الجزء السادس...............هارون ......
رجعت تأملت الرسالة بذهول وكان مكتوب فيها ...
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
دكتور حسان .... أثناء قرأتك لهذه الرسالة أكون أنا رجعت للأردن ...
ولكي أخلص ذمتي أمام الله .. أرجعت لكم المبلغ الذي اعطيتموني هو
لاني بعد تفكير عميق ... أيقنت أن صحتي لا تقدر بثمن ...
أرجو المعذرة منكم ....... وقلبي مع المريضة ....
تقديري وأحترامي ...
ياسر ...عصرت الورقة بيدي بقهر .... حاسس إن الدنيا سودت في عيني فجأء ...
ورجعت جملة صبا تضرب في راسي من جديد " أحس الموت مو بعيد عني "
صرخت بعصبية : الحقير .... الحين فكر !!.... قبل العملية بيوم !!!
الدكتور حسان : اليوم الصبح دخلت الممرضة عشان تاخذ fital singes لقت الغرفة فاضية .. وهذا الظرف على سريره !!!
سألته بقهر ويأس : والحين إيش العمل !!!!!
الدكتور حسان بحيرة اكبر : ما أعرف إيش أقلك يا هارون ..... صبا المفروض تسوي العملية في أسرع وقت ممكن .... وأي تأخير ... فيه خطر على حياتها !!!
انهرت على الكنب بتعب ... ليه يارب !!! ... يارب إنت عالم بحالها !!! ... وحالي وحال اهلها !!! .. إيش أقول لأبوها !!!! .... أيش اقول لأهلها !!! ... يارب أرحمنا يا أرحم الرحمن !!!!
ضميت يدي لبعض وسندت راسي عليهم بيأس وسألته : وأهلها .. إيش راح أقلهم الحين !!!!
الدكتور حسان بقلة حيلة : ما لنا إلا إنا نرجع على غسيل الكلية .... وهي تحت رحمة الله ....
قمت من مكاني منهك القوى ...
قلت للدكتور حسان بصوت ما فيه من معالم الحياة شي : وصل الخبر لأهل صبا بطريقتك ... أنا ما أبغى أتكلم مع أحد .... وتركته وطلعت .. قبل ما اسمع رده ...في الطريق وانا خارج من المستشفى جاني صوت صالح : هارون !! ... هارون ..
ما قدرت أكلمه ولا حتى أواجهه .. ما عندي أي ذرة قوة للمواجهة ..
رميت جسمي على كرسي السيارة بإرهاق ... المصيبة أكبر مني .... مو قادر افكر في شي .. إلا إن صبا راح تروح من يدي .. ضربت طارة السيارة بقهر .. وانا ادعي على ولد الحرام إلي انسحب على آخر لحظة ... منحنا الأمل ... ولما قربنا نلمس الحلم بيدنا .. سحبه منا بكل حقارة ولؤم وشرد!!!!!
رفعت راسي للسما بترجي .. يارب .. إرحمنا برحمتك الواسعة يارب .. يارب أرحمها ... وأرحم حالها يارب ... يارب أمتك صبا ببابك .. مسكينتك صبا ببابك .. فقيرتك ببابك .. ذليلتك ببابك ... يارب فرج همها .. وأشفي سقمها ... ياكريم يا عظيم ...شغلت السيارة .. وانا حاسس إن الضعف والوهن متمكن من كل ذرة في جسمي ... ومسكت طريق البيت ... أبغى انعزل مع نفسي .. ابغى افكر في الموضوع ... وانا في وسط زحمة أفكاري ويأسي .... مر طيف وجه بخيالي .. خلا كل اليأس داخلي تحول لطاقة أمل ...
ودقيت بسرعة على دكتور حسان وقتله : دكتور !! .... وقف لا تكلمهم ... حصلت متبرع !!
الدكتور حسان بسرعة : فينه !!!
جاوبته : امممم ... انا مو متأكد من الموضوع .. برجع أسأله .. وبعدين .. برد لك خبر !!
قفلت منه ومسكت طريق الأمل ....
........................
شفتها جالسة على مكتبها ورى الكمبيوتر
قتلها برجاء : غزل ... !!
رفعت راسها بإستغراب: هلا دكتور هارون !!!
سألتها مباشرة : لسى تبغين تتبرعين لصبا !!!
رفعت حواجبها بإستغراب وبعدين نزلت راسها كأنها تفكر في شي
بعدين سألت : كيف !!! .... خير إيش حصل !!!!
جلست على الكنبة بتعب وقتلها : المتبرع .... شرد !!!
جلست قبالي بذهول وقالت : إيش !!! ... كيف يعني شرد .. هو لعب أطفال !!!!
جاوبتها بقلة حيلة : هذا إلي حصل .... جاوبيني ... لسى بتتبرعين !!!
نزلت راسها وقالت : امممممم ما اعرف إيش اقولك .... !!
قتلها برجاء : قولي إنك موافقة !!! ...
رجعت جلست ورى مكتبها وقالتلي بعد تفكير : هو العرض ما زال قائم ... بس كمان الشرط ما زال قائم !!!
التفت لها بكل جسمي وقتلها : يا بنت الناس أنا أحب زوجتي ... ولا افكر في احد غيرها .. ولا راح أفكر .... !! ....
جاوبتني : يعني !!! ...
قتلها : انا مستعد أحقق لك أي طلب .. غير هالطلب !!!
ببرود : وانا ما عندي غير هالطلب !!!!
زفرت بقوة وعصبية وقلت بغضب : استغفر الله العظيم .... غزل فكري كطبيبة ... كإنسانة !!! ... حياة مريضة تحت يدك ؟! ... فين راح تهربين من ضميرك !!!
جاوبتني ببرود : ما اعتقد إن تبرعي لزوجتك فرض او واجب .. ولو ما سويته راح اتعاقب !! .... او راح ارتكب إثم !!!!
قتلها : مو منطقي الكلام إلي جالسة تقوليه .... فين عقلك !!!
جاوبتني : إنت عقلي ... إنت كل شي يا هارون !!!
قتلها بتحذير : غزل ..... لا تسمحي لشيطانك ينفخ براسك !!!
حطت عينها بعيني مباشرة وقالت: شوف يا هارون ... أنا عارفة إنك مستغرب .. ومصدوم من إلي جالسة أسويه.... هذا لأنك ما تحس بألي أحسه .... قالوها زمان ... الحب جنون .. ومن الحب ما قتل !! ..... وانا ما ابغى حبك يقتلني .. بالعكس ابغى احيى بهالحب ... وهذا إلي أنا جالسة اسويه ببساطة !! ... ولو اقدر أسوي أكثر من كذا .... ما راح أتردد ....
وتركت مكانها وراحت جلست قبالي مرة ثانية وقالت بحب : يعني لو تبغى عيوني .... ما راح أتردد ... راح أخلعهم لك وبقدمهم على طبق من ذهب !! ....
جلست أتأملها بحيرة و بذهول ... مو قادر استوعد إلي قالته ... ولا قادر انفذه ... بس صبا !! ..... يا الله إيش العمل !!
سألتني : ها إيش قلت !!
قتلها : غزل يا بنت الناس .. جالسه تدمري حياتك بيدك !!! .... إنتي دكتورة وناجة .. والف من يتمناكي .. ليه تحكمي على نفسك إنك تدخلي تجربة محكوم عليها بالفشل !!!!
سألتني : ومن يدري !! .... تجارب كثيرة يكون محكوم عليها مسبقا بالفشل .. بس تتحول في النهاية لتجارب ناجحة !!! ....
جاوبتها بإصرار : أأكد لك يا غزل إن هالشي ما راح يحصل !!!!
جاوبتني بثقة : حنشوف !!
قتلها بخيبة أمل : للأسف توقعتك ذكية ... لكن إكتشفت اليوم إنك غبية !!!! ...
قالتلي : يمكن يكون غباء .... ما يهمني هو إيش بالزبط .. لأن تفكيري يوقف .. لما اكون معاك .... قوة التفكير عندي تصير صفر !!! ...
جاوبتها بملل : غزل الحوار طال بيننها ... !!
جاوبتني : معاك .. الحوار طال ... وأي تأخير في الموضوع فيه خطر على حياة زوجتك !!!
بيأس قتلها : موافق على طلبك يا غزل .... بس من البداية يا بنت الناس أنا صريح معاك ... وقتلك كل شي عشان لا تقولين ظلمني !!!
جاوبتني بإبتسامة واسعة : أنا أثق في قراراتي ...
حركت راسي بأسف ... ما بيدي حيلة .... ما في وقت للإننا ندور على متبرع ثاني..
تذكرت شي فقتلها : بس بيكون الزواج في السر !!! ... اهلك وانا وبس !!!!
قالتلي بعد لحظة صمت : امممممم أبويا لازم يشوف أحد من أهلك ... ولا ما راح يرضى !!!
بعد تفكير عميق .. ما حصلت قدامي غير رحيم .....
قتلها : خلاص بكلم أخويا رحيم ... وبــــــــس !!!!
جاوبتني بإبتسامة باردة : اوكي تمااااام ... و أنا واثقة من أنه بكرة بيكون قدام كل الناس ..
ما رديت عليها .. كل إلي سويته إني رميتها بنظرة شفقة
سألتني : اوكي أجل ...
قتلها :راح أكلم دكتور حسان عشان أأكد عليه !!!
جاني صوتها : لحظة ... ما حيحصل أي شي ... غير لما يتم الزواج !!!
جاوبتها بإنكار : غزل .. صبا بكرة او بعده لازم تسوي عمليتها بالكثير !!!
جاوبتني : انا مهدت الموضوع لأبويا ... وكلمته عنك .... حتى إنه قد جا وسأل عنك !!!
قتلها بإستغراب : ما ني فاهم شي !!! ... على أي اساس كلمتي أبوكي !!!
غزل : فاكر يوم جيتك المكتب .. وعرضت عليك إني اكون المتبرعة .. طبعا يومها ما كنت اعرف إنه كان في متبرع غيري .. فكنت واثقة من موافقتك .. وعلى هالاساس كلمت أبويا عنك .. !!
قتلها بشفقة : ثقتك هذه راح تضيعك .... لازم تخافي على نفسك من نفسك يا غزل !!
جاوبتني : هارون !! ... إيش جالس تقول ... انا ثقتي بمحلها .. وشوف كل شي تم زي ما ابغى !!
قتلها : حاس إني داخل صفقة حقيرة ... بس للأسف في حال تنازلت عن هالصفقة ... صبا راح تضيع ....
وبعدين قتلها بقرف : خلصيني يا غزل .... وخلي كل شي يتم بسرعة ... الدكتور حسان بالإنتظار !!
جاوبتني بإبتسامتها الباردة : كل شي بيدك الحين .... بكرة حياك الله عندنا ...
وبعدها ... انا وما أملك بين يدك .....
بعد ما طلعت من عندها كلمت رحيم ....
طلبت إني أقابله برى البيت ... يا الله ... ما أدري كيف راح افهمه بالموضوع ؟؟؟
.................................
أنت تقرأ