12

141 11 11
                                    

كالكواكب الصغيرة كنت ادور بفلك كوكب اكبر و اكثر تعقيدا   ،و ابعد من ان يلتقطته تليسكوب فضولي  ،لقد كنت اقترب من اطباق دورة كاملة حوله عندما اصابني شهب  ناري  كبير يدعى زين ، فتت جسمي الحجري بالفضاء الى اجزاء لايمكن حصرها و اخرجني  عن دورتي الحثيثة و عملي الاولي .. هذا كان لسان حالي الذي يمكن اختصاره بقصة ابتدئت من السطح و انتهت بالمحور  من مكان مجهول و ضعني فيه خوفي ..

لقد كان شعورذلك كالاصطدام بحائط شفاف و قوي جعلني ارى بشكل افضل كيف يمكن للحياة ان تصبح سوداوية على نحو وضيع !

لكنه لم يقف حائلا امام مواجهة ادراك بالغ الاهمية ، و هو اني  تماديت ب اختراق العالم هنا حتى ابتعدت عن جذوري و ثقبت الفقاعة التي احطت نفسي بها فيما مضى ..
ايقنت الان و بعد ان فسر حديث السيدة الكسندر الكثير من الامور  و صنع واقعية  اكبر للصورة التي اخطأت برسمها ، ان لفظ " خاضع" او "حدة التعامل" او "السوط" الذين قرأتهم  بدفتر يومياته انهم لن يشكلوا نوعا من "الغير مألوف  "او محل تسائل بعد الان..
و احسست بأن هنالك كائنا بصدري ينتفض ، يختنق ، يبكي  و يرفس حوائط  الواقع التي تحاصره بشكل بأس دون طائل !
كنت من الخارج كيان صامت  و من الداخل فوضى كبيرة  و لم اكن حقا افكر بجمال "السيدة ميغزي" قطة كيث التي  امسد ظهرها و امرر اصابعي بروية خلال فرائها البني المكتنز ..
كانت العاصفة قد هدأت و تعبق زجاج نوافذ الصالة ببخار ضبابي عكسه دفئها على اسطح الزجاج البارد   ،كانت بي رغبة ﻷن ابحث اليوم عن المشاكل او اتسلل لمكتبه مجددا ﻷكمل القرأة من الصفحة التي توقفت عندها اخر مرة ؛ لكن تحذير السيدة الكسندر جمد رغبتي كالندى الذي جمد سطح اوراق شجرة اللبلاب القريبة من منزل دودج .. و اعادني عشرات الخطوات الى الوراء ..
خدشت السيدة ميغزي بمخالبها سترتي الصوفية  لوقت طويل و تسببت بنفش خيوط حافتها لكنها اصيبت بتعب مفاجئ  فدثرت اطرافها تحتها و انزلت رأسها لمستوى قوائمها على ساقي و اغمضت عيناها ببطئ و كسل و هي تستمر بفرش عضلات جسدها الممتلئ فوق ساقاي بأسترخاء و تجعلني احضى بأحساس جسدها الدافئ و قلبها النابض اللذين يمنحاني القليل من القشعريرة و الكثير من شعور غامر لطيف يشبه الرغبة بأبقائها بمكانها للابد ..

_لابد انه امر مثير !

همس بوجه ذلك الهدوء ، صوت يافع  نقي  ذو لكنة انكليزية عميقة  لم اعهدها من قبل، وداهمتني برودة مفاجئة عندما  قفزت القطة من على ساقاي الى الارض مبتعدتا باللحظة التي جفلت استدرت لمصدر الصوت؛ أستقرت عيناي على شاب طويل حليق الرأس ببدلة صحراوية ،و شارات تعتلي صدره  ،و رتبة مناطة على اكتافه ،  لقد امتلك بشرة بلون خمري عذب علمت منحيات وجهه المنحوتة بشكل ممتاز و ذقن مصقول خفيف اللحية ، كانت عظام وجنتيه البارزتين قد اخفيتا خلفهما مقلتين واسعتين بعينان ذهبيتين فذتين ..
اما اكتافه العريضة فقد اضافت مزيدا من الهيبة و النفوذ على مظهره و خدمت مقومات التأثير لحضوره !

وَهمْ | Illusion®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن