المقطع 2

162 14 5
                                    


-سْويلّا ناوليني المربى.
-نعم سيدتي في الحال.
-سْويلّا هل أضع حبة الفرولة في منتصف الكعكة وشرائح منها على الأطراف أم هي أجمل إذا ملأتها بشرائح الفرولة؟!
-أعتقد أنها ستبدو أجمل بالطريقة الثانية مع وضع باقي الشرائح في المنتصف على شكل وردة.
-ممم صحيح ستبدو أجمل (و علت شفتيها ابتسامة هادئة).

إنه السادس والعشرون من شهر أبريل اليوم هو عيد ميلاد إبنة السيدة جيلبْرِت، لذا تبدو مهتمة كثيرًا بتحظير مفاجأة جميلة لتبهجها وتجعل يومها مميزًا، سْويلّا لم تكن أقلَ إهتمامًا من السيدة جيلبْرِت لقد خدمت هذا المنزل 10 سنوات مع دخول لليان العاشرة من عمرها، فقد ترعرت الفتاة أمام ناظريها. تلك الفتاة التي الآن تغط في نوم عميق غير مدركة لما يخطط من أجلها و هي تتقلب في أحضان ذلك السرير الزهري، من الخشب المطلي باللون الأبيض الذي يقابله جدار قد مُلِأَ برسم جميل لطبيعة خلابة، أشجار،زهور،طيور،سماء مضيئة وبركة تعكس جزءًا من ما يحيط بها، والذي بدا مميزًا بين تلك الجدران الفارغة ذات اللون الأبيض بحدود بنفسجية و وردية اللون.
مدت يدها إلى عينها تفركها وهي متأففة.

-آه ما هذا الذي على وجهي ؟ شيءٌ لزج!غريب!
أخذت تحرك يدها متحسسةً وجهها ورقبتها حتى الغطاء، وهي ماتزال مُغْمِضَةً عيناها وفي حركة سريعة مفاجئة فتحت عيناها وأفاقت وهي تصرخ
-يوووووووء إنه لعاااااب.
-دييييڤ أيها الشَّقي ماذا تفعل في غرفتي.
نظر ديڤيت إلى وجه أخته الغاضب بتلك العينين الواسعتين الشديدة الزرقة و قد فتح فاهه الصغير الوردي واللعاب يقطر منه لثوان، ثم عاد إلى عمله الذي كان منهمكًا فيه أعتقد أنه يجد متعتًا في تذوق طعم أقلام التلوين الخاصة بلليان، فما كان منها إلا أن حملت شقيقها ذو العامين وأخرجته إلى الخارج وتوجهت إلى دورة المياه لتستحم وبعدها تنظف الفوضى التى سببها ديڤيت، لا عجب في ذلك فقد تربت لليان على النظافة وعلى عدم الإتكالية، على الرغم من أن السيدة جيلبْرِت كانت امرأة حنونة ذات طباع هادئة ولكنها كانت صارمة في الأمور التى تخص الأخلاقيات والسلوكيات السليمة.
بعد أن فرغت لليان من الإستحمام تذكرت شيئًا ثم توجهت مسرعة إلى دولاب الملابس تتفقد فستانها الأصفر الجديد، شعرت بالسعادة لأنه لايزال كما وضعته.

بخطوات متثاقلة تنزل من أعلى الدرج متجهةً إلى غرفة المعيشة، لتجد أن الجميع ينتظرها على مائدة الفطور ،أمها سيدة في منتصف العمر ذات الشعر الكستنائي تحب رفعه إلى أعلى دائمًا وذقنها الحاد المتناسق مع نحافة وجهها ذو البشرة البيضاء النقية وعينين خضراوتان متوسطتا الحجم و سْويلّا سيدة في العقد الرابع من العمر قد تبدو بدينة بعض الشيء ببشرة حنطية و عينين عسليتين واسعتين وشعر أسود أجعد طويل مظفر،وهنا السيدة وُليسْتِن ذات الشعر القصير الشديد البياض والعينين الصغيرتان التى اختلطه لونها الأخضر مع الرمادي تنظر من خلال نظارتها المستديره الكبيرة نوعًا ما وهي في العقد الثامن من العمر و ديڤيت الذي خصلات شعره الذهبي بالكاد تغطي رأسه، منهمك في اللعب بأصابعه وتذوقها يبدو أنه متذوق من الدرجة الأولى وذلك اللعاب الذي لا يتوقف عن السَّيلان لربما كان بسبب وجنتيه الممتلأتان ذات اللون المائل للحمرة كما أنه طفل كثير الحركة والصراخ، مع صغر سنه إلا أنه مشاكس.

ميتة في دروب الأحياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن