الفصل 6 (الصباح التالي)
هزة أيقظت حواسي، ففتحت عيناي أدعو أن ماحصل كان مجرد كابوس وانتهى، لكن الحقيقة كانت أن حواسي أنهكت إثر التفكير الطويل، وجل ماحصل هو أنني غفوت واقفة لبضع دقائق...
كان الصباح قد حل واخترقت أشعته غلاف باميتي البيضاء الجوف، و ازداد الضجيج خارجا ..
لم أعتد على مثل هذا الضجيج سوى لبضع أيام في العام- حينما كان السفاح يمتطي شيئا عملاقا ومخيفا يقطع به القمح أو ينثر بذورة- لكن يبدو أن هذا المكان مختلف عن موطني ...
كل برهة وأخرى ترتمي باميتنا و تنحدر ثم تعود فترتفع لتنقلب إلى الجهة الأخرى، مرفقة بأصوات المزيد من السفاحين.. شيء ما يحصل في الخارج، لكننا كالمتوقع، لم نتجرأ أن نلقي بأنظارنا خارجا، بل اكتفينا بالانزواء في الجهة الأبعد عن باب البامية، و التمسك حذرا من التعرض للأذى...
"لقد اكتفيت" صرخ أخي دادا بنفاذ صبر بعد مواجهتنا نفس الوضع بضع مرات.. ثم أتبع يقول بحزم مهزوز، بينما يخطو نحو الباب بتردد..
"سوف أذهب لأتفقد الجدة ديدا"
"ماذا لو كان السفاح في الخارج ؟" صرخت أحاول ثنية عن نيته، معانقة أطفالي حتى لايتبعه أحدهم، فأجابني دادا بانفعال..
"النهاية قادمة على كل حال، لذا دعيني أفعل شيئا جيدا قبل أن تأتي" أجاب ثم تنهد بحزن ثم أردف "أما أنت يا أخيتي دودة، فأنت تقومين بعمل رائع منذ البداية بحمايتك لأطفالك"
أكمل حديثه، ثم رمقني بنظرة وداع و ابتسامة صعبة علت وجهه.. ثم ذهب......
لم أعلم من ساعتها أين ذهب، فقد اختفى وحسب من حياتي بمجرد مرورة عبر ذلك الباب ..
"من الصعب الاختيار، بين 97 فلذة كبد، و أخ الدهر ورفيقه.. لكن المتاهة المعقدة التي ملأت جوفي أجبرتني على اختياري لأطفالي، ربما أنها قد كانت شعور الأمومة..
وأبت الدقائق إلا أن تمر مرور اللئام، و الاهتزاز هذه المرة كان أعنف، و السقوط يساويه عنفا، أما الضوء الداخل على باميتنا عبر النوافذ والباب فقد أصبح ممزوجا بالأحمر الفاتح
"هل وضعونا في الجحيم ؟""بخمسين ريال" كان صوت السفاح، يقول مايقوله، كل مرة بعد كل اهتزاز يحصل، و أتبعه صوت لسفاح
جديد يقول.."أليس السعر غاليا ؟"
"بل إنه مناسب، والبامية التي أبيعك إياها من أفضل مايكون"
المزيد من الحوار دار، قبل أن تبدأ باميتنا بالتحرك جيئة وذهابا، فزحفت بتردد نحو الباب، و الصقت وجهي بالجانب، ثم مددت عيني الهلامية بأقصى قدر ممكن..
تمكنت من النظر إلى المحيط بينما يتحرك يمينا وشمالا، وقد أصبح لونه أحمرا فاتحا، وبعد التمعن، اتضح أننا بداخل شيء أحمر شفاف مع كميات من بامياتنا، حيث يتم حملنا من قبل سفاح ما..
أنت تقرأ
مذكرات "دُوْدَةُ البَاْمِيَةِ" *مكتملة*
Umorismoالكتاب الحاصل على لقب أسوة لفئة الكوميديا هل أتعبتم نفسكم بالتفكير يوما، وأنتم تأكلون البامية ؟؟ بالكائنات التي شردتموها، قتلتموها، ثم وبلا رحمة التهمتم منازلها ؟؟ ألم يخطر ببالكم يوما، ماهية مشاعر الدودة الضئيلة، التي تقذفونها في القمامة إذا ما اك...