sweet nothings ↛ one shots.

٥/ جريـمةٌ مَـجرّيـة.

 

كَم هو جميلٌ أن تعيش، و أن يكون لكَ وُجود.

  تِلك جُملةً لم أتخيل نفسي أفكر أو أتفوَه بها طول حياتي البائِسة، ولكِن الأمور تتغيّر بإستمرار. الأقدار تتغيّر، مُغيرةً معها القُلوب والأذهان في كُل مرة.

  لكِن العُتمة دائمًا هُناك، تُراقِبك من الزاوية في إنتظار سقُوطك بها مُجددًا. مُتربصةً في أعمَق كيانك، تنتظرُ إشارة ضُعفٍ منك.

ولا يُمكنك الهُروب منها مهما حييت.

لكِن ما يغفلهُ البعض، هو تِلك النِّقاط الصغيرة المُتوهِّجة التي تُبقي العُتمة بعيدًا لأطول وقتٍ مُمكن. فنِطاق رُؤيتنا ضئيلٌ جدًا، وقليلٌ فقط يتمكَّن مِن التبصُّر بوجهةِ نظرٍ مُختلفة. 

   تِلك النِّقاط موجودةٌ بكل الأوقات، إلا أن عقلُنا يختارُ تجاهُلها ليُركِّز على العُتمة المُسبِّبة للمشاكِل، فالضُّوء لم ولَن يكون ذا أهميّةٍ كافية ليتمّ التفكُّر به و مُحاولة حلِّه؛ فهو ليسَ مُشكلة.

  بالرُّغم من ذلِك، أحيانًا نتمكَّن مِن التفوَّق على عُقولنا ذاتِها، و نِسيان الواقِع السلبيّ قليلًا.

  ذلِك ما جلبهُ لي شابٌ لا أستطيعُ العيش من دونه، شابٌ قد كان ولا يزالُ مصدَر ضوئِي الصَّغير.

  تزامُنًا مع ظُهور وجهِه في رأسي، أدرتُ عيناي ناحِية ذلِك الشّاب المُستلقي بجانِبي، و سُرعان ما تلاشَت تِلك العُتمة مرةً أخرى.

راقبتُ أشِعَّة البدر المُكتمِل تنعكِسُ في عيناه وتُعطيها الحياة، رُغم وُجود بعضٍ مِن خُصل شعرِه مُتعلِّقةً على حاجِبيه المعقودَان بتركيز، إلا أنّ البَدر لم يفشَل بإظهار أجمَل تفاصيل وجهُه من خلال عُتمة الليل؛ فغمَّازاتِه الظاهِرة بخفّة بسبب عُبوسه قد أسدَلت ظِلالًا خفيفه على خدَّيه، وذلِك عمَل كإطراءٍ ليس إلا لعِظام وجنتيه الحادَّة.

  كم هو نادِرٌ و جميل أن يكونَ لك وجودٌ بالفِعل.

"إلامَ تنظُر، لوي؟" غزَى صوتُه أذناي، و أغلقتُ عيناي مُهلةً إمتنانًا لتمكُّني من سماع لحنِ نبرتِه كما لو كانت أول مرةٍ أسمعهُ بها.

  أخذتُ نفسًا طويلًا وعاودتُ النظَر إليه مرةً أخرى، بإبتسامةٍ عفويّة مُتلبِّسةً شفتاي. "إليك." همستُ بثِقة، مُراقِبًا ملامِحهُ تتوتَّر شيئًا فشيئًا.

"أنت تُشتِّتُني، لن أستطيعَ القراءة بسلامٍ على هذا المِنوال.." همَس مُعيدًا عيناهُ للورقة بين يداه، خاطِفًا أنفاسِي زيادةً بعد.