02.

644 58 31
                                    

جعلت رداءها القرمزي يستر جسدها، بينما أخفت نصف محياها تحت قناع أسود لونه، بينما النصف الآخر ترك مكشوفا للعامة، و تخلل قرط ذهبي الجانب السفلي من شفتها، كما وضع طوق على عنقها، تتدلى منه قلادة على شكل حرف إغريقي لم تستطع التعرف عليه، لكن أمارسيا،الساحرة عينها التي أتت بها إلى هذا المكان، "الجنة" كما تقول هيوجي، قد أخبرتها أن القلادة تلك تدل على كونها من أتباع هاديس، و لن يستطيع أحد أن يؤذيها، لا حتى الآلهة الأخرى.


تأملت انعكاسها في المرآة لتبتسم بفخر، فمجرد فكرة كونها أمة لهاديس تجعلها تحلق في السماء بأفكارها و هي تشكره في باطن قلبها على التفاتته لها و رضاه بها. طرق باب غرفتها ليفتح و تظهر من وراءه أمارسيا بابتسامتها الدافئة، أو بالأحرى الدافئة في نظر الفتاة، فابتسامة العجوز أقل ما قد توصف به في الواقع هو المخيفة و المرعبة.

- هيوجي، ستبدأ المراسيم قريبا، لذا قد أرسلني لك هاديس لأشرح لك ما سيحدث.

أومأت هيوجي بخفة لتتخذ من سريرها مجلسا بينما أمارسيا بجانبها تمسك بيدها لتتحدث.

- أولا، عليك القيام بأي شيء سيطلبه منك، و لا ترفضي له طلبا، مهما كان مجنونا، فليس لأحد المقدرة على تهدئة هاديس حين يغضب. و شيء آخر، لا تثقي بأحد هنا، فالكل يسعى وراء الحصول على رضا هاديس، و سيعمل الكل على ذلك و لو كلفهم سلوك طرق ملتوية و أذية الغير.

- ماذا عنك ؟ سألت هيوجي بثقة لتقهقه أمارسيا بخفة ثم تقول.

- أنا ... أنا شيء مختلف عزيزتي. ستفهمين كل شيء مستقبلا.

أومأت لها هيوجي بخفة لتنهض أمارسيا و تتحرك باتجاه الباب فتفتحه لتخرج، لكن قبل ذلك، استدارت نحو هيوجي لتقول.

- لقد مر دهر منذ آخر مرة أقام فيها هاديس مراسيم لأحدهم، لذا، أرجو أن تقدري كرمه عليك و تظهري ولائك الخالص له، اعتقادا بقلبك، و عملا بجوارحك.

فور خروج أمارسيا، تنهدت هيوجي بشدة لتتحرك نحو خزانتها التي ملأت بالملابس الداكنة اللون، ثم أخرجت دفترها الذي جلبته معها من المنزل لتفتحه و تقلب الصفحات إلى أن وصلت لصفحة عذراء لتشوه نقاءها بالحبر الذي خطت به كلماتها هذه.

"منذ أن وصلت و الجميع يردد هذه الكلمات،
إحذري، فهذه حرب قد أعلنتها،
و أعدائك يلعبون بمكر،
فالعبي أنت أيضا بتحايل.
لا تثقي بأحد، فكل واحد هنا خلفه خنجر،
و هو مستعد لغرسه فيك،
في أي لحظة."

ثم أعادت كراستها لمكانها لتخطو خارج غرفتها و من ثم إلى غرفة بالقبو حيث وجدت أمارسيا هناك، و هي تمتم ببعض التعويذات و تقلب بكتاب قديم في يديها لتقول دون أن تستدير نحوها.

Hades حيث تعيش القصص. اكتشف الآن