٧/ سنتَانْ.

574 43 19
                                    

"أينَ كُنت طوال اليوم؟" سأل الشّابُ رُغم أنه كان عالِمًا إجابة تساؤُلاتِه، تُفّاحة آدَم خاصّته ترتفعُ وتهبط بتوتّر في رقبتِه بينما حاوَل جاهِدًا أن لا يتأثّر بالأعيُن الزّرقاءَ أمامِه.

أحيانًا كانَ يُصدّق أنّ تِلك البلُّورتين تحمِلان قِوى خارِقةً للطّبيعه لا تنفُك تتحكّم به بشكلٍ مُخيف. فنظرةً حزينةً واحِده مِنها، و سوف يبدأُ الحَرب العالميَّة الثالِثة لإسعادِها إن أُضطِرّ لذلِك.

"زين، لقَد أخبرتُك، ألَم أفعَل؟" تفاجئ المدعوّ بزين مِن نبرَة صديقِه الغريبه، "ذهبتُ أنا و لِيام لمنزِل هاري كي ندرُس."
وسبَّبت تِلك الجُملة تسارُعًا في نبضاتِ قلب زين كالعادَة، لكِن خوفًا هذه المرّة. فهو يعلمُ بأنّ المَدعوّ بليام يقضي عُطلة نهاية الأسبوع مع حبيبتِه، كونِ اليومَ عيد الحُب (الفالِنتاين).

لوي قد كان يكذب، مُجددًا.

"أحقًا، إذًا؟ ماذا درستُم؟" سأَل مُجبرًا إبتسامةً مُتكلّفة ليُخفي حُزنه وشفقتِه بينما أغلَق باب الشّقة خلفَ لوي.

"همم، الجَبر و التّاريخ. ودعني أُخبرك، هاري سيءٌ مَع الأسماء! كان يظلّ يُخفِق في تذكُّر أسماء القادَة الفرنسيين و حتّى مُلوك روما القَديمة! يالَهُ مِن أحمقٍ ظَريف." تحدّث الفتى بكلّ حماسٍ و نشاط، غيرُ مُهتمًا أو مُنتبهًا لحقيقة أنّ زين قد كان يُحاول جاهِدًا أن يُجاريه رُغم معرفته بالحقيقَة.

فـ لوي لَم يلحظ الطَّريقة التي كان زين ينظُر لهُ بها و هو يجلسُ بإهمالٍ وتعب على الأريكة، مُغلقًا عيناه براحة.
   كما و أنّ زين قد إستَطاع شمّ رائِحة خمرٍ و سجائِر تنبعثُ مِن الشّاب الصّغير و المُرهق، لكِنه إعتادَ على ذلِك.

هو قد إعتادَ على تأخُّر لوي بالعودة إلى منزِلُهما المُشترَك، و قَد إعتادَ على كذبِه و طريقَة تصرُّفاتِه. ففي كلّ ليلةٍ وأخرى، كان لُوي يبتكرُ في عقلِه سيناريوهات جديدَة عنهُ هو و هاري، في أماكِن و أوقاتٍ مخلتفه. قَد خَشِيَ زين أنّ الفتى بدأ يُصدّقها حقًا، لكِن من كان هو ليأخُذ سعادَة صديقه هكذا؟

من كان هو، ليُذكِّره بالحقيقة المُرّه التي كان لُوي يهربُ منها مِن الأساس؟

رُغم كونِه الفِعل الصّحيح، زين لن يجرُأ أبدًا على إخبار لُوي أن هاري كان مُتوفّيًا منذ سنتين.

   Fin.

sweet nothings ↛ one shots.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن