هارون......
دخلت الغرفة...فتحت النور...ووقفت في مكاني أتاملها....مسحتها من شرقها لغربها..حتى السقف ...ما سبت قطعة غير وحسست عليها بنظري...باين إن أمي وأخواتي أخفو كل معالم الماضي...الماضي إلي غيبني عن حياتي...لأكثر من سنتين...لكن خلاص الماضي إندثر ..إختفى...قدرت المجهولة في ساعات على إلي ما قدر عليه اقرب المقربين لي في أكثر من سنتين ...
نستني الماضي المؤلم..نستني جرحي..طلعتني من غفلتي..من فسقي..لكنها دخلتني في دوامة ثانية..في دوامة خوفي عليها...صارت محتلة كل تفكيري...من هذاك اليوم وهي مستوطنة عقلي...معقولة إني تعلقت بها!!
هل يعقل إني أتعلق بإنسانة ما أعرف عنها ولا شي!!كل إلي أعرفه منها ظل جسمها الصغير وريحتها إلي أشمها كما لو كانت قدامي!!
وليه لا!!...ليه ما اعشقها وهي ملاكي المنقذ!!...كيف ما اعشقها وروحها الطاهرة أنقذتني من إثمي!!...كيف ما اعشقها وهي المنقذ الوحيد إلي أنتشلني من حزني ومن آلامي!!
آآآآآآآه ... كيف أوصلها !!...كيف الطريق لها !!...مين يدلني عليك يا ملاكي الطاهر!!..
طفيت النور ورحت ارتميت على سريري ...حاولت أنام لكن ما في فايدة...بدون قصد مني أفكاري تتجه نحوها....
عدلت نفسي وحطيت يدي تحت راسي ..وسرحت بخيالي..لقيت نفسي عندها ..بجنبها...ريحتها مالية المكان...غمضت عيوني وأستنشقت بقوة..شايفها قدامي..صح ماني شايف غير ظلها..لكن مايهمني..ظلها يكفيني..ريحتها تغنيني..ملمسها يدفيني..نعومتها تحيني..
وتخيلت نفسي في أحضانها ..واستنشق أكبر قدر من شذاها ...أنقطع الإحساس بكل شيء..ما صرت أحس غير نعومتها...
تجسدت قدامي..حتى إني تخيلت إني لو فتحت عيوني راح اشوفها ..صدقت نفسي..وبدأت أفتح عيوني ببطئ على أمل اشوفها قامي..
:ههههههههههههههههههههههه
كأني هويت من سابع سما لسابع أرض ..كسر مزاجي الله يكسر راس عدوه ...
دفيته من قدام وجهي وقمت أعتدلت على السرير وقتله وأنا اغلي من زعلي: وجع !!..إيش تبغى ..إنت ووجهك العكر ذا !!
قلي: ههههههههههههه ...سلامتك..بس دقيت عليك الباب مافتحت ...ولما فتحت عليك الغرفة لقيتك نايم ..جيت بطلع إلا واسمعك تتنشق (وسوى نفسه إنه يتنشق مثلي)..ههههههههههههه..قربت منك شفتك مقفل عيونك بشكل غريب....هههههههههه بس..
قلدت ضحكته بتريقه: ههههههههههه بس....تقوم تلصق بالشكل ذا !!..
ضحك: ههههههههههههه إكيد تمنيت تشوف خلقة أحسن من خلقتي ...(وغمض لي) صح؟
جابها على الجرح...قتله بحزن: يا ريتني أعرف ملامحها ..او حتى إسمها ..كل إلي أملكه ..ظل..خيال في خيال ...وبس!!
قلي بإستغراب: معقولة تكون حبيتها يا هارون؟؟
قتله: وليه ما أحبها...صدقني لو أملك شي أعظم من حبي لها منحتها هو من دون تفكير...
قلي: إنت تربط نفسك بخيال...كيف تحب إنسانة مجهولة!!...كيف تتعلق بأوهام !!
قتله بعتب: مهي أوهام يارحيم...هذه واقع...واقع جميل..أجمل شي مر بحياتي..لو أوهام..ما كنت شفتني قدامك هارون..اخوك..هارون إلي تعرفوه ..أنا من قبل شهر تقريبا ..ماكنت إنسان...كنت أي شي..وحش ..شبح..إلي تبغاه..لكن ماكنت إنسان...لغاية ماظهرت في حياتي رجعت لي إنسانيتي..رجعت لي هارون إلي أعرفه ..هارون إلي كلكم تعرفوه...وتقلي أوهام!!
قلي: لكن يا هارون حتى إسمها ما تعرفه!!
قتله : عارف يا رحيم...وعارف إني حتى ما املك أي يخيط يوصلني لها ...كل إلي املكه آمل وأحلام ...بقدرت الله تتحقق...ولو ظليت عمري كله مستنيها ..ماراح اتخلى عن أملي ..وحلمي معاها..
سكت ...وجلس يتأمل فيها..كاني كائن أسطوري قدامه!!
ضحكت من شكله كيف يطل عليا : هههههههههه..إيش فيك!!..كأنك شايف مخلق غريب قدامك!!
قلي :كأني!!..انا فعلا شايف مخلوق غريب..
ضحكت بتريقة: ههههههههههه..يلا الحين بلا مطرود...ابغى انام بكرة ورايا قومة من الصبح..
قلي وهو يقوم من على السرير: خير إيش راك؟؟
قتله :إن شاء الله برجع أمارس وظيفتي...وقدامي مشوار طويل..واوراق وإجرائات
إلتفت لي وقلي والفرح كان باين على صوته: تتكلم جد!!
قتله بنبرة جادة: أكيد جد
قلي بفرح وحماس: الف الف مبروك...بالصراحة ..الله يوفقك يارب
وسكت ورجع أبتسم بقوة وقلي:الله يخليها ويبارك لها في حياتها
قتله بإستغراب: مين ذي؟؟
قلي: حبيبتك!!
بكلمته حسيت بمشاعر غريبة..حسيت إنها قريبة مني ..كأننا نتكلم عن إنسانة معلومة..ارتعشت كل شعرة فيا ..وبان عليا..
حتى رحيم صفر بصوت عالي وقال : لاااااا حالتك ميؤس منها...شكلك غرقااان ههههههههههه
وسكت شوية وقلي بنبرة جادة: الله يسعدك يا هارون..ويكتب لك كل خير ..ويجمعك فيها ..ياارب العالمين
أمنت بصدق وبحرارة: آآآمين
طريقتي خلت رحيم يضحك مني.....وقلي : تصبح على خير
قتله : وإنت من أهله
وقف عن باب الغرفة وقال: مع إني متأكد إن الصباح بيطلع عليك وانت صاحي وتفكر وهيمان ههههههههههه
رميته بالمخدة إلي كانت بجنبي...لكن ما جات فيه..طلع بسرعة...
وعكس ما قال رحيم..رحت في نوم عميق..
السبب الأول..لأني كنت فرحان ..لان رحيم حالته تغيرت ..مع إني متأكد انه ما راح ينسى تماضر أبدا..وانه في قلبه حزن دفين عليها...بس على الأقل رضي بالامر الواقع وسلم بقضاء الله تعالى....
والسبب الثاني..إني مرتاح نفسيا وانا بين أهلي ..وما راح انام زي كل ليلة لوحدي..
والسبب الثالث.......إنها معايا..على الأقل في افكاري...طيفها بس ...يحسسني بالأمان....................................
أنت تقرأ