحكات.. تحديداً في الرواق المؤدي للعيادة المدرسية.. كان يسير بتجهم كبير مرتدياً المعطف الأبيض ونظارة بإطار أحمر كبير الحجم نوعاً ما، تحدث بسخط: هل جننت تديم! أنا.. أكون ممرضا...؟!

رفع يده وقرب الهاتف لفمه أكثر بينما همس بانزعاج: لما لم تجعلني بأي منصب يسهل البحث معه أيها الحقير..

 زيروس_zerosحيث تعيش القصص. اكتشف الآن