الجزء الثالث ...............صبا ........................
فتحت عيوني بكسل ..... حاسة بكل عظمة في جسمي تألمني ... أنا فين ... وإيش الي جابني هنا .... وليه كلهم حولي ؟؟
رفعت راسي بتعب شفت ابويا وعيونه كلها دموع وهو لامني له بقوة ..
سألت بصوت تعبان : يبا .. أيش حصلي !!
جاني صوت عمتي مريم : أجر وعافية يا صبا ... أجر وعافية يما !!!
سألت بحيرة : إيش حصل !!!
صالح إلي قرب مني وباسني على راسي : حبيبتي إنتي طحتي علينا ... ونقلناك هنا وسوينالك نقل دم !!!
طليت عليهم بإنكار .. كل هذا وانا مو حاسة !!!
كأن وداد سمعت سؤالي .. قربت مني وتأملتني بعيونها إلي كلها لهفة وحنان وخوف وقالتلي : كنتي في غيبوبة ... لان نسبة السموم ارتفعت في جسمك .. والحمد لله انتي الحين رجعتي لنا بالسلامة !!
حسيت براحة إن كلهم حولي ... كنت أتأملهم واحد واحد بحب ... لغاية ما جات عيوني عليه .... حسيت بآلامي زادت .... إيش إلي جابه .... قفلتها بتعب ونفور .. ما ابغى اشوفه ... ولا أسمع صوته ... بغيت أقول لهم يطلعوه برى ... لكن شجاعتي خانتني إني اطلب طلب زي كذا ....
: الحمد لله على سلامتك يا صبا !!
حسيت إن تخلجات وجهي زادت أكثر .. صوته يأذيني ... وجوده يتعبني !! ... يارب متى يطلع من حياتي ... متى !!
تجاهلت سؤاله ... ولفيت راسي للجهة الثانية ...
كنت اسمع كلامه مع اخواني .. وانا حاسة بقرف من تواجده معايا في نفس الغرفة........
بعد ما طلعوا كلهم .... جلس ابويا معايا .... كان يطلع على عيوني مباشرة .. وعيونه كانت تلمع .... حسيت إنه جالس يبكي بس من دون ما يحسسني !!
مسكت يده بترجي وكانت باردة زي التلج ...
قتله بتعب : يبا ... إشبك !!
جاني صوته المخنوق : أنا بخير يا صبا طول ما انتي بخير !!!
جاوبته وانا امسك يده بحنان : أنا بخير بوجودك يا غالي !!
ورجع الصمت ... مع التعب .. كانت تغفى عيوني غصب عني .. لغاية ما جاني صوت أبويا : صبا إنتي كارهه هارون !!
طالعته بسرعة .. ما توقعت إنه راح يسألني هالسؤال ..
سألته بتوتر : ليه يبا تقول كذا !!!
أبوي : لما سلم عليكي اليوم !! ... حسيت إن بينكم شي .. صبا هارون سوالك شي !!
قتله بسرعة : لا يبى .. قتلك .. ما عمره مسني بكلمه ... بس انا كارهه العيشة معاه ... كارهه العيشة مع أي أحد,... كاره اني اكون بعيد عنك يبا .. يبا انى ابغى ارجع لحضنك !! ... ما في احد احن عليا منك !! .... هذا إلي ابغاه يبا !!
جاوبني وهو يمسح على راسي : وما حغصبك عليه ... واليوم راح اتكلم مع صالح وأخوانك .... أوعدك يا صبا إنك ما حتعيشين معاه مجبورة وانا راسي يشم الهوا ....
مسكت يده وبستهم وغرقتهم بدموعي وقتله : الله لا يحرمني منك يبا !!
باسني على راسي وقال : الله يحفظك ليا يا صبا .. ولا يفجعني فيك .. يارب ..
وبعدين طلع من الغرفة ...وداد .........
كنت طول الوقت واقفة اراقب المشهد إلي بين عمي وصبا ... وبعدين
راقبت عمي وهو يطلع من الغرفة ... كان باين الحزن في ملامحه .. لكن ما يقدر يعترض على قرار صبا .. عمي وصبا في أحسن حالاتها ما يرفض لها طلب ... الحين وهي على فراش المرض راح يرفض طلبها !!!
قربت منها وقتلها بعتب : ليه كذا يا صبا !!!
مسكت يدي بقوة وقالتلي بصوت تعبان : إفهميني يا وداد ... ولازم تفهميني ... لانك لو ما فهمتيني انتي ... ما حد راح يفهمني ...أنا بشوف الموت كل يوم بعيوني .... وما اعتقد إن بقالي شي في هالدنيا ..
قاطعتها بخوف : بعيد الشر عن قلبك !!
رجعت شدت عليا وقالت : الموت مامنه مفر ... إسمعيني الله يخليك !! ... لو ربنا كتب لي إني أعيش ... أبغى انهي كل السالفة .. خلي هارون يروح لحاله .. حسابه عند ربنا ... هو المنتقم الجبار ... أما لو ربي كاتب لي الموت .. فأبغى اموت وانا مرتاحة ... ما ابغى تكون لي علاقة بهارون ... لا وانا حية ولا وانا ميتة ...
فهمتيني يا وداد !!
قربت منها أكثر وسالتها : لهذه الدرجة كارهته !!
حطت راسها على السرير بتعب .. وشدت على شفتها التحتانية بالم وهي تشد على جنبها وقالت : يمكن الشخص الوحيد إلي علمني كيف اكره هو هارون ... إذا مشاعر البغض والنفور إلي بحس فيها إتجاهه هي كره فأنا أكرهه ...
بعدين سكتت شوية وتنفست بعمق وكملت بتعب : بس تدرين !! .... أنا اكره الذل الي شفته على يده .. أكره الظلم الي ظلمني هو .... ولو عشت فوق عمري عمر ما حقدر اسامحه ... ولا اصفح ... مو بيدي !! ... ياريته بيدي كان سامحته من زمان . بس قلبي يكرهه ... عقلي يكرهه .. روحي تنفر منه ...
أخذتها لحظني بقوة وقتلها : الله يريح بالك يا صبا .. ويرفع عنك ياارب ..
وجلست معاها آخذتها في حظني ... زي زمان ...
أنت تقرأ