دمهم بشارة نصر

1.5K 169 29
                                    

لا يذهب الشهداء إلى الجنّة
بل مازالوا هنا ينتظروننا
يختارون على طريقتهم رفاقهم اللذين يلحقونهم من قلوبهم على شكل
غيمةً ، او قمراّ ، أو ورده
ينظرون الينا كلّ يوم ، يراقبوننا و يبكوننا نحن الذين لم نزلْ في الدنيا الملذات والشهوات التي
حاولوا إطفاؤها بدمائهم...

"فيا لها من حسرةً لا تزول ولا تقاس بحسرات هذه الدنيا ، عندما نستفيق من نومنا العميق وزادنا فارغ وكنا ممن يظن أنه يحسن الصنع في حياته وانه الشهيد القادم ونكتشف أننا لسنا بشيء بل لم يحن الوقت الذي نكون فيه من المقربين
وان هنالك من سبقنا...


اللهم انك دعوت ونحن لبينا ، اللهم نحن اتون اليك بسم الله الرحمن الرحيم أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.

كانه حلم أن تستيقظ على خبر فقدان بطلين كانوا جند من جنود صاحب الزمان في ساحات المعارك
خسارة لا يمكن أن يعوضها شيء
وجرحٌ عميق لن يشفيه شيء الا الثار !

كنت نائمة ولم أكن أعلم بالخبر الا أن زوجي ايقظني وعيناه تجدح شراراً وروح الثورة قد بانت على محياه

سالته مالخبر فاجاب أن لديه خبر مهم وعلي أن اصغي بتمعن فقلت له أخبرني فامتنع قائلا اغتسلي أولا ثم توضئي وصلي ركعتين لله
وبعدها ساخبرك

مالذي حدث لااعلم فقط نفذت ماطلب مني
فيبدو أن هنالك خبر صاعق سيهزني !
اغتسلت ، توضئت وصليت
وحينما انتهيت رن هاتف زوجي وصوت أبي قد بأن من خلف السماعة وهو يعزي زوجي
بخبر استشهاد أحدهم ليقول الاخر

والله سنثأر والله سيدفعون ثمن دمهم ولن تضيع دمائهم هدرا فصبراً صبرا ...

قالها ثم بكى ؟
جسلت أمامه بقلق وبنبرة شبه مسموعة سالته
مالذي حدث ؟

: ان العدو اليوم قد كشر عن انيابه وقصف بهجوم جوي احد قادتنا المؤمنين استشهدوا قادتنا ياحبيبتي رحلوا وتركونا اليوم نتذرع مرارة فقدهم

: من الذي استشهد هل هو مرجعنا !

: لاسامح الله ...

: قائدنا ؟؟؟

: لا سامح الله لا

: إذاً من ؟؟؟

بنبرة باكية : أن من استشهد اليوم قد بكى عليهم صاحب الزمان ، لقد استشهد الحاجة أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني وعدد من الإخوة المؤمنين ، استشهدوا يا نرجسي مقطعين الاشلاء مغدورين ولم يبقى منهم الا قطع لحم متناثره ....

دمهم اليوم هو بشارة نصر

كانت قلوبنا مثل الجمر لاتعرف مالعمل وماهو التكليف ؟ الثورة ام الصبر ؟
تاهت ارواحنا فالبعض كان يصرخ بالثار والآخر بالصبر والطرف الثالث مازال يكذب الخبر !
انتظرنا خطبة المرجع الأعلى والذي وصفهم بالابطال ، الشهداء ووصف الأيام هذه بالصعبة ثم اوصى بضبط النفس
فضبطناها رغم الألم والفجيعة .

شيعنا ابطالنا
توافد الملايين لوداعهم
نساء ورجال ، شيوخ واطفال
الكل كان صامدا صابرا شاكرا
صلت عليهم ثلاثة مرجعيات كبار
وكان مستقر بعضهم في واد السلام والبعض الآخر قد عاد لدياره ليدفن هناك قرب احباءه

وداعا حاج جمال ، وداعا حاج سليماني
دمكم قد احيى الامه ووحد الصفوف
وداعا والملتقى قريبا أن شاء الله مع جيش المهدي وتحت لواءه...

نبضان مهدويان ♡~ " مكتمله "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن