فجأة غاصت في بحر الظلام الدامس هذه الطفلة لم تعي أين هي ومتى وقعت هنا في هذه الحفرة الموحلة نظرت إلى يديها الصغيرتان وقد إمتلأت بالوحل الذي امتزج بقطرات الدم الناجمة من الجروح البسيطة المتناثرة في يديها من أثر السقوط. ثم ألقت نظرة على فستانها الذي بدا وكأنه خرقة باليه، ذلك اللون الأصفر الذهبي كأشعة الشمس المشرقة تزينه أشرطة بيضاء اللون كبياض الثلج، كل هذا الإشراق إنطفئ تحت الوحل الذي كان يملأ تلك الحفرة.
رفعت رأسها إلى السماء لتجد الظلمة تغطيها كل ما حولها مظلم لم تدري ماذا تفعل حاولت النهوض ولكنها كانت تحس أن جسدها ثقيل ولا تستطيع أن تحمله فبدأت تستنجد لعل أحدهم يسمعها لكن..
-ما هذا !! صوتي إنه منخفض جداً لا يعقل إني أبذل جهدا كبيراً ولا أستطيع أن أرفع مستوى صوتي إني لا أستطيع الصراخ لا أستطيييييع (قالتها وهي شاخصة البصر ممسكةً برقبتها).
ولم تمضي سوا ثوان بدأت فيها التربة بالإنزلاق إلى الإسفل أدارت ناظريها بتجاه الأرض في ذهول
-من أين أتت هذه الجذور؟!
وإذا بالجذور تلتف حول قدميها وتجُرّها نحوها وهي تحاول الإستغاثة، ولكن لاجدوى بدأت تغوص وتغوص في الوحل أكثر فأكثر إلى أن إبتلعت الأرض جسدها ولم يتبقى منها سوا رأسها وهي مازالت تستغيث وتقاوم وناظريها إلى السماء وفي تلك لحظة قبل أن تبتلع الأرض ما تبقى منها وإذا بالسماء تصبح حمراء اللون متوهجة و صاحب ذلك ضباب طفيف يبدو كأنه يتحرك حركات سريعة و يكون شيئاً ما! عين! نعم، عين كبيرة الحجم مخيفة بدا لونها مختلطًا بين اللون الأسود والأحمر وصوت لمرأة شابة تقول :كم تحبين الحياة ولكن لن تعيشي طويلاً.
أنت تقرأ
ميتة في دروب الأحياء
Hororقصة بقلمي أحداثها تدور حول فتاة ذو العشرةِ أعوام، تعشق الطبيعة، ف يهديها والدها لوحة جدارية لطبيعة خلابة تكون سبب مأساتها. ملاحظة: شخصيات القصة ليست عربية.