وفي المنزل جلست لليان تشاهد التلفاز مع ديڤيت الذي يحدق به و يبذل جهدًا كبيراً ليعي ماذا يحدث فيه، هذا الوقت الوحيد الذي يبقى فيه ديڤيت ساكنًا غير وقت نومه. وبينما هم كذلك أتت السيدة جيلبْرِت وبصوت حنون .
-عزيزتي إذهبي وارتدي ثوبك الذي أهداك إياه والدك ثم لا بأس أن تعودي لمتابعة التلفاز.
-هل لي أن أسأل لما ؟!
- لدينا ضيوف وأريد أن تبدي أنيقة.
-حسناااانًا..حسناً.. مع أني كنت أريد أن تكون أول مرة أرتدي فيه الفستان عندما أستقبل أبي في المطار.
-لا بأس فوالدك لن يعرف أنك ارتديته من قبل هيا أسرعي ولا تتباطئي كوني جميلة صغيرتي. (وهي تربت على كتفيها).ذهبت لليان إلى غرفتها وهي تفكر من هم أولئك الضيوف التي تريد والدتها أن تبدو أنيقه جداً أمامهم، وتجعلها ترتدي الثوب الذي لم تتوقع أن تكون عينا والدها تنظر إليه وهي ترتديه للمرة الثانية، بدى الأمر غريبًا لأن والدتها شجعتها على الأمر عندما سمعتها تقوله وقالت لها : (أن لم تكونِ لتفعلي ذلك لأخبرتك كي تفعلي، فإنه بالتأكيد سيدخل السرور في قلب عزيزي هانس) فما الذي حدث الآن ؟! أمر الضيوف غير مقنع. وأخذت تفكر وهي تجهز نفسها و لِوهلة توقفت
-هل تشجارا...أجل .. ولكن متى؟! هل هاتفنا والدي ولم تٌعلمنا؟! لا لا.. آه لابد أنها غاضبة لأنه لم يُحدثنا منذ سفره ولكنه طمأننا عند وصوله ولم يمضي على سفره سوى يومين.آآآآخ دعني أنسى الأمر أصبح التفكير شاقًا علي.
تناولت المشط من التسريحة وأخرجت بعض ربطات الشعر التي قد تتناسب مع فستانها رفعت شعرها إلى الأعلى كما تفعل السيدة جيلبْرٍت ثم إرتدت بعض الإكسسوارت البسيطة ولم يكن لديها إلا القليل وأخذ تنظر لنفسها في المرآة.
-رائع أن أجمع الأصدقاء في عيد ميلادي وأنا...... عيد ميلادي....آآآآآآآآآه كم تاريخ اليوم.
أسرعت تبحث عن تقويم أخذت من الدرج و وضعت إصبعها فيه تحركه إلى الأسفل ثم توقفت عند تاريخ اليوم.
-يالني من حمقاااااااااااء كيف !! كيف نسيت إنه السادس والعشرون من أبريل.وألقت نفسها على الأرض و تنهدت براحة. هذا يبدو مبرراً جيداً لكل ما حدث لها اليوم وأخذت تفكر ماذا أعدو لها لابد أن الجميع ينتظرها في الأسفل محملين بالهدايا الجميلة ولابد أن والدتها أعدت كعكة الفرولة التي تحبها وأخذت تتخيل كم سيبدو الأمر جميلاً.إذاً عليها أن تصبح أجمل توجهت خلسة إلى غرفة والدتها ثم أخذت بعض المساحيق تريد أن تجربها و وضعت ظلال العيون الذهبي والأبيض ثم أخذت أحمر الخدود و وضعته بشكل دائري على خديها وتناولت لون الشفاه الأحمر الغامق و وضعته على شفتيها وبعد ما أعادت المساحيق سمعت صوت خطوات فخرجت مسرعة إلى غرفتها، كانت سْويلّا قد أتت كي تستعجلها بالنزول فردت بالإيجاب وهي خلف الباب وعندما همت بالخروج أرادت أن تلقي نظرة أخيره على مظهرها .
-وااااااو .... كم أبدو بشعه ههههه(وهي تحرك يدها اليسرى بسخرية أمام المرآة). يجب أن أغسل هذه المساحيق على الفور ...ولكن إذا غسلتها ستستغرق وقتاً طويلاً لتنظيفها جيداً وإذا غسلتها بسرعة سيختلط كل شيء ويصبح منظري مرييييييييع.
- لليااااان هيا!!!
- حسنًا سْويلّا ها أنا قادمة. أي ييياي ماذا أفعل بسرعة بسرعة أهااا سأزيله بالمنديل.ثم أخذت تمسح كل جزء من وجهها فيه مساحيق على حدى بسرعة وبشدة ثم خرجت على الفور. واتجهت إلي غرفة التلفاز خطوة خطوة وببطىء و لحظة وصولها وفي حمااااس وهي تقفز
- هااااا كشفتكم ...
وإذا بها تتفاجىء أنه لا يوجد أحد إلا ديڤيت يترنح شمالاً ويمينًا، فحملته و وضعت وسادة الكرسي تحته لينام ثم أخذت تدير ناظريها حول المكان كل شيء هادىء،انتبهت إلى تلفاز وإذا ببرنامجها المفضل قد بدأ و علت وجهها تعابير الإحباط الشديد
-إذاً كنت أتوهم. سويلا كانت تناديني من أجل البرنامج والكل مشغول عن عيد ميلادي ثم استطردت قائلة إذا كنت أنا قد نسيته فلا ألومهم هيا لأستمتع ببرنامجي .(لديها طريقة فائقة السرعة في تغير مزاجها).
وبينما هي منهمكة تحاول أن تجيب على أسلة البرنامج قبل المتسابقين وكأنها من المشاركين، فإذا بشيء يصطدم بالنافذة ويقطع عليها متعتها، ذهبت لتستطلع الأمر فلم تجد شيئًا وفي تلك اللحظة فقط لاحظت أن الهدوء لايزال يحيط بالمنزل شيء غريب ليس بالعادة، ما هذا الهدوء المريب ؟! أين الجميع؟! أَيُعقلْ!! مضت نصف ساعة وهي تشاهد التلفاز ولم تسمع بحركة في المنزل إلا صوت إرتطام ذلك الشيء بالنافذة قبل قليل فذهبت تتفقد المطبخ ثم غرفة المعيشة ثم غرفت جدتها و غرفة سْويلّا فلم تجد أحداً. أين ذهبوا؟ عادت إلى غرفة التلفاز وهي تتساءل وفي حين وصولها علت وجهها تعابير الدهشة حيث لم تجد ديڤيت موجوداً حيث وضعته.ولكنها استنتجت أن والدتها أتت لتأخذه بينما كانت هي تبحث عنهم.فتحركت قاصدةً الطابق العلوي وبعد خطوتين وإذا بصوت إرتطام شيء مرة أخرى بالنافذة ولكن بشكل أقوى ومريب مما جعل الخوف يدب في أوصالها لبرهة،إلا أن الفضول كان أقوى بلعت لعابها وتتشجعت قليلاً ثم ترجاعت بخطواتها إلى الوراء و قبل وصولها إلى الباب بقليل أمالت جسمها للخلف و أدارت رأسها بهدوء نحو النافذة وكأنما تريد الإختلاس
-أووه جيد لاشيء...لحظة ما ذاك الشيء الأبيض الذي يقترب وكأنها امرأة!!
نعم امرأة برداء أبيض وشعر أسود متعرج طويل يصل حتى قدميها ويبدو من شق وجهها الذي يطل على النافذة أنها حسناء يملؤها الحزن، و بينما لليان تحاول النظر جيداً لتتأكد مما تراه أدرات المرأه وجهها بسرعة خاطفة وإذا بشق الآخر من وجهها مليئ بالعروق المتورمة تنتهي نهايتها عند عينها الخالية من الرموش ذات البؤبؤة الحمراء تنظر بها إلى لليان ثم أطلقت يدها وكأنها تريد إختراق النافذة وجرها إليها. إرتعدت لليان من الخوف و أخذت تصرخ و جرت مسرعتًا إلى غرفتها،دخلت وأغلقت الباب ثم تفاجأت بأن الغرفة مظلمة فتوجهت بالتجاه مفاتيح الكهرباء لتضيء النور ولكنها أحست أنها قد دهست على شىء ما في نفس الوقت الذي أحست فيه بجسد صلب يعترضها، تسمرت لليان وهنا شعرت أنه لا مجال للفرار بعد فقررت الإستسلام وانتظار مصيرها.
أنت تقرأ
ميتة في دروب الأحياء
Hororقصة بقلمي أحداثها تدور حول فتاة ذو العشرةِ أعوام، تعشق الطبيعة، ف يهديها والدها لوحة جدارية لطبيعة خلابة تكون سبب مأساتها. ملاحظة: شخصيات القصة ليست عربية.