كانت الحمراء الملتهبة في السماء قد لملمت خيوطها الذهبية حين فارقت هيوجي أحضان النوم، اختارت رداء ثوبه أزرق اللون ملكي المظهر ليستر جسدها ثم توجهت للحديقة بالأسفل. شد انتباها الثماثيل التي نصبت في أرجاء المكان، لتقترب منها متفحصة إياها بدقة و اهتمام، تمرر أناملها على تفاصيل و زاوية كل صنم وقعت عليه عينيها، بينما تقرأ اسم كل إله نحت له التمثال ذاك. لفت انتباهها كتابة فرعونية أمام إربع تماثيل، لتصدم من نفسها تقرأ ما كتب بسهولة و كأنها نشأت تقرأ الأحرف الغريبة أمامها.
- أوزيرس، إيزيس و هوريس. تمتمت الأسماء الثلاث و التي تراقصت على مسامعها بألفة و اعتياد، لتتذكر أنها قد رأت شيئا عن المدعو أوزيرس في المكتبة التي لطالما نهرتها أمها إن وجدتها تحوم ناحيتها. أشاحت ببصرها نحو التمثال الرابع، و الذي كان جسما دون رأس يزينه. غريب، من هذا ؟ أو ... هذه ؟! أردفت حين لاحظت البنية الأنثوية للتمثال.
خطت الفتاة مبتعد عن التماثيل الأربع، مقررة سؤال أمارسيا عنهم فيما بعد، ليسرق بصرَها خاتم تزينه خنفساء ذهبية. مدت الفتاة يدها نحو الخاتم مجتذبة إياه، ثم ارتدته ليجتاح رأسَها صداع حاد، شدت بيديها على هذا الأخير لعل ألمها يخف، لكنها محازلات باءت بالفشل. و لحين حظها، شاءت الآلهة أن تمر أمارسيا بجانبها حينها، لتهرع نحو الفتاة فور لمحها لانهيارها أرضا.
- هيوجي، هيوجي، ماذا دهاكِ ؟
لم تكن هيوجي واعية مدركة لما تقول أمارسيا، هي لم تكن تعِ حتى أن العجوز تحادثها، فسراب أحداث شكله عقلها بدأ يتراءى أمام ناظرها.
" كانت تشهد ميلاد طفلة صغيرة، وضعت بمهد ذهبي، يتوسط تمثالين عظيمين. ابتسامة زينت ثغر امرأة لها من الجمال آية، و رجل بجانبها تكاد الفرحة تشق محياه. كلاهما ينظر للفتاة إلى أن قاطعهما دخول فتى متحمس حولا أنظارهما ناحيته.
- أبي، ما اسمها ؟ صاح الفتى.
- هوريس معه حق. ماذا أسميتها، أوزيرس ؟
كان ذاك سؤال المرأة لزوجها الذي تنحنح قائلا.
- هيوجي، سأسميها هيوجي. هي ستكون عظيمة، ستكون ذات شأن، و سأفخر بها أمام جميع الآلهة. "
صرخة أخرى صدحت من ثغر الفتاة لتفتح عينيها تارة أخرى فيقابلها ديكور غرفتها، و تلمه بطرف عينها أمارسيا جاثية جنبها، خاتم الخنفساء بين يديها.
- هيوجي، هل أنت بخير ؟ سألت أمارسيا لتهز الأخرى رأسها نافية و تقول.
- كلا، لقد رأيت شيئا. شهدت مولد طفلة ...
- مو-مولد طفلة ؟! من هي، ما كان اسمها ؟ ألحت العجوز بالسؤال لتجيب الفتاة.
- هيوجي، اسمها هيوجي. أبوها أوزيرس، والدتها إيزيس، و أخوها هوريس. قيل أنها ستصنع مجدا، و سيفخر بها أمام جميع الآلهة ...
تغيرت ملامح أمارسيا من قلقة إلى أكثر قلقا و تجهم وجهها، لتنهض من مكانها ملتفتة نحو الفتاة قبل أن تخرج.
- هيوجي، لا ترتدي هذا الخاتم مرة أخرى. و ارتاحي الآن، لدي ما أقوم به.
اتجهت أمارسيا نحو الغرفة بأسفل المسكن، قاصدة ابنها.
- سيهون، سيهون.
فتح الباب لتدخل هي بسرعة و تقول مشهرة خاتم الخنفساء أمامه.
- ما الذي يفعله خاتم أوزيرس هنا بحق الجحيم ؟!
أخذ الخاتم منها متفحصا إياه ليقول.
- من أين أتيت به ؟
- هيوجي. لقد وجدتها مرتدية إياه، و قد كانت تصرخ بشدة لتهوي بين يدي فاقدة الوعي. لم تستيقظ إلا حينما نزعت الخاتم عنها، و قد أخبرتني أنها رأت مولد طفلة ... و لم تكن أي طفلة، هاديس، لقد كان مولدها هي !
همهم لها ذو الشعر الأسود بخفة ليردف.
- لم تقل شيئا آخر ؟
- قالت أن هذه الطفلة ستصنع مجدا، و ستفخر بها عائلتها أمام سائر الآلهة. صمتت أمارسيا لتتمم. إنها خطر عليك هاديس، إن حدث ذلك فعلا، سنصبح في طي النسيان. هاديس تخلص منها، اقتلها !
قهقه الآخر بخفة ليرتمي على أريكته الجلدية و يقول.
- لقد أخبرتني يوما ألا أقتل العدو، بل أجعل منه شخصا قويا يخدمني. هذا بالضبط ما أنوي فعله مع هيوجي. سأبقيها بجانبي و أنشئها كما أريد، فلا تعرف وليا لها غيري، أنا هاديس.
مرحبا 💕،
بارت صغير كاستراحة بسيطة لكم، أتمنى يكون بالمستوى.
الحين ظهر كون هيوجي ابنة لآلهة فرعونية، و وجودها عند هاديس ما كان عبث. شو بتتوقعوا بيصير ؟
و فقط،
أحبكم جميعا 💜
أنت تقرأ
Hades
Fanfictionحينما تدنس روحك بالخطايا و حين تصير عشيرا للسحرة و خليلا للشياطين فرحب بنفسك في مملكة هاديس ... إله الجحيم Hades ... God Of the Underworld الرواية تزاوج لمعتقدات الحضارتين الإغريقية و الفرعونية، مع لمستي الخاصة. Started 280117 Finished ... *slow up...