19

23 4 0
                                    


كان منكباً بين اوراق وملفات لا تنتهي ليزفر بملل ويعيد بجسده للخلف متكئ على كرسيه بهدوء.. دلّك جسر أنفه ليصل لمنطقة ما بين عينيه ويشد عليها مكرر ذلك لثلاث مرات ثم فتح عيناه ليفاجئ بأن الساعة قد تجاوزت الثانية صباحاً..

ابتسم بضجر ونهض ليغادر مكتبه.. خرج وأغلق الباب ورائه جيداً بينما شد على المقبض ثلاث مرات وهو يتأكد من أنه اغلقه.. لديه تلك العادة المزمنة بهوس التأكد من أي شيء يقوم به لدرجة يكرهها هو بحد ذاته.. أخذ خطواته ليتجه نحو المصعد ولكن ما لبث أن توقف حين لمح ضوءً خافت من أحد المكاتب وضجة خفيفة من صوت تقليب الاوراق..

أقترب بخطواته بهدوء ليرى قائدة الفريق التاسع ويبدو أن الغضب سيطر عليها ابتسم ببساطة لمنظرها بينما نطق بخفوت: قائدة تيوارا..

ولكن لم تجبه لذا رفع حاجباه بملل ليحمحم بصوت جهور بينما فزعت الاخرى لتسقط ما بين يديها وتلتفت بتوتر _ إلهي.. اه رئيس جيراند أنه أنت.. لم تذهب بعد!

قالتها وهي تضع يدها على صدرها ليلقي نظرة تفحصيه ناحية الملف الذي سقط من يديها ثم امال برأسه قليلاً لينطق بسخرية: هل أنا شبح؟

اطبقت عيناها عده مرات لتعدل بعدها نظارتها وهي تفكر بما تجيب ولكن سرعان ما ابتسمت برزانة ثم دنت بجسدها لتلتقط ما اسقطت بينما نطقت وهي تحاول ترتيب جملة: عذراً. تعلم أنه فحسب.. لأنه لم اتوقع أحد بالمكتب في هذا الوقت..

اسند جسده على الجدار لينطق بجدية: أنتِ تتلكئي تيوارا..

تجمدت في مكانها تحاول العثور على اجابه بينما ابتسم الاخر بتكلف ليكمل: هل تخفين عني أمراً ما مثلاً؟

ازدرت لعابها بصعوبة لتلفت له وقد غلفت ملامحها بالثقة: ابداً..

اكملت بعدها بينما ترتب ما على مكتبها: الأمر فقط إني قلقة بـ...

قاطعها بابتسامه خائبة: لا تكذبي تيوارا.. فالكذب لا يليق بك ابداً..

ساد الصمت لثواني لتزفر بقلة حيلة بعدها: لقد كشفتني..

اشارت بيدها للمقعد الموالي لمكتبها: ولكن لعلمك لم أكن اخطط لإخفاء الامر. فقط كنت أريد التأكد ثم اعطائك تقرير كامل.. على أي حال هل تفضل الجلوس قليلاً؟

تقدم بخطواته وهو ينطق ساخراً: ومنذ متى فحسب استطعت الكذب علي..

امالت زاوية فمها قليلاً للأسفل بعدم رضا بينما تجاهلت اجابته واخذت بعض الملفات لتجلس بالمقعد الموازي له وتضع أحد الملفات امامهم وتبدأ حديثها..

.......... .......... ............

ركض سايمون حتى وجد رجاله يتجمعون فتمهلت خطواته ليفسحوا له المجال ويرى أمامه هاد مغشياً عليه وبجواره سكين عليها اثار دماء وعلى بعد إنشات صخرة يبدو من أثر الدماء عليها أنه تلاقها.. أخذت عيناه تجوب المكان بحثاً عنها ولكن لا أثر لسا أو أي شخص أخر..

 زيروس_zerosحيث تعيش القصص. اكتشف الآن