ربما يسألنى سائل .. لماذا يخلق الله الكون من نواة واحدة ذات كتلة حرجة .. ثم يمنحها 14 مليار سنة لتُعطى هذا الكون المترامى الأطراف , لماذا لم يخلق هذا الكون العظيم من البداية .. وبذلك نختصر كل هذه السنين المُهدرة ؟
"""""""""""""""""""""""""""""
أقول لك , وبكلمة واحدة .. إن الله لا يحده زمان ولا مكان .. فهو يرى الآن الكون و هو لازال لم يُخلق .. ويراك الآن و أنت نُطفة فى بطن أمك .. ويراك وأنت ابن ثلاثين تقرأ وتنهل المعارف . ويراك وأنت ميت فى اللحد .. وأنت تُحاسب بين يديه يوم القيامة .. وأنت تدخل الجنة أو النار .. بل ويراك وأنت تُنعَّم فى الجنة أو تُعذب فى النار بعد 100 مليون سنة من دخولك إحداهما .. فى نفس اللحظة , وفى ذات التوقيت .. فيا لها من قدرة يعجز العقل المحدود عن إدراك كينونتها .. سبحانك ربى ما عبدناك حق عبادتك .. يا ترى كيف سنقف يوما ما بين يدى هذا الجبار العظيم – سبحانه – ليعاقبنا أو يكافئنا ؟!
وبالتالى فإن السؤال بهذه الصيغة لا يجوز .. فالانتظار يجوز بحقنا نحن المخلوقات .. الذين يحدنا الزمان والمكان .. أما هو – جل فى علاه – فهو الخالق القاهر الذى لا يتحكم فى أفعاله الزمان والمكان فهو من خلقهما ..
"""""""""""""""""""""
هذا الكون العملاق نشأ من نواة واحدة منذ 14 مليار سنة , ثم انشطرت عنه كل المجرات بنجومها و كواكبها .. ولا زالت تنشطر و تتمدد حتى يومنا هذا .. أيضا فى سياق منظم ترعاه عناية الله ..لم يترك الله الكون و يتركه .. بل هى عناية مستمرة ثانية بثانية لا تأخذه فيها سِنة و لا نوم .. إرجع بذاكرتك الآن منذ وُلدت و أخبرنى .. كم من مرة انطلقت التكهنات على الفضائيات الإعلامية تحذِّر من أن نهاية الكون ستكون يوم كذا .. أو أن يوم كذا سيضرب فيه كويكب الأرض .. أو تبتلعها مجرة أندروميدا القريبة .. وكلها تكهُّنات علمية .. كان أشهرها التنبؤ بنهاية العالم 2012 م .. ومضى 2012 م و كأن شيئا لم يكن .. هناك يد عظيمة قادرة مقتدرة هى التى تدير هذا الكون .. ليس بالعلم فقط .. بل هى تخترق العلم أحيانا .. ليسير الكون بأسره حسب إرادة عُظمى .. هى من أخترعت العلم وأوجدت العقول التى تتعلم العلم ..
أنت تقرأ
روائع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية
General Fictionالقرآن لقد ظل العلماء سنوات طوال يبحثون في قدره فهو كلام الله، كتاب هداية، كتاب تشريع، كتاب طب، كتاب تاريخ، كتاب علوم، هذا فضلاً عن اللغة بأقسامها فقد جمع علم الأوليين والآخرين. إن معجزة القرآن تظهر لأهل العلم في كل مجال من مجالاته فهي ظاهرة في نظمه...